الأمراض المعدية أحد تحديات الحرب السورية

تشير أرقام «منظمة الصحة العالمية» إلى أن نسبة 40 في المئة من سيارات الإسعاف في سوريا دُمرت، وان نسبة 57 في المئة من المستشفيات الحكومية تضررت بشدة، فيما أدت الحرب الدائرة في البلاد إلى مقتل 160 طبيبا على الأقل، وهجرة نحو ثمانين ألف طبيب.
وكانت سوريا، في الماضي، تنتج نسبة تسعين في المئة من حاجات الأدوية المحلية، غير أن تلك النسبة انخفضت إلى عشرة في المئة، ما أدى إلى نقص كبير في الأدوية.
وتنقل تلك المعطيات دراسة علمية أعدتها الباحثتان سيما شرارة من جامعة «كاروينا الشمالية»، وسهى كنج من «الجامعة الأميركية في بيروت»، وقد نشرت في المجلة العلمية «Plos Pathogens».
من ناحية ثانية، تشكل ظروف الحرب الشروط المثالية لتفشي الأمراض المعدية مثل الحصبة، والتهاب الكبد الوبائي من النوع «أ»، والليشمانيا، وشلل الأطفال، والتهاب السحايا، الجرب.
وأدت الحرب في سوريا إلى تدهور البنى التحتية الصحية إذ اتخذ النظام وفصائل المعارضة من الخدمات الصحية أحد تكتيكات الحرب.
وانخفض معدل التلقيح في سوريا، وفق الدراسة، من نسبة 91 في المئة في العام 2010، إلى نسبة 45 في المئة في بعض المناطق في العام 2013. ولم يتم تطعيم أكثر من خمسين في المئة من المواليد الجدد في سوريا، الذين بلغ عددهم، منذ بدء الأزمة، 1.8 مليون طفل سوري.
وتم تسجيل 36 حالة شلل أطفال في سوريا بينما كان المرض غير موجود في سوريا منذ 15 عاماً.
ويظهر التسلسل الجيني للفيروس ارتباطه بسلالة فيروس شلل الأطفال في باكستان، ما يرجح احتمال نقل المقاتلين الذين يأتون من باكستان إلى سوريا الفيروس.
وأدت عرقلة آليات التلقيح، وغياب الشروط الصحية، فضلاً عن الاكتظاظ، إلى تفشي الحصبة واعتبار المجتمع السوري عرضة لالتقاط العدوى ونقلها.
واجتاح داء الحصبة منطقة حلب والمناطق الشمالية وتم تسجيل أكثر من سبعة آلاف حالة.
وساهمت عوامل خطر تفشي داء الليشمانيا، مثل نقص التغذية، في تحويل هذا المرض من وباء محلي إلى خطر يهدد المنطقة.
ويسجل عدد حالات الليشمانيا ارتفاعاً ملحوظاً إذ تم تسجيل 52982 حالة في العام 2012.
وتلحظ الباحثتان أن «لا صحة من دون أمن، وأن جميع الجهود المبذولة من قبل المنظمات الإنسانية تبقى غير كافية في ظل استمرارية الحرب»، مؤكدتين ان «الأزمة السورية تؤثر على الأوضاع الصحية في البلاد المجاورة مثل الأردن ولبنان والعراق».

ملاك مكي

السفير