البقاع: صعوبات تعليم 22 ألف تلميذ سوري

29-11-2013

البقاع: صعوبات تعليم 22 ألف تلميذ سوري

من خيمة في أرض ترابية في سهل المرج، نقلت الطفلة إيمان مقعدها الدراسي الى "مدرسة المعونة الدائمة" في كامد اللوز، بعدما وجدت من يحتضنها ماليا ويؤمن لها استمرارية التعلم بشكل يحمل الحد الأدنى من المقومات التربوية المطلوبة.
تعليم النازحين السوريين في البقاع دونه عقبات وعراقيل تعترض هذه الانطلاقة وان كان في شقها الرسمي أو الخاص. فالأخير ينتظر من يموّله من الجهات الدولية المانحة أكثر، في المقابل، فإن التعليم الرسمي يصطدم بتعثر انطلاقة الدراسة في المدارس الرسمية العشر التي أعلنت عنها وزارة التربية "مدارس لتعليم النازحين السوريين في البقاع في إطار دوام بعد الظهر"، إذ تقتصر هذه الانطلاقة على خمس مدارس، وتنتظر المدارس الخمس الاخرى تلامذتها السوريين الذي يرفضون نقل مقاعدهم الدراسية من المدارس النهارية جانب التلامذة اللبنانيين، الى المدارس التي تعتمد دوام بعد الظهر. تلامذة نازحون داخل خيمة التعليم (سامر الحسيني)
في الأرقام الرسمية المدوّنة في منطقة البقاع التربوية وصل عدد التلامذة السوريين الذين تسجلوا في المدارس الرسمية لهذا العام الدراسي 2013-2014 أكثر من 14 ألف تلميذ سوري يضاف اليهم ثمانية آلاف تلميذ سوري مسجلين من السنة الماضية، وأعادوا التسجيل هذه السنة، وبذلك يكون عدد التلامذة السوريين لهذا العام قد وصل الى 22 الف طالب أي بزيادة قياسية تتجاوز 85 في المئة عن العام الماضي.
في المدارس الرسمية اكتظاظ بالتلامذة السوريين الذين يتوزعون على كل المراحل التعليمية، وهذا ينطبق على المدارس النهارية حيث اندمج المئات من التلامذة السوريين في المدارس الرسمية النهارية والباقي من المفترض أن يوزع على عشر مدارس رسمية، اختيرت في البقاع، لتكون مدارس في إطار دوام بعد الظهر، كمرحلة أولى ويليها تسمية مدارس اخرى كمرحلة ثانية بهدف استيعاب تدفق التلامذة النازحين السوريين.
لا يقتصر عدد التلامذة السوريين على أرقام السجلات الرسمية لوزارة التربية، بل يتجاوز العدد الواقعي للتلامذة السوريين في منطقة البقاع حدود الرقم الـ80 ألف تلميذ في منطقة باتت تؤوي أكثر من مليون نازح سوري بينهم من هو مسجل في قوائم "مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين"، وآخر يحجم عن التسجيل لاعتبارات عدة.
في المقابل، فإن المدارس الخاصة لتعليم النازحين السوريين تلقى رواجا متصاعدا، مقابل توافر بعض المانحين لكلفة هذا التعليم. ويسجل في البقاع تهافت عدد من الهيئات الإغاثية الدولية والعربية على تعليم النازحين السوريين وتأمين كامل احتياجاتهم التربوية من الأقساط المدرسية الى الحقائب والكتب والقرطاسية، وتتقدم هذه الهيئات "مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية" و"كاريتاس" و"اليونيسيف".
على الرغم من مرور شهرين على انطلاق العام الدراسي، فإن الكثير من أبواب المدارس الرسمية والخاصة في آن معا لا تزال تفتح ابوابها في هذا الوقت لاستيعاب التدفق المتزايد من التلامذة السوريين.
يسجل في البقاع مدارس خاصة منها التي تستفيد من الجهات المانحة التي تموّل تعليم التلامذة السوريين، فيما هناك مدارس خاصة أنشئت لمصلحة التلامذة السوريين وتستوفي منهم رسوماً مالية تتراوح ما بين 250 دولارا الى 600 دولار أميركي، عدا مدارس افتتحت بتمويل خاص وتنتظر من يمول كلفة تعليم التلامذة السوريين بداخلها على مثال "مدرسة أجيال المستقبل" التي أنشأتها "جمعية حماية واستثمار الأدمغة العربية" في تعنايل التي تستوعب حاليا حوالي 400 تلميذ قد يكون مصيرهم مهدداً، وبالعودة الى الخيم من دون إكمال العام الدراسي إذا لم يتوافر المانح المالي.

سامر الحسيني

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...