الصحة تتخذ إجراءات مشددة لضمان الإبلاغ عن أي إصابة بالايبولا

16-10-2014

الصحة تتخذ إجراءات مشددة لضمان الإبلاغ عن أي إصابة بالايبولا

مع إعلان مسؤول في منظمة الأمم المتحدة فوز الايبولا في السباق وتقدمها بخطوات عن جهود المكافحة ترفع المنظمة درجة التأهب وتدق ناقوس الخطر داعية المجتمع الدولي لتوسيع استجابته وتوفير مزيد من الدعم للدول المتضررة.

وتزداد حدة المخاوف والتحذيرات العالمية مع توقع رئيس بعثة منظمة الأمم المتحدة المعنية بالتصدي لطارئة الايبولا أنتوني بانبوري أن يسجل المرض 10 آلاف حالة جديدة أسبوعيا في غرب افريقيا مع بداية كانون الأول القادم داعيا إلى ضرورة أن توفر الرعاية الصحية لنحو 70 بالمئة من المصابين والدفن الآمن لنحو 70 بالمئة من الوفيات بحلول كانون الأول لضبط انتشار عدوى المرض والحد من الانتشار الدراماتيكي له على حد تعبيره.

وفي تقريرها الأخير حول وضع المرض كشفت منظمة الصحة العالمية تسجيل 8367 إصابة و4024 وفاة ناجمة عن فيروس إيبولا التي تسجل معظم إصاباته ووفياته غرب افريقيا وتعد دول غينيا وليبيريا وسيراليون الاكثر تأثرا لتدهور أنظمتهم الصحية والنقص الكبير في عدد العاملين الصحيين والترابط الشديد بين سكانهم.

وفي سورية يؤكد مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور محمد نور كعكه جي أن وزارة الصحة اتخذت جملة من الإجراءات في المعابر الحدودية والمراكز الصحية والمشافي لضمان الابلاغ الفوري عن أي حالة اصابة.

ويوضح الدكتور كعكه جي أن الوزارة أدرجت الايبولا في نظام الترصد والإنذار المبكر لكشف أي حالة مشتبهة واجراء الفحوصات اللازمة لها لتأكيد الاصابة أو نفيها كما خصصت أماكن عزل في المحافظات تحسبا لأي حالة طارئة.

ويذكر الدكتور كعكه جي أن المديرية عممت على المراكز الصحية والمشافي العامة والخاصة لائحة توضح أعراض المرض والمعايير التي تعتبر على أساسها الحالة مشتبهة وضرورة الابلاغ الفوري عن أي حالة وإجراء التحاليل اللازمة في مخبر المديرية بكل محافظة ثم إرسال العينة إلى المخبر المرجعي المركزي بالوزارة ليتم تأكيد الإصابة.

ويشير الدكتور كعكه جي أن المديرية وزعت منشورات في المناطق الحدودية لتوعية المسافرين ولا سيما إلى المناطق الموبؤة حول المرض وسبل الوقاية منه كما أنها تقوم بأخذ بيانات الأشخاص القادمين إلى سورية وخاصة من افريقيا كمكان إقامتهم وأرقام هواتفهم للتواصل معهم والتأكد من أنهم لا يحملون أي عدوى ولا سيما أن فترة حضانة المرض تمتد من يومين إلى 21 يوما.

ويبين الدكتور كعكه جي أن المديرية أقامت في هذا السياق دورات تدريبية للعاملين الصحيين حول المرض وعلاماته وأعراضه وسبل الكشف عنه.

ومرض فيروس إيبولا مرض وخيم غالباً ما يكون قاتلاً حيث يصل معدل الوفاة معه إلى نحو 90 بالمئة ويصيب الإنسان والثدييات العليا غير البشرية مثل الغوريلا والشمبانزي وظهر لأول مرة عام 1976في فاشيتين متزامنتين إحداهما في قرية قرب نهر إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية والأخرى في منطقة نائية في السودان وفقا لمنظمة الصحة العالمية التي تذكر أن أصل المرض غير معروف إلا أن خفافيش الفاكهة تعتبر المضيف المرجح للفيروس.

