"الجنس الإلكتروني" يطيح بتجارة المجلات الإباحية في مصر

11-02-2007

"الجنس الإلكتروني" يطيح بتجارة المجلات الإباحية في مصر

أطاحت المواقع الالكترونية التي تقدم "ثقافة جنسية" أو ما يطلق عليه البعض "الجنس الالكتروني" بتجارة المجلات الإباحية التي كانت تنتشر خلسة في شوارع وسط القاهرة في مصر.

وتحكي مراسلة صحيفة الحياة اللندنية أمينة خيري في تقرير لها من القاهرة قصة "عم أحمد" الذي كان في زمن ما قبل تقنية المعلومات "ملك الممنوعات"  في وسط القاهرة، على رغم أن نشاطه التجاري كما يبدو للجميع هو بيع الجرائد والمجلات والكتب الأجنبية والعربية المستعملة.

وكان الموقع الذي يحتله "عم أحمد" في سبعينيات القرن العشرين وثمانينياته وشطر من تسعينياته، قِبلة لطلاب المدارس الثانوية والجامعات، إضافة إلى بعض الشباب من العمال والموظفين. وفي مساء يوم الخميس كانت الجموع تحتشد حوله وهو يستمتع بإدارة حركة البيع وتنظيمها. وحينها، امتلك أكبر تنويعة من المجلات الأجنبية الإباحية التي كان يشتريها بطرقه الخاصة من المسافرين الذين ينجحون في الدخول بها خلسة إلى البلاد.

وتوافرت عند "عم أحمد" الكتب العربية التي تتناول قضايا الجنس بشكل مبتذل وعار من النواحي العلمية تماماً، إضافة إلى الكثير من الصور والبوسترات الساخنة لنساء في أوضاع مثيرة.

وكما تشير الصحيفة، ففي أواخر التسعينيات، شرع الحال في التغير، وجاءت الثورة المعلوماتية بكل قوتها عبر الانترنت وما تحمله من ثقافة جنسية، لتحمل تهديداً كأنه موجه بصفة شخصية إلى "عم أحمد" وتجارته.

وبدأ "عم أحمد" يشعر بوطأة الهجمة التكنولوجية على تجارته شيئاً فشيئًا، وشرع زبائنه في التناقص تدريجياً. في البداية، ظن الرجل أن الموضوع ليس إلا موضة سرعان ما ستزول وتعود الأمور إلى أصلها، ولكن حدث أن الوضع "تدهور" تماماً بالنسبة لـ"عم أحمد" وزملائه المنتشرين على أرصفة وسط القاهرة وغيرها من المناطق، والذين اعتادوا المتاجرة بكتب الجنس الرخيص.

وقد انصرف الشباب الراغبون في التزود بمواد جنسية إلى الإنترنت والهواتف المحمولة كبديل أكثر سرية وخصوصية، وأرخص سعراً من المواد المعروضة على الأرصفة في ظل مجتمعات لا توفر مصادر "مشروعة" للثقافة الجنسية، كما تقول الصحيفة.

ويوضح محمد (20 سنة) أن "اضطرار بعضهم للوقوف في الشارع للبحث عن كتاب أو مجلة أو حتى صورة مثيرة فيه الكثير من الحرج، إضافة إلى الخوف من أن يفتضح أمره أو يقوده حظه العاثر إلى أن يمر من ذلك المكان في ذلك التوقيت بالذات قريب أو جار له فتكون الفضيحة مُدوّية".

ويتفق معه في الرأي تامر (21 سنة) الذي يقول إن "إحدى أبرز مميزات تكنولوجيا المعلومات أنها تحافظ على خصوصية البشر وأسرارهم، وذلك في كل المجالات، ومن ضمنها تقديم المعلومات الجنسية لمن يرغب، سواء تلك التي تتخذ طابعاً علمياً أو التي تقع في إطار إثارة الغرائز... إن الخيار يتوقف على شخصية المستخدم وأخلاقه".

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...