السوريون يبخلون بقرنياتهم حتى بعد وفاتهم

13-11-2010

السوريون يبخلون بقرنياتهم حتى بعد وفاتهم

لم يعرف مدير بنك العيون الطبيب أحمد خليفاوي من أين يبدأ حديثه، فالهم كبير والمهام أكبر، إلا أنه يرى المشكلة أكبر بكثير، فالسوريون يحجمون عن التبرع بقرنياتهم أو بعيونهم بعد الوفاة، وهكذا فإن الهيئة الصحية التي كانت جاهزة منذ إحداثها عام 2007 لقطف العيون أو القرنيات، لم تقطف حتى اليوم عيناً واحدة أو قرنية واحدة لعدم وجود متبرعين
على حين أن القائمة اليوم تغصّ بأكثر من 10 آلاف مريض من فئات عمرية مختلفة ينتظرون «على الدور» للحصول على قرنياتهم الجديدة، ولتبصر عيونهم النور من جديد، أما القرنيات التي حصل عليها بعض المرضى والتي يقدر عددها بالعشرات لا أكثر، دخلت البلاد كهبات من بنوك عيون في دول أخرى وبجهود وزير الصحة الخاصة وعن طريق علاقاته الشخصية على حدّ قول خليفاوي الذي شرح أن هذه القرنيات تصل ضمن علب خاصة لكل منها مسجل عليها كل المعلومات اللازمة كتاريخ القطف وعمر المتبرع المتوفى وغيرها من المعلومات، ومبردة ضمن حافظة كبيرة لتُزرع مجاناً للمرضى في مشفى العيون خلال يوم أو يومين من وصولها على ألا تتجاوز فترة حفظها الأسبوع.
وقال خليفاوي: ملاك بنك العيون محدد بـ60 عاملاً ولكن عدد العاملين فعلياً الآن هم تسعة عاملين فقط لعدم وجود ضرورة لأكثر من هذا العدد والسبب هو عدم وجود متبرعين.
وأضاف: إن هناك تقصيراً كبيراً من ناحية الترويج لفكرة التبرع، فهناك أعداد هائلة من الناس الذين لم يسمعوا بوجود بنك للعيون، وحتى من نشرح لهم يرفضون التبرع بقرنياتهم بعد الوفاة حتى لأبنائهم، على حين لم نسمع أو نر يوماً إعلاناً واحداً يحثّ على التبرع أو برنامجاً يشرح فوائده وخصائصه وحتى الدراما السورية التي أنجزت ما أنجزت حتى الآن لم تتطرق يوماً إلى مثل هذه الموضوعات.
ورأى خليفاوي أن هذا الموضوع بحاجة إلى حشد جهود وزارات عدة مثل الإعلام والتربية والتعليم العالي والصحة والأوقاف والعدل وغيرها لوضع خطة طويلة الأمد لتثقيف الناس وتوضيح إيجابيات وفوائد التبرع وتشجيع فكرة التبرع.
وتابع خليفاوي بالقول: كنا نعاني مشكلة أخرى وهي أننا لم نكن نستطيع استيراد القرنيات قبل تعديل القانون رقم 3 لعام 2007، إذ إن نظام العقود المعمول به في الدولة لا يتوافق مع عمل بنك العيون فيما يتعلق باستيراد القرنيات فهناك دفتر الشروط والإعلان واستدراج العروض والمناقصات وغيرها من الإجراءات التي تستغرق وقتاً طويلاً على حين القرنية عمرها قصير ولا يتجاوز سبعة أيام، ولكن المرسوم التشريعي رقم /61/ لعام 2010 أجاز وضع نظام مالي خاص لبنك العيون وحصر استيراد القرنيات به، والآن قدمنا تصورنا المالي بما يمكننا من استيراد القرنيات وهو لا يزال قيد الدراسة من الجهات المعنية قبل تحوله إلى قرار، وخلال فترة قصيرة سنصبح قادرين على استيراد القرنيات بسهولة.
وقدم خليفاوي شرحاً عن زرع القرنية وقال: يمكن لعين كهل أو شيخ متوفى إعادة النور لعين طفل لا يتجاوز عمره السنوات الخمس مع أنه من المستحسن أن يحظى الطفل بقرنية فتية، فالقرنية هي العضو الأكثر يسراً في جسم الإنسان فيما يتعلق بشروط نقلها من إنسان ميت إلى إنسان حيّ فهي غير مقيدة بفارق العمر ولا تشترط التوافق الدموي أو النسيجي أو التوافقات الأخرى التي تحتاج إليها الكلية أو الكبد، فيمكن نقل القرنية لأي إنسان من دون إجراء أي تحاليل أو تصالبات باستثناء شرط واحد وهو أن تكون خالية من الأمراض وأن تقطف خلال 10 ساعات من الوفاة، أو خلال 15 ساعة كحد أقصى إذا كانت الجثة مبردة. وبيّن خليفاوي أن هناك نوعين من التبرع الأول هو التبرع بالقرنية وهو لا يترك أي تشوه على الجثة إذ يتم وضع عدسات مكان القرنيات، أما النوع الآخر فهو قطف العين كلها ثم أخذ القرنية والصلبة منها، ولا يوجد في الطب ما يسمى زرع العين لأن العين عند استئصالها يتم قطع عصبها وشريانها.

باسم الحداد

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...