الشباب اليهودي يدير ظهره للدين والتدين

04-03-2007

الشباب اليهودي يدير ظهره للدين والتدين

لما كان ديفيد يهوديا ارثوذوكسيا، كان يرتدي معطفا اسودا طويلا وقبعة عريضة تغطي كبته، كما كان يقضي 10 ساعات يوميا يدرس التوراة والتلمود.

ويقول ديفيد، 24 سنة، انه كان دائما يحلم بان يصبح حاخاما، لكن الامر تغير، فهو اليوم يرتدي سراويل جينز وقمصان تي شيرت مريحة، ويقول انه لا يؤمن بالدين مطلقا، وهو يدرس في الجامعة ليصبح مهندسا.

وديفيد، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، واحد من مئات الشبان الاسرائيليين الذين يهجرون محيطهم الارثودكسي للالتحاق بالعالم العلماني، حسبما تقول منظمة "دات اميت" المختصة بالموضوع.

وينظر الى كل من خرج من وسطه الديني ككافر ضل طريقه في الحياة. والجماعات الدينية مغلقة وزعماؤها نادرا ما يخوضون في الموضوع. وطريق كل من ينزع لباس الدين محفوفة بالصعاب، لكنها تلخص ايضا الانقسام الحاصل بين الجماعات الدينية وبقية الشعب في اسرائيل.

ويمثل الارثودكس حوالي 8 بالمئة من سكان اسرائيل، وهم يتبعون تعاليم الدين اليهودي بشكل صارم ومعزولون تماما عن بقية المجتمع.

ترعرع ديفيد وسط سبعة اخوة في القدس، واقتصر تعليمه على الدراسات الدينية منذ كان عمره 13 عاما. ورغم كونه نجيبا، لم يلقن من الرياضيات والمواد الاخرى الا القليل، "كما ان الغرض كان عزلنا عن بقية العالم"، حسب رأيه.

لكنه يوما حضر ندوة تشكك في عقائد اليهود الارثوذوكس، "بهدف اثباث كونهم على خطأ"، كما يقول.

"كنت غاضبا أتساءل "كيف يجرؤون على قول ما يقولونه، لكنني في المساء خرجت من قاعة الندوة اتساءل عما اذا كانوا على صواب."

وخلال الاشهر الاربعة التي تلت، دار صراع في ذهنه، خاصة مع تعاليم التلمود، ثم سأل حاخامات عدة اسئلة حول علوم مختلفة لكنهم لم يجيبوا بشكل مقنع.

ومنذ ذلك الحين، بدأت عقيدته تضمحل بسرعة. ثم قرر ديفيد الانخراط في الخدمة العسكرية، علما ان الارثوذوكس يعفون منها.

"كانت خطوة صعبة للغاية، لكنني لا استطيع الاستمرار وسط جماعتي وانا لا أؤمن بالدين، فسأكون أخدع نفسي عندها."

ولما رأت ام ديفيد رسالة من الجيش، فهمت ان ابنها تخلى عن الدين، فواجهته الاسرة بالطرد فورا. "قالت لي امي ان علي المغادرة لانني قد أؤثر سلبا على اخوتي واخواتي."

كان ذلك منذ خمسة اعوام، ولم يتحدث ديفيد الى ابيه منذ ذلك الحين، كما ان اتصالاته بامه واخوته باتت نادرة.

خدم ديفيد في الجيش ثلاثة اعوام. ولم يكن له مكان يذهب اليه خلال العطل، لكن من حسن حظه تكفلت به منظمة تساعد أمثاله، ووجدت له أسرة بديلة.

"كان الامر صعبا لاني لم اكن مجهزا لمواجهة حياتي الجديدة، لكني الآن سعيد وغير نادم مطلقا، فالارثوذوكس متشددون وأنا أعيش حياة مستنيرة."

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...