التركمان ينسحبون من الإئتلاف وإطلاق رسمي لمسيرة «جنيف 2» وصراع الجولاني مع العدناني يخلف274 قتيلا
بدأ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، أمس، هجوما مضادا في ريف الرقة وحمص، وذلك في محاولة لتخفيف الضغط عن مقارّه التي تتعرض، منذ الجمعة الماضي، لهجمات مكثفة من مجموعات مسلحة في شمال سوريا، أدت إلى مقتل 274 شخصا، غالبيتهم من مسلحي الطرفين.
ويبدو ان «داعش» و«جبهة النصرة» يسيران نحو الطلاق النهائي. فبعد ساعات على دعوة زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني إلى وقف الاقتتال، الذي وصفه بأنه «فتنة بين المسلمين»، ما يعني إبقاء مقاتليه على الحياد، وعد المتحدث باسم «الدولة الإسلامية» أبو محمد العدناني «بسحق» المجموعات المسلحة التي تهاجم تنظيمه، معلناً رصد «مكافأة لكل من يقطف رأسا من رؤوس وقادة الائتلاف والمجلس الوطني وهيئة الأركان» الذين كانوا قد دعموا الهجوم على «داعش».
وتأتي التطورات الميدانية الجديدة بعد إطلاق الأمم المتحدة رسميا، أمس الأول، مسيرة مؤتمر «جنيف 2»، عبر إرسال دعوات إلى الدول التي ستشارك في افتتاحه في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني الحالي، لكن من دون إيران، التي رفضت العرض الأميركي بأداء دور هامشي في المؤتمر الدولي، مؤكدة أنها لن تقبل سوى العروض التي تحترم «كرامتها».
في هذا الوقت، أعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن نقل الدفعة الأولى من العناصر الكيميائية السورية، عبر مرفأ اللاذقية، على متن سفينة دنماركية، إلى المياه الدولية. ورحبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي بعملية نقل «الكيميائي». وقالت «لا يزال هناك الكثير للقيام به»، لكنها أضافت «ليس لدينا أي سبب يجعلنا نعتقد أن النظام (السوري) تراجع عن وعوده».
وتوعد المتحدث باسم «داعش» أبو محمد العدناني «بسحق» مقاتلي المعارضة السورية. وقال، في شريط صوتي متوجهاً الى مقاتلي التنظيم، «احملوا عليهم حملة كحملة (أبو بكر) الصديق واسحقوهم سحقا، وإدوا المؤامرة في مهدها وتيقنوا من نصر الله»، متوعدا المقاتلين المعارضين بالقول «والله لن نبقي منكم ولن نذر ولنجعلنكم عبرة لمن اعتبر، أنتم ومن يحذو حذوكم».
وأضاف «يا أجناد الشام انها الصحوات لا شك عندنا ولا لبس. كنا نتوقع ظهورها ولا نشك في ذلك، إلا انهم فاجأونا واستعجلوا الخروج قبل أوانهم». وتابع «يا من وقعتم على قتال المجاهدين، توبوا ولكم منا الأمان، والعفو والصفح والإحسان، وإلا فاعلموا أن لنا جيوشا في العراق وجيشا في الشام من الاسود الجياع، شرابهم الدماء وأنيسهم الأشلاء، ولم يجدوا في ما شربوا أشهى من دماء الصحوات».
وأضاف «ان الدولة الإسلامية في العراق والشام تعلن أن الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الأركان والمجلس العسكري، طائفة ردة وكفر، لذا فكل من ينتمي لهذا الكيان هو هدف مشروع لنا»، معلنا رصد «مكافأة لكل من يقطف رأسا من رؤوسهم وقادتهم. لنستهدفهم حيث وجدناهم إلا من تاب منهم قبل ان نقدر عليه».
وتدور منذ الجمعة الماضي معارك عنيفة بين ثلاثة تشكيلات من المقاتلين، وهي «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا»، وعناصر «داعش»، فيما تشارك «جبهة النصرة» إلى جانب مقاتلي المعارضة في بعض هذه المعارك، فيما تبقى على الحياد في مناطق أخرى.
ودعا الجولاني، في شريط صوتي، إلى وقف المعارك، محملا مسؤولية اندلاع الاشتباكات إلى «داعش». وقال «نعتقد بإسلام الفصائل المتصارعة رغم استغلال بعض الأطراف الخائنة للحالة الراهنة لتنفيذ مأرب غربي أو مصلحة شخصية واهنة، وعليه فإن القتال الحاصل نراه في غالبه قتال فتنة بين المسلمين». واعتبر أن ثمن استمرار الصراع سيكون «ضياع ساحة جهادية عظيمة وسينتعش النظام بعد قرب زواله، وسيجد الغرب والرافضة لنفسهم موطئ قدم كبرى في أجواء هذا النزاع».
وأدت استقالة 40 عضواً في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إلى تمديد اجتماعات هيئته العامة حتى 17 كانون الثاني الحالي، مؤجلا بالتالي قراره حول المشاركة في «جنيف 2» من عدمه.
وقال عضو «الائتلاف» عن الحركة التركمانية زياد حسن إن «٤٠ عضواً قدموا استقالاتهم من الائتلاف»، موضحا أن «المنسحبين يمثلون الحركة التركمانية، ومنتدى رجال الأعمال، والمجالس المحلية، والمجلس الأعلى لقيادة الثورة، وأعضاء من هيئة الأركان، وعددا من الشخصيات الوطنية». وأضاف «نرى في الحركة التركمانية أن الائتلاف يسير باتجاه خدمة المشروع المعادي لأمتنا جمعاء، وذلك عبر مسرحية ما يسمى بجنيف٢».
وكان مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق قد أعلن، أمس الأول، أن الأمين العام بان كي مون بدأ توجيه الدعوات لحضور المؤتمر الدولي، لافتا إلى أن إيران ليست على اللائحة الأولية للمدعوين إلى المؤتمر.
وقال حق إن وزيري خارجية أميركا جون كيري وروسيا سيرغي لافروف سيلتقيان في باريس في 13 الشهر الحالي لاتخاذ قرار في شأن مشاركة إيران أو عدمها في المؤتمر.
وأعلن أن الأمم المتحدة تحث المعارضة السورية على إعلان تشكيلة وفد «ذي تمثيل عريض» في أسرع وقت ممكن، فيما شدد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، في إسلام آباد، على ضرورة أن «يفضي المؤتمر إلى عملية سياسية قوامها تشكيل حكومة انتقالية واسعة الصلاحيات، وألا يكون للأسد أو رموز النظام ممن تلطخت يدهم بالدماء أي دور فيها، والعنصر الثاني والمهم هو أن يكون الائتلاف هو الممثل الشرعي والوحيد لكل أطياف المعارضة السورية».
ودعت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف طهران إلى «أداء دور بناء» في سوريا، ملمحة إلى أن إيران تستطيع في هذه الحال المشاركة في «جنيف 2 ولكن بمستوى أدنى من الوزاري».
لكن طهران رفضت العرض الأميركي بأداء دور هامشي في المؤتمر الدولي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إن «إيران أعلنت دائما عن استعدادها للمشاركة من دون شروط مسبقة، ولكن طهران لن تقبل سوى العروض التي تحفظ كرامة الجمهورية الإسلامية».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد