إيران تدعوا أمريكا الى لعبة الشطرنج بدل الملاكمة

21-02-2007

إيران تدعوا أمريكا الى لعبة الشطرنج بدل الملاكمة

دعا مسؤول الملف النووي الإيراني علي لاريجاني، الولايات المتحدة إلى "تجنب حلبة الملاكمة" والجلوس إلى "طاولة الشطرنج" بشأن ملف بلاده، وذلك عشية انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن لطهران حتى تجمد أنشطة التخصيب وإلا واجهت عقوبات اقتصادية.
 تصريحات لاريجاني جاءت بعد لقاء جمعه بمدير عام وكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي في فيينا.وقال المسؤول الإيراني "إذا تحركوا صوب حلبة الملاكمة، سيواجهون مشاكل. وإذا جلسوا إلى طاولة الشطرنج، سيتوصل الطرفان إلى نتيجة."وأضاف "أي طرف مهتم...بتحركات غير عقلانية...سيتلقى من دون شكّ ردا ملائما."وقال إنّ بلاده مستعدة لتقديم "ضمانات بأنه لن يكون أي انحراف...صوب برنامج أسلحة نووي" غير أنه لم يعرض أي تفاصيل عملية بشأن ذلك، رافضا، بكيفية غير مباشرة، مطلب مجلس الأمن الأساسي والذي يدعو طهران إلى وقف التخصيب، معتبرا أنّ "ذلك مجرد ذريعة" لفرض الضغوط السياسية على بلاده.
وجاء اجتماع لاريجاني مع البرادعي بناء على طلب إيراني، حيث من المقرر أن يرفع المدير العام للوكالة الذرية تقريرا إلى مجلس الأمن الدولي عن مدى التعاون الإيراني.وسيحدد البرادعي في تقريره ما إذا كانت إيران قد وافقت أم لا على الامتثال لقرار مجلس الأمن الذي تم التصويت عليه يوم 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ويطالب طهران بتعليق تخصيب اليورانيوم.
وقبل اللقاء قال البرادعي في مقابلة صحفية إن إيران قد تصبح قادرة على تخصيب اليورانيوم على مستوى صناعي في غضون ستة أشهر، إلا أنه يلزمها عشر سنوات لتتمكن من إنتاج قنبلة نووية.ورجح ألا تمتثل طهران لطلب مجلس الأمن، محذرا في نفس الوقت من مغبة "المبالغة" في تقييم التقدم النووي الذي تحرزه إيران.
ورهن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الثلاثاء العودة إلى طاولة المفاوضات ووقف برنامج تخصيب اليورانيوم باتخاذ دول الغرب خطوة مماثلة لتعليق برامجها النووية.
وقال نجاد، في كلمة أمام الآلاف من مواطنيه شمالي إيران، إن بلاده لا تمانع في وقف الأنشطة النووية طالما اتخذت دول الغرب تحركاً مشابهاً، وأضاف قائلاً في هذا السياق "العدالة تتطلب من أولئك المطالبين بعقد مفاوضات معنا إغلاق برامجهم للوقود النووي أيضاً، عندها يمكننا الحوار على نحو عادل."وتأتي تصريحات الرئيس الإيراني قبيل يوم من انتهاء الموعد النهائي الذي حدده مجلس الأمن الدولي لطهران لوقف أنشطتها النووي أو مواجهة عقوبات اقتصادية أكثر صرامة.
وردا على عرض أحمدي نجاد سخر البيت الأبيض من تصريحات الرئيس الإيراني، وتساءل المتحدث باسمه توني سنو "هل تعتقدون حقا أنه عرض جدي؟".
لكن سنو اتخذ موقفا مترقبا إزاء ما يحدث عقب انتهاء مهلة الأمم المتحدة واحتمال فرض عقوبات على طهران، قائلا "سنبدأ بالاطلاع على ما ستقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمهلة تنتهي الاربعاء" .
