البابا يصطحب 12 لاجئاً سورياً من اليونان الى الفاتيكان

17-04-2016

البابا يصطحب 12 لاجئاً سورياً من اليونان الى الفاتيكان

دعا البابا فرنسيس العالم الى التعامل مع أزمة المهاجرين بطريقة "تليق بكرامتنا الانسانية المشتركة"، وذلك خلال زيارة السبت لمخيم موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية اختتمها باصطحاب 12 لاجئاً سورياً معه الى الفاتيكان، فيما أوضح الفاتيكان أن اللاجئين يشكلون ثلاث عائلات مسلمة "تعرضت منازلها للقصف"، وتتحدر احداها من منطقة يحتلها تنظيم "داعش".
وستقيم العائلات الثلاث مع اسرتين سوريتين تقيمان في رعيتي الفاتيكان، وذلك بعد دعوة البابا في الخريف كل رعية الى استقبال عائلة من المهاجرين.
وفي الطائرة الى اقلته الى روما، أوضح البابا انها "مبادرة انسانية"، مؤكداً أنه "لم يقم باختيار"، فـ"وثائق هذه العائلات الثلاث كانت قانونية.. كانت هناك عائلتان مسيحيتان لكن وثائقهما لم تكن جاهزة".
وفي هذا السياق، شدد البابا على ان الدين لا يقبل اي "انتقاص" لان "جميع اللاجئين هم ابناء الله".
وعلى غرار ما قام به في العام 2013 في جزيرة لامبيدوزا الايطالية بعيد انتخابه، سعى البابا مجدداً، السبت، الى انتقاد ما كان سماه "عولمة التجاهل".
وفي جزيرة ليسبوس، زار مع بطريرك القسطنطينية برثلماوس ورئيس اساقفة اثينا وكل اليونان ايرونيموس مخيم موريا الذي يحتجز فيه ثلاثة الاف شخص بينهم نساء حوامل واطفال.
ووصل هؤلاء منذ بدء تنفيذ الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا والذي يلحظ اعادة جميع الذين وفدوا بعد 20 اذار الى تركيا، بمن فيهم طالبو اللجوء السوريون.
وقال فرنسيس لهؤلاء اللاجئين، الذين وصلوا الى ليسبوس بعد دخول الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا حيز التطبيق والذين قد يتعرضون بالتالي للإبعاد: "اصدقائي الاعزاء، اريد ان اقول لكم إنكم لستم وحدكم... لا تفقدوا الامل!"
وأضاف "جئت الى هنا (...) حتى اكون معكم واستمع الى معاناتكم (...) ومطالبة العالم بأن يولي هذه الازمة الانسانية الخطيرة اهتماما والتمني بأن يجد حلا لها".
وأعرب البابا عن أمله "في ان يولي العالم اهتماما بهذه الاوضاع المأساوية والميؤوس منها فعلا، وان يتعامل معها بطريقة تليق بإنسانيتنا المشتركة".
واوضح ان "الله خلق الجنس البشري حتى يشكل عائلة واحدة. واذا ما تألم احد اخوتنا او احدى اخواتنا، نتأثر جميعا".
وقال البابا "يستطيع جميع اخوتنا واخواتنا في هذه القارة، على غرار السامري الصالح، ان يهبوا لمساعدة للمساعدة بهذه الروح من الاخوة والتضامن والاحترام للكرامة البشرية التي طبعت تاريخها الطويل". وقد انتقد بذلك بطريقة مبطنة ارادة السلطات الاوروبية بإعادة هؤلاء اللاجئين الى تركيا.
ثم دعا فرنسيس وبطريرك القسطنطينية بارثولوميو ورئيس اساقفة اثينا ايرونيموس، في بيان موقع، العالم الى التحلي ب "الشجاعة" لمواجهة "الازمة الانسانية الكبيرة" للاجئين.
وأضافوا "من ليسبوس، ندعو المجموعة الدولية الى التعامل بشجاعة مع هذه الازمة الانسانية الكثيفة واسبابها الخفية، عبر مبادرات ديبلوماسية وانسانية وخيرية، من خلال جهود منسقة، في الشرق الاوسط او في اوروبا".
وكان البابا فرنسيس قال للصحافيين المتواجدين على متن الطائرة التي أقلته إلى ليسبوس: "هذه رحلة مختلفة عن بقية الرحلات... إنها رحلة ممزوجة بالحزن. سنواجه أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. سنرى كثيرين يعانون ولا يعرفون أين يذهبون بعدما اضطروا إلى الفرار."
وتابع "سنذهب أيضا إلى مقبرة.. ألا وهي البحر. لقي كثيرون حتفهم هناك... هذا ما أكنه في قلبي وأنا أقوم بهذه الزيارة."
ونقل التلفزيون اليوناني عن البابا نيته اصطحاب عشرة لاجئين إلى الفاتيكان بينهم ثمانية سوريين.
ووصفت منظمات الإغاثة الأوضاع في مخيم موريا، وهو معسكر مهجور للجيش، بأنها مروعة.
ولا يمكن للصحافيين الوصول إلى المنشأة الواقعة على تلة خارج بلدة ميتلين الرئيسية في ليسبوس، إلا أن عمال الإغاثة قالوا إنه تم طلاء الجدران وإصلاح نظام الصرف ونقل عشرات اللاجئين من المنشأة المزدحمة إلى مخيم آخر، لن يزوره البابا.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...