الجيش اللبناني يتصدى لقوة إسرائيلية خرقت الحدود

08-02-2007

الجيش اللبناني يتصدى لقوة إسرائيلية خرقت الحدود

تصدت قوة من الجيش اللبناني، أمس، لوحدة إسرائيلية حاولت تجاوز «الخط الازرق» باتجاه الاراضي اللبنانية وأطلقت باتجاهها النار، في تطور بري ميداني هو الاول من نوعه منذ سنوات طويلة، فيما واصلت إسرائيل اتهام سوريا بتزويد «حزب الله» بصواريخ حديثة مضادة للدروع، وأعلن وزير الدفاع عمير بيرتس أن إسرائيل لا يمكنها غض الطرف عن ذلك، محذراً من أن الدولة العبرية تعلمت من دروس حرب لبنان الثانية، وهي ستتعامل بحزم مع القوى «المتطرفة» التي تدفع نحو التصعيد.
قالت مصادر عسكرية لبنانية في بنت جبيل أن قوة اسرائيلية حاولت التقدم شمالي «الخط الازرق»، ليل امس، بذريعة أن خط الحدود يعطيها حق التقدم ثلاثين متراً داخل الاراضي اللبنانية، ورد الجانب اللبناني عبر «اليونيفيل» بأنه من الصعب تحديد النقاط الحدودية ليلا والمطلوب ترك الامر للجنة الارتباط للبت به لاحقا.
وعلم أن دبابة وجرافة اسرائيليتين تقدمتا، مساء امس، باتجاه الحدود من مستوطنة «افيفيم» باتجاه مارون الراس، من دون تجاوز «الخط الازرق»، في مهمة استطلاعية، وعلى الفور تبلغت القوة العسكرية اللبنانية المتمركزة في المنطقة بالتصدي لأي خرق، وتم تحريك بعض الآليات في مواجهة القوة المعادية.
وبعد فترة ، تقدمت آلية من نوع «بوكلين» وقامت بنزع الشريط الشائك، على مرأى من قوة فرنسية كانت تراقب الأمور هناك، وذلك بحجة البحث عن عبوات جديدة، على غرار تلك التي قال الجيش الإسرائيلي قبل أيام انه عثر عليها في المنطقة نفسها، والتي أعلنت المقاومة أنها من مخلفات «حرب تموز».
وفور دخول الآلية الاسرائيلية الأرض اللبنانية، أعطت قيادة الجيش اللبناني الامر لوحدة الجيش اللبناني المتمركزة في المكان بفتح نيران أسلحتها الرشاشة وإحدى القذائف المدفعية باتجاه الـ«بوكلين» التي انسحبت فوراً الى الخط الحدودي بعد أن رد
الاسرائيليون على الجيش اللبناني من دون أن يسجل وقوع أية إصابات في صفوف ضباطه أو جنوده.
وفور وقوع الحادث، تم إرسال تعزيزات عسكرية لبنانية من منطقة بنت جبيل الى مارون الراس فيما وضعت وحدات الجيش جنوب الليطاني في حالة تأهب.
وتردد أن الجانبين اللبناني والاسرائيلي اتفقا عبر «اليونيفيل» على عقد اجتماع للجنة الارتباط الدولية في الناقورة في غضون الساعات المقبلة للبحث في أسباب الحادث.
وأشار متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى أن «إطلاق النار توقف حاليا، ونحن نعتبر الحادث منتهياً».
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن وحدة من سلاح الهندسة في الجيش الإسرائيلي بدأت تمهيد وتسوية للارض «لمنع منظمة «حزب الله» الإرهابية من إخفاء شحنات أخرى في هذا القطاع».
واعتبر المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل أن ما حصل من تصد بطولي للجيش اللبناني في مواجهة القوة الإسرائيلية المعادية التي حاولت خرق الحدود هو مدعاة فخر واعتزاز من قبل كل اللبنانيين.
وقال خليل، إن «ما قامت به وحدات الجيش في مارون الراس ليس غريباً عليها، وإنما يعيد تذكيرنا بكل الوقفات البطولية المشتركة جنباً إلى جنب مع المقاومة في الدفاع عن كل حبة تراب من أرض لبنان المقدسة».
وأضاف خليل أن «ما حصل من خرق إسرائيلي إنما يؤكد أن العدوان هو سياسة دائمة لدى العدو الإسرائيلي الذي لا يقيم أي وزن للقرارات الدولية وللأعراف الدبلوماسية والإنسانية».
وقد ندد رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري بمحاولات جيش العدو الإسرائيلي خرق الحدود الجنوبية اللبنانية. وحيا بسالة الجيش اللبناني الذي تصدى لهذه المحاولات. وقال إن «ما حصل يثبت جدارة هذا الجيش في تحمل مسؤولياته الوطنية في الدفاع عن سيادة لبنان»، وأكد تمسكه بالقرار .1701