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى قراراً، في ديسمبر/كانون الأول، بفرض عقوبات اقتصادية خفيفة ضد طهران.هذا وقد قررت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي تعليق حوالي نصف مشاريع التعاون الفني معها تماشياً مع عقوبات الأمم المتحدة.
كما جدد الرئيس الإيراني الأسبوع الفائت، وخلال كلمة مطولة بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين للثورة الإسلامية، تمسك بلاده بالبرنامج النووي قائلاً إن بلاده لن تقبل بـ"إهانة" تعليق تخصيب اليورانيوم.
وأكد نجاد رفض إيران شروط الغرب التعجيزية وعدم القبول بتعليق تخصيب اليورانيوم كشرط مسبق للحوار.وإلى ذلك، تتزامن المطالب مع اتهامات تبادل  روسيا وإيران الاتهامات بشأن تأخير العمل في بناء محطة نووية في "بوشهر" بجنوب غرب الجمهورية الإسلامية، بعدما أعلنت موسكو أنها سترجئ العمل في بناء المحطة، لأن طهران لم تلتزم بسداد مدفوعات في موعدها، إلا أن المسؤولين الإيرانيين أكدوا التزام طهران بسداد جميع المبالغ المستحقة لروسيا حسب المواعيد المقررة.
وانتقد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، آية الله أكبر هاشمي رافسنجاني، الاثنين، تأخر روسيا في استكمال بناء المحطة، داعياً إلى البدء فوراً في استكمال المشروع دون تأخير.
وتعليقاً على تعليق روسيا عملية البناء، قال رافسنجاني: "إن القوي الدولية، وفي ضوء هيمنتها علي المؤسسات العالمية، تسعي لتجاهل حق إيران المشروع، وإن المتوقع من الأصدقاء أن يحولوا دون ذلك."
جاءت تصريحات المسؤول الإيراني خلال لقائه ميخائيل مارغليف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، والذي يزور طهران حالياً.
وكان مسؤول بوكالة الطاقة النووية الروسية قد أكد في وقت سابق الاثنين، أن طهران لم تسدد منذ أكثر من شهر، أي مدفوعات لاستكمال العمل في إنشاء محطة "كهرذرية" في بوشهر، مضيفاً قوله: "من الواضح أن الجدول الزمني الخاص ببناء المحطة يتعين تصحيحه."
وكان من المقرر أن تبدأ موسكو في تسليم شحنات الوقود النووي للمحطة في مارس/ آذار المقبل، مما يمهد الطريق لبدء تشغيل المفاعل في سبتمبر/ أيلول من العام الجاري.
وتتهم الولايات المتحدة، وبعض من حلفائها، طهران بالسعي لإنتاج سلاح نووي، وهو ما نفته الأخيرة مراراً مؤكدة أن استخدامات البرنامج ستكون مدنية.وكذلك تتهم واشنطن حكومة طهران بالضلوع في العنف الدموي الذي يطحن العراق وإمداد المليشيات الشيعية بالتمويل والعتاد، من بينها القنابل والعبوات الناسفة الفتاكة، التي أودت بحياة العشرات من القوات الأمريكية.
وفي شأن متصل، بدأ الحرس الثوري الإيراني المرحلة الثانية من مناورات " اقتدار " الثلاثاء في ‪ عدد من‬المحافظات الإيرانية.
وستقوم الوحدات المشاركة في هذه المناورات ووحدات الدفاع الجوي بمواجهة هجمات وهمية للعدو، نقلاً عن وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا."
وبحسب الوكالة، تتميز المرحلة الثانية من المناورات باتساع مساحة المنطقة ا التي يتم فيها الغطاء الجوي واستخدام شبكه واسعة من المراقبة المرئية واستخدام نظام الاتصال بواسطة الإنترنت.وكانت التدريبات العسكرية، واحدة من عدة مناورات نفذها الحرس الثوري الإيراني مؤخراً، أمس الاثنين.

 

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...