البضائع الصينيــة: أسعار رخيصة ومتاهة بين المقلد والأصلي

05-03-2010

البضائع الصينيــة: أسعار رخيصة ومتاهة بين المقلد والأصلي

لاتزال غزوات المنتجات الصينية للأسواق السورية متلاحقة، وكل غزوة تحمل معها الجديد الذي ينسيك القديم , فالتنوع لا حدود له ويصل لدرجة الإبهار يبدأ من الإبرة والخيط مروراً بكافة الأجهزة الكهربائية والالكترونية والمنزلية والألبسة والأحذية والألعاب ومستحضرات التجميل والعطورات والأكسسورات، ولا تفوتنا المواد الغذائية والمعلبات وصولاً إلى الدراجات والسيارات...الخ‏

والمواطن وجد ضالته في هذه البضائع والسلع التي تناسب دخله المحدود إضافة إلى رغبته في امتلاك ماركات عالمية ولو / مقلدة/ بأسعار أرخص.‏

على الطرف الآخر تعالت الأصوات التي تطالب بوقف استيراد المنتجات الصينية اما خوفاً من الأضرار التي قد تسببها أو بسبب رداءة صناعتها وخطورتها على الصناعة الوطنية إذا للموضوع تفرعات تحير الجميع فماذا نحن فاعلون...؟‏

شعبان / مدرس/ يتساءل لماذا يتم استيراد الأشياء البسيطة كالإبرة- الخيط- المشط المرآة- عيدان الأسنان- الأقلام والقرطاسية، بشكل عام ألا يمكن أن نصنعها في بلدنا ومع ذلك نجد أنه لا يمكن للصناعة الوطنية أن تنافس بعض السلع الصينية التي تغزو العالم، وأنا لا أجد خياراً آخر غير شرائها فهي رخيصة الثمن وتناسب دخلنا وتحاصرك أينما ذهبت.‏

- أم كنان / ربة منزل/ تقول : نشتري الكثير من السلع والبضائع ونكتشف بأنها صينية فلا يوجد بديل آخر. وبهذا التنوع الهائل حلت الكثير من المشكلات خصوصاً أدوات المطبخ،أنا لدي أربعة أولاد اشتريت لهم في بداية العام الدراسي حقائب وقرطاسية وأحذية كلها مستوردة من الصين ورغم ما يحكى عن سوء صناعتها فإنها وفرت للناس ما كانوا يحلمون به فأنا سعيدة عندما أستطيع شراء ألعاب تفرح أولادي كانوا يحلمون بها سابقاً.‏

للأحياء الشعبية في أطراف العاصمة حصة متنوعة من البضائع الصينية خصصت لهم وبأسعار تناسب قدرتهم، وبالتالي توفر لهم بعض ما يشتهون ويصبح حالهم مثل حال الآخرين تقريباً من حيث تحقيق أحلامهم الصغيرة.‏

أبو أحمد صاحب محل لبيع البضائع الصينية في أحدى الحارات الشعبية يقول: اشتريت محلاً ثانياً بعدما رأيت الإقبال الكبير على هذه السلع، وأسعاري تناسب أبناء الحي الفقير وأنا اشتري من تاجر الجملة ما يناسبني ونسبة الربح 10٪ وتجد تنوعاً كبيراً في السلع لا أستطيع أن أعده فأنا أبيع بعض القطع بخمس ليرات.‏

لم يبق ميدان إلا صالت وجالت به السلع الصينية، والقائمة تطول بداية بالكهربائية والالكترونيات والألبسة والأحذية والسيارات...الخ.‏

فيمكن أن تجد تلفزيوناً بنصف القيمة أو أقل صناعة صينية، أو تشتري ثريا بين 1000و2500 ل.س، بينما الصناعات الأخرى أضعاف هذا السعر وقس على هذا المنوال - الأحذية خصوصاً النسائية والهدايا واللوحات كلها متوفرة بأسعار رخيصة لا يمكن تخيلها أما السيارات فلا مجال للمقارنة بالأسعار ويمكن أن تجد سيارة حديثة ذات مواصفات كاملة وبنصف سعر مثيلاتها اليابانية أو الأوروبية ولا يمكن أن تتوقع أنواع البضائع الجديدة القادمة من الصين ففي كل زيارة هناك بضائع لا تخطر على بال...‏

يقول أحد أصحاب محال الماركات الشهيرة للهواتف إن كل بضاعته صناعة الصين وهي جيدة جداً ومكفولة، الشركة الأم أنشأت مصنعاً في الصين مستفيدة من رخص الأيدي العاملة والمواد الأولية ووجود أسواق تصريف وأسعارنا مرتفعة حسب جودتها وكما يقول ليست كل البضائع الصينية سيئة الصنع فأكثر الماركات العالمية لها حالياً معامل في الصين مثل الأجهزة الكهربائية والالكترونية والحاسوب.... الخ.‏

ويجب أن نميز بين الماركات المقلدة والماركات الحقيقية، والاثنتان صناعة الصين ويحدث هذا الأمر كثيراً عندما نشتري سلعاً من ماركات أوروبية فنكتشف أنها صناعة الصين، ولكنها غير مقلدة وذات جودة عالية، والماركات المقلدة جذبت الناس بسعرها المنخفض 80٪ مقارنة بالأصلية، وتشمل النظارات والساعات والعطورات..‏

والسلع الصينية درجات وكل بلد يستورد ما يناسب وضع السوق لديه وللمستهلك حرية الاختيار ولنا أن ننصحه بالسلعة الجيدة وكما يقال / لست غنياً لأشتري رخيصاً/.‏

نديم معلا

المصدر: الثورة

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...