الأم أغنيس: ما تتعرض له سورية جريمة لقتل الحضارة والإنسان

08-03-2015

الأم أغنيس: ما تتعرض له سورية جريمة لقتل الحضارة والإنسان

أكدت رئيسة دير مار يعقوب الأم أغنيس مريم الصليب أن ما تتعرض له سورية من عمليات تدمير وتهجير ممنهجة على يد التنظيمات الإرهابية المتطرفة وبدعم من حكومات عديدة حول العالم هو جريمة ترمي لقتل سورية الحضارة والإنسان.

وقالت الأم أغنيس التي قدمت خلال كلمة لها في مؤتمر عقدته في باريس الليلة الماضية بدعوة من جمعية “تجمع المغتربين من أجل سورية” عرضا شاملا للأحداث في سورية إن الإرهابيين أخذوا منذ البداية عناوين مختلفة لخداع الجمهور ولمساعدة الدول التي تتدخل في مصير المنطقة منذ فترة طويلة لإسقاط الدولة السورية وإعادة صياغة نظام للسلطة حسب رؤية تلك الدول ومصالحها مضيفة إن “كل ما يحدث اليوم يؤكد مخاوفنا منذ البداية بعد أن وقفت الحكومات الغربية مع فصيل من الشعب السوري ودعمته بمرتزقة أجانب من كل أنحاء العالم موفرة لهم المال والسلاح والغطاء الإعلامي وذلك لتتدخل في سورية بذريعة حماية الحرية والديمقراطية بينما هي اليوم تسميهم بالإرهابيين”.

وتابعت الأم مريم “تخيلوا أن ما يحدث في سورية يحدث في وطنكم وفي يوم ما يقول لكم أحد ما أن الحكم الخاص بكم ليس جيداً وأن الرئيس فرانسو هولاند ليس لديه الحق في الوجود وإنه يجب دفع جميع التكاليف لإسقاطه وإرسال المرتزقة لذلك” مشيرة إلى أنه لا توجد حجة واحدة لتبرير ما تقوم به التنظيمات الإرهابية من تدمير البنية التحتية واحتياطيات الغاز والممتلكات الخاصة والتراث الأثري والثقافي الخاص ونهب المتاحف.

ودعت الأم أغنيس الفرنسيين خاصة والأوروبيين عامة للتفكير خارج الصندوق المقدم لهم من وسائل الإعلام المعادية لسورية وأن يكونوا على استعداد للاعتراف بالحقيقة بانهم قد خدعوا عندما قبلوا المعلومات المغلوطة التي قدمت لهم وزرعت في دماغهم ولم يسمح لهم بالاعتقاد خلاف ذلك مؤكدة لهم بأنهم قد تعرضوا لعمليات غسيل الأدمغة.

وقالت “عندما نتحدث عن حقيقة الأحداث في سورية لا يكون هناك أي رد منطقي على اعتراضنا وكنا نتعرض للتشهير ورفض الحوار وهذا يعني أنه كان يراد لسورية أن تكون لونا وصوتا واحدا” مشيرة إلى خطورة ذلك لدوره في إشاعة التعصب والشمولية التي تتناقض مع القيم الديمقراطية التي يعتنقها الغرب.

وأشارت إلى الفصام الحاد في تعامل الدول الغربية وقالت “نحن نعاني هذا الفصام الحاد.. فقد ظلموا الأبرياء وأرسلوا قوات أجنبية من المرتزقة للقتل في حين أنهم “الحكومات الغربية” يدعون محاربة الإرهاب والدفاع عن حقوق الإنسان” مطالبة وسائل الإعلام الفرنسية بأن لا تشوه كلماتها كما فعلت من قبل.

ولفتت إلى أن ما يجري في سورية أمر خطير جدا فرغم وجود الآلاف من الضحايا والمهجرين ما زالت هناك دول تريد الاستمرار في دفع المال والسلاح لإسقاط الحكومة السورية ولا تدرك أن كل ذلك سوف ينقلب عليها موضحة أن كل المال الذي أنفق في الحرب على سورية كان يمكن أن يفيد الناس بدلاً من قتلهم وتعذيبهم وكان يمكن أن يغير العالم نحو الأفضل.

وأكدت الأم مريم أن المسيحيين لا يطلبون الحماية ولا يحتاجون إلى ذلك فهم مثل بقية مكونات المجتمع يريدون فقط أن لا يتعرضوا للهجوم وأن يتوقف دعم “المهاجمين” مشيرة إلى تواطؤ بعض الحكومات والدول في العالم مع مئات الآلاف من الإرهابيين الذين يمرون عبر العديد من المطارات من بلدانهم الأصلية إلى الأراضي العربية السورية دون أن يتم اكتشافهم من قبل رحيلهم.

وختمت الأم مريم “إنه رغم كل ما نعانيه من العدوان إلا أننا نقابله بالحب وكل ما نسعى إليه هو ضمان تغطية دولية لحماية حقوق الإنسان في منطقتنا وليس لحماية الاعتداء والمعتدين”.

حضر المؤتمر جمهور كبير من المواطنين الفرنسيين والطبقة الفكرية في فرنسا.

سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...