البطريرك غريغوريوس يشرح "دوافع" هجرة المسيحيين الشرقيين

04-04-2007

البطريرك غريغوريوس يشرح "دوافع" هجرة المسيحيين الشرقيين

 أعرب البطريرك غريغوريوس الثالث بطريرك إنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية والقدس الشريف (الروم الكاثوليك) عن اعتقاده بأن " الهواجس التي تنتاب المسيحيين ومواقع التخوف عندهم والتي تدفعهم الى الهجرة ليست أسبابا دينية بحتة، ولكنها ذات طابع اجتماعي، قومي ، حضاري، وأيضا ديني". وأوضح البطريرك غريغوريوس الثالث في رسالة موجهة الى المسلمين وزعتها كنيسة الروم الارثوذكس في فيينا بعد ظهر اليوم، بمناسبة عيد الفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية الشرقية أنه "وفي سعينا لإقناع أبنائنا المسيحيين بالبقاء في أوطانهم حيث زرعهم الله، نرى أنه من الضروري أن نتوجه معهم وباسمهم، ومن منطلق مسؤوليتنا كعرب مواطنين في البلاد العربية الى اخواننا المسلمين، والى الحكام والشيوخ والفقهاء والمثقفين والمفتين والى عموم المسلمين لكي نقول لهم بصراحة ما هي الهواجس التي تنتاب المسيحيين والمخاوف التي تدفعهم الى الهجرة". وشدد البطريرك على القول "فقد عندما نتكلم عن العيش المشترك والتعايش والمواطنة، فلابد أن يكون تحقيق شروط هذه المبادئ واجبا يقع على كاهل المسلم كما يقع على كاهل المسيحي، ولاسيما عند الحديث عن فصل الدين عن الدولة، وعن العروبة والقومية والديمقراطية وحقوق الانسان والتشريعات التي ترتكز على الإسلام كمصدر وحيد للشريعة، أو كمصدر رئيسي، والتي تتسبب في تشريع قوانين ومواد دستورية تميّز بين المواطنين على أساس الدين، وتحول دون المساواة أمام القانون وتنتقص من المساواة في المواطنية.. وكذلك القول عن أحزاب متشددة وتيارات اسلامية وحركات أصولية من هنا وهناك، وتُنسب إليها، بحق أو بغير حق، أعمال عنف وإرهاب وقتل واحراق كنائس وتسلط مواطنين على أترابهم واستغلال الدين والأغلبية الدينية لأجل إذلال الجار أو رفيق العمل أو المهنة."ورأى البطريرك غريغوريوس الثالث أن "هذه الأمور وسواها تشكل موضوع تخوف لدى المسيحيين". ودعا إلى ضرورة ادراجها كموضوع حلقات دراسية ومؤتمرات ومحاضرات واجتماعات في المجتمع العربي والاسلامي، ومعالجتها بموضوعية حقيقية، و"بحيث يضع المسلمون والمسيحيون معا أيديهم على الجرح الذي يسبب نزيف الهجرة لدى المسيحيين." وقال البطريرك إننا "نتوجه بهذه الرسالة الى اخواننا المسلمين بكل ثقة وبكل محبة، وهما مصدر صراحتنا! ونقول لهم بصراحة: إننا، نحن وشعبنا ورعايانا نريد أن نعيش معا ونكمل مسيرة الأجيال السابقة، ونريد من اخواننا المسلمين لا أن نكون ذميّين محميّين، بل نريد أن نكون مواطنين مثلهم، لنا ولهم نفس الحقوق والواجبات. ونريد أن نبني معهم أوطاننا ونسهم في مستقبل أفضل لها. هكذا كان دور المسيحيين في التاريخ وهكذا يجب أن نكون اليوم معا في الألفية للميلاد والقرن الخامس عشر للهجرة". وأوضح بطيريرك الروم الملكيين الكاثوليك قائلاَ "نحن لا نطلب حماية من اخوتنا المواطنين المسلمين، بل مساواة وتكافؤ في فرص العمل والمهنة، نريد عيشاً مشتركاً وتعايشاً بكل ما تحويه العبارات من محبة وثقة واحترام واكرام ومسؤوليات مشتركة، وتضامن ومسيرة مشتركة وعطاء وتضحيات في سبيل أوطاننا. كما نريد أن نشعر بهذا المناخ في بلادنا العربية بدون استثناء". وأكد البطريرك غريغوريوس قوله "فالمسيحي مواطن عربي في كل بلد عربي، أكان عدد المسيحيين قليلاً أو كثيراً، أكانوا فقراء أم أغنياء، لهم حق المواطنة الكاملة، وفي كل قطر من الاقطار العربية وبدون استثناء. ولهم حق الحرية الكاملة في ممارسة شعائرهم الدينية وبناء كنائسهم لتتعانق مع مساجد اخوتهم المسلمين".وبعدما اعتبر البطريرك غريغوريوس "هذه المواقف هي التي تجعل المسيحي يشعر بالأمان والاطمئنان وتخفف من وطأة الهجرة"، هنا خاطب المسلمين قائلاً"نقول لاخوتنا المسلمين أن لدينا نحن المسيحيين طاقات جبارة، ولنا أديرتنا ومدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا الخيرية والاجتماعية والثقافية والصحية، وكلنها نسخرّها في خدمتهم. ولكن إذا هاجرنا فكل هذه الطاقات ستتبدّد وتزول. والخاسر هو الإنسان العربي، المسلم و المسيحي سواء بسواء". وخلص البطريرك إلى القول "نؤكد مجدداً أن تواصلنا الإيجابي، والحفاظ على قيمنا الإيمانية، مسلمين ومسيحيين هو أساس مواطنتنا الحقيقية وعيشنا المشترك. والتحدي الأكبر لنا، مسيحيين ومسلمين هو كيف نعيش إيماننا في عصر العولمة، وكيف نوصله وديعة ثمينة مقدسة إلى أجيالنا الطالعة، وإلى شبابنا مسيحيين ومسلمين، وهو سواء بسواء، معرضون للأخطار عينها في عالم اليوم".

المصدر: آكي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...