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى قولها انه على نقيض قرار الأمم المتحدة 1701 سلمت سوريا كميات كبيرة من الصواريخ الحديثة المضادة للدبابات إلى حزب الله مؤخراً، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق أساساً بصواريخ كورنيت الروسية التي أوقعت خسائر فادحة بالجيش الإسرائيلي أثناء الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصدراً رفيع المستوى كشف النقاب أمامها عن أنه في إطار استخلاص العبر من الحرب فهم حزب الله بأن عليه أن يتزود بكميات كبيرة من الصواريخ المتقدمة، التي يمكن لمقاتليه بواسطتها إصابة الدبابات الإسرائيلية. وأوضحت أنه عدا الصواريخ المضادة للدبابات، فإن حزب الله يواصل جمع صواريخ كاتيوشا وأخرى متوسطة وبعيدة المدى.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي كبير قوله إن «قوة حزب الله تتعاظم مرة أخرى أمام ناظرنا، ونحن لا نفعل شيئا». وأشارت إلى أنه تتزايد في إسرائيل الانتقادات لإهمال القوات الدولية (اليونيفيل)، في ضوء عمليات التهريب الواسعة للوسائل القتالية إلى لبنان.
وحسب مصدر سياسي إسرائيلي فإن «حزب الله فهم اللعبة: تهريب الوسائل القتالية يجري شمالي نهر الليطاني، بعيدا عن جنود «اليونيفيل». وهؤلاء يعلمون بالتهريب، لكنهم لا يفعلون شيئا. ولا مفر من المطالبة بنشر قوات دولية على طول الحدود مع سوريا، أو جباية ثمن من السوريين كي يفهموا بأن إسرائيل لن تســـلم بتـــهريب الوســـائل القتالية لأعـــدائنا».
وتقرر في المشاورات التي أجرتها مؤخراً وزارة الخارجية تصعيد النشاط السياسي في الخارج، لإقناع المجتمع الدولي بالعمل على فرض حظر السلاح.
وفي أعقاب الكشف عن العبوات الناسفة على مسافة أربعة أمتار عن الحدود قرب مارون الراس، قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت عقد مشاورات أمنية للبحث في الوضع في لبنان. وقالت مصادر إسرائيلية ان المداولات ستكرس لتقويم المخاطر من سوريا وحزب الله بعد نصف عام من انتهاء الحرب على لبنان.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها ان المداولات لن تركز على استئناف المفاوضات مع سوريا، وإنما حول القضايا الأمنية. وسيشارك في هذه المداولات إلى جانب أولمرت كل من بيرتس وقادة الجيش والأجهزة الاستخباراتية الذين سيعرضون تقييماتهم للوضع. وسيتم التركيز على تجديد المنظومة الصاروخية لحزب الله في أعقاب الحرب، وتسلح الجيش السوري. ولم تشر وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس إلى انعقاد هذا الاجتماع.
وأمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية المنعقد حالياً في القدس، قال بيرتس، في إشارة إلى الجبهة الشمالية، «إننا مضطرون لاستيعاب الدرس المركزي من إغماض العيون الذي عشناه طوال سنين, والذي قاد إلى أن نجد أنفسنا أمام قطاع إرهابي مسلح». وأضاف «محظور علينا في كل الأحوال السماح بسياسة إغماض العيون، وينبغي لنا أن نطالب بالتنفيذ التام للقرار ,1701 خصوصا في ركنيه غير المحققين: إعادة المخطوفين ومسألة حظر توريد الأسلحة».
وشدد بيرتس على أنه «لا يسعنا بحال من الأحوال تجاهل توريد السلاح إلى حزب الله، وبالتأكيد ليس بعد الحادث الذي زرعت فيه قبل أيام عبوات ناسفة على مقربة من السياج الحدودي. إن هذه العبوات تشكل صافرة إنذار لنا وإشارة تحذير للجانب الثاني، وسوف نبذل كل ما في وسعنا من أجل صيانة القرار ,1701 ولكننا إلى جانب ذلك نحتفظ لأنفسنا بحــقنا في الدفاع من دون هوادة عن إسرائيل».
وأشار بيرتس في حديثه إلى التطورات المرتقبة في المنطقة عموما. وقال إن «من واجبنا استغلال كل فرصة، وتعزيز القوى المعتدلة التي ستقود إلى اتخاذ قرارات مستقبلية، تؤثر ليس على إسرائيل وحسب وإنما على الشرق الأوسط بأسره. ونحن ننوي العمل بشكل حازم ضد تلك المنظمات التي تقود المنطقة إلى التصعيد. ومن الجائز أن التصعيد قد يكون محتوما، ولكن ما دام بالوسع المحافظة على وقف النار فسوف نحافظ عليه». وقال إن إسرائيل مستعدة لخطة شاملة «تتضمن استخلاص العبر من كل الأحداث التي وقعت في حرب لبنان الثانية».
وكان منسق الأنشطة الإسرائيلية سابقا في لبنان أوري لوبراني, الذي يعمل حاليا كمستشار لوزير الدفاع، عرض على المؤتمر ذاته، أمس الأول، للوضع الراهن في جنوب لبنان. وقال إن «هناك الكثير من الجنود اللبنانيين الموالين لحزب الله لا للحكومة اللبنانية».

 

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...