السلطة تدمر نصب اللؤلؤة وقوات خليجية إضافية قريباً

19-03-2011

السلطة تدمر نصب اللؤلؤة وقوات خليجية إضافية قريباً

تحدى آلاف البحرينيين قرار منع التظاهر وحالة الطوارئ المعلنة في البلاد، وتظاهروا أمس بالقرب من المنامة، مطالبين بالإصلاح السياسي خلال تشييع قتيل سقط برصاص قوات الأمن الثلاثاء الماضي، فيما أزالت السلطات دوار اللؤلؤة وسط المنامة، رمز الحركة الاحتجاجية. بحرينيات ينتحبن فوق جثمان فرحان في جزيرة سترة أمس
وفي الوقت الذي أكدت قطر فيه مشاركتها في الانتشار العسكري في البحرين، أعلن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن السلطات «لا تزال ملتزمة بالحوار مع المعارضة، لكن استعادة الأمن لها الأولوية»، كاشفا عن أن المزيد من القوات الخليجية ستصل إلى البحرين لدعم قواتها، فيما واصلت طهران تحذيرها «من أنها لن تظل مكتوفة الأيدي تجاه ما يتعرض له البحرينيون من قمع».
وهتف أكثر من خمسة آلاف متظاهر في جزيرة سترة جنوبي المنامة، خلال تشييع احمد فرحان (28 عاما) الذي توفي برصاصة في الرأس الثلاثاء الماضي، بعد وقت قصير من إعلان حالة الطوارئ، بشعارات مناهضة للحكومة وللتدخل العسكري الخليجي في المملكة، وخصوصا «البحرين حرة حرة، درع الجزيرة بره».
وفيما كانت تحوم مروحية عسكرية فوقهم، ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للسعودية، من بينها «لا للاحتلال» و«الموت لآل سعود» و«الاحتلال بره»، في إشارة إلى القوات الخليجية وخصوصا السعودية التي أرسلت إلى البحرين تحت مظلة قوات «درع الجزيرة» التابعة لمجلس التعاون الخليجي.
وفي قرية الدراز غربي المنامة، تظاهر آلاف البحرينيين الشيعة عقب صلاة الجمعة، مرددين هتافات «بالروح بالدم نفديك يا بحرين». وأكد المتظاهرون على ضبط النفس والابتعاد عن العنف في وجه «جرائم» الشرطة والجيش في المملكة التي يشكل الشيعة غالبية سكانها.
وقال الشيخ عيسى قاسم، احد ابرز العلماء الشيعة في البحرين، في خطبة الجمعة، إن المطالبين بالإصلاح «لا يؤمنون بالعنف الذي تحاول السلطات دفعهم نحوه». وأضاف إن «المقاربة السلمية كانت خيارنا منذ اليوم الأول».
وأزالت السلطات البحرينية دوار اللؤلؤة وسط المنامة، ودمرت النصب الذي يتوسطه، والذي شكل رمزا للحركة الاحتجاجية المطالبة بالتغيير في المملكة. وقالت وكالة أنباء البحرين «في إطار حرص الحكومة على تحسين الخدمات وتطوير البنية التحتية بدأت أعمال تطوير تقاطع دوار مجلس التعاون وذلك لزيادة الانسيابية في هذه المنطقة الحيوية من العاصمة».
وتعليقا على ذلك، قال وزير الخارجية الشيخ خالد، في مؤتمر صحافي، إن تدمير الدوار سببه «أننا لا نريد أن نحتفظ بذكرى سيئة»، مشيرا إلى أن ما حصل على هذا الدوار «عمق الانقسام في المجتمع».
وشدد الشيخ خالد على أن قوات «درع الجزيرة» التي أرسلت إلى البحرين لن يكون لها أي احتكاك مع المواطنين أو أي مهام في الشارع، بل مهمتها فقط حماية المنشآت الإستراتيجية والمرافق الحيوية للمملكة.
وأعلن أن «السلطة لا تزال ملتزمة بالحوار مع المعارضة، لكن استعادة الأمن لها الأولوية». وتابع إن «البحرين تتطلع بكل ثقة للعودة للحياة الطبيعية»، مضيفا أن «الحكومة تدرك أن الحوار هو مسارها»، لكنه شدد على «عدم التهاون، والى أقصى درجة، مع من تسول له نفسه أن يقوم بأية أعمال تخريب أو عنف أو تهديد حياة رجال الأمن والحرس الوطني وقوة دفاع البحرين وجميع المواطنين، وذلك للعودة للحياة الطبيعية في البلاد واستكمال التنمية والتطوير والإصلاح في مختلف المجالات».
وكشف عن أن ثلاث أو أربع دول خليجية بصدد إرسال قوات إلى البحرين، وأن تلك القوات ستظل في البلاد حتى استعادة النظام. وتابع إن «دور القوات الخليجية سيقتصر على حماية الأصول الإستراتيجية مثل منشآت النفط»، ولن تشارك في مواجهة المحتجين.
ورفض انتقادات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي قالت إن التدخل الخليجي خطوة على «المسار الخاطئ». كما رفض تلميحات إلى أن السعودية ضغطت على البحرين لتسمح بتدخل قوات من الخارج، موضحا انه جرت مناقشة هذه المسألة مع مجلس التعاون الخليجي في عدة محادثات.
وقال الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، خلال لقائه رئيس وأعضاء مجلس الشورى، إن «بشائر الأمن والأمان تبعث على الأمل نحو غد أفضل يستشعر فيه المواطنون بعودة حياتهم الطبيعية وتندمل فيه جراحهم، ويأمل فيه المواطن والمقيم على نفسه وأهله ورزقه». وشدد على أن «هذه المرحلة تتطلب منا جميعا أن نتكاتف في سبيل فرض الأمن، وإعادة الاستقرار، ولن يتأتى ذلك إلا بفضل المخلصين من أبناء هذا البلد الذين لا يدخرون موقفاً وطنياً عند حاجة الوطن إليه».
وذكرت وكالة الأنباء البحرينية «اكتمل وصول قوات دولة الإمارات الشقيقة إلى أرض المملكة، لتلتحق مع شقيقاتها ضمن قوات درع الجزيرة المشتركة، المتواجدة في البحرين».
ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن العقيد الركن عبد الله الهاجري تأكيده مشاركة بلاده في الانتشار العسكري في البحرين إلى جانب السعودية والإمارات بهدف «المساهمة في حفظ الأمن والنظام». وقال الهاجري، في المنامة، إن «القوة القطرية المشاركة هي ضمن قوات درع الجزيرة ومهمتها المساهمة في حفظ الامن والنظام». واضاف «نحن كقوة قطرية نتلقى الاوامر والتعليمات من قائد قوة درع الجزيرة المشتركة ولا توجد قوة قطرية في البحرين خارج درع الجزيرة».
وتظاهر آلاف الإيرانيين في طهران لدعم حركات الاحتجاج في كل من البحرين وليبيا واليمن. وهتف المتظاهرون «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل» و«السعوديون يرتكبون جرائم والولايات المتحدة تدعمهم».
وانتقد رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني دخول قوات أجنبية إلى البحرين واتباع سياسة القمع الممنهج ضد الشعب. وقال، في تصريح لقناة «العالم»، إن «إيران لن تظل مكتوفة الأيدي تجاه ما يتعرض له البحرينيون من قمع»، مؤكدا أن «إيران تراقب الأوضاع في البحرين»، مضيفا أن «طهران ستتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب». وشدد على أن «دعم إيران للبحرين لا ينفصل عن سياسة بلاده في دعم الثورات العربية».
وقال خطيب الجمعة في طهران احمد جنتي إن «الشيعة الذين يشكلون الأغلبية الساحقة في هذا البلد قد أهدر حقهم لسنوات، وأدركوا أن بإمكانهم القيام بانتفاضة على غرار سائر البلدان الإسلامية، وعندما عرفت الحكومة غير الشعبية هناك بأنها ستهزم لجأت إلى السعودية لقمع الناس وإرسال قوات عسكرية». وأضاف «أيها الأشقاء والشقيقات (في البحرين) عليكم مقاومة العدو حتى تموتوا أو تنتصروا».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...