وتحدث العدوى كما يوضح الدكتور كعكه جي بسبب المخالطة المباشرة عبر الجلد أو الأغشية المخاطية المصابة مع الدم أو سوائل الجسم الأخرى أو الإفرازات كالبراز والبول واللعاب والسائل المنوي للشخص المصاب ويمكن أن تحدث أيضا إذا لامس الجلد أو الأغشية المخاطية المصابة للشخص السليم بيئات تلوثت بسوائل مريض الإيبولا المعدية مثل الملابس المتسخة وأغطية السرير أو الإبر المستخدمة.

ويذكر الدكتور كعكه جي أن الفئات الأكثر تعرضا لخطر الإصابة هم العاملون الصحيون وأفراد الأسر أو ذوو الاحتكاك الوثيق مع المصابين بالعدوى والمشيعون الذين يحتكون مباشرة بجثامين أشخاص مصابين بالمرض.

وتشير بعض العلامات والأعراض النمطية إلى إصابة الشخص بالايبولا حسب مدير الأمراض السارية والمزمنة منها ظهور مفاجئ للحمى ووهن شديد وألم عضلي وصداع والتهاب الحلق يعقبه تقيؤ وإسهال وطفح واختلال وظائف الكلى والكبد إلى جانب نزيف داخلي وخارجي على حد سواء في بعض الحالات كما تظهر النتائج المخبرية انخفاض أعداد كريات الدم البيضاء والصفيحات وارتفاع أنزيمات الكبد.

وتتراوح فترة حضانة المرض أي الوقت الفاصل بين العدوى وظهور الأعراض كما يذكر الدكتور كعكه جي بين يومين إلى واحد وعشرين يوما ويغدو المريض معدياً حال ما تظهر الأعراض عليه ولا يكون معدياً أثناء فترة الحضانة مؤكدا أن التأكد من العدوى يتم فقط عبر التحاليل المخبرية.

ومع غياب أي لقاح أو علاج فاعل للايبولا يؤكد الدكتور كعكه جي أن الوقاية أفضل الوسائل المتاحة لوقف انتشار المرض وتبدأ مع فهم طبيعة المرض وكيفية انتقاله ومنعه من الانتشار والحد من الاحتكاك بالحيوانات المصابة بالعدوى وذات المخاطر الشديدة أي خفافيش الفاكهة والنسانيس والقردة والإبلاغ الفوري عن أي حال مشتبهة والتأكد من حصولها على الرعاية اللازمة وعزلها وإبعادها عن الأشخاص منعا لانتقال العدوى.

ويوصي الدكتور كعكه جي العاملين الصحيين والمتعاملين مع الحيوانات أو جثث الموتى بضرورة استعمال معدات الحماية الشخصية كالقفازات والكمامات إضافة للتقيد بالنظافة الشخصية ولا سيما غسل الأيدي جيدا بالماء والصابون بعد ملامسة المريض ومخالطة سوائل جسمه أو لمس المناطق المحيطة به.

يذكر أن منظمة الصحة العالمية أبلغت في 23 آذار الماضي ولأول مرة باندلاع الفاشية رغم بدء ظهورها في كانون الأول عام 2013 حيث تم الإبلاغ عن الحالات الأولى في مناطق الغابات في غينيا وبحلول شهر آذار عام 2014 دقت الحكومة ناقوس الخطر حيث امتدت الحالات من مناطق الغابات إلى العاصمة كوناكري وفي أيار امتد تركز الفاشية في غينيا بقوة إلى سيراليون وفي حزيران تمكن الفيروس من ليبيريا ومن تموز فصاعدا شهدت البلدان الثلاثة زيادة حادة في عدد الحالات وأعلن علماء روس يوم الاثنين الماضي اكتشاف مصل ضد حمى الايبولا وقد تم تجريبه على الحيوانات ويفترض أن تجرى اختبارات سريرية على المرضى في وقت تؤكد فيه منظمة الصحة العالمية أن العلاجات واللقاحات التجريبية تعطي آمالا للمستقبل لكن يستبعد توافر الكميات اللازمة لإحداث فرق كبير في جهود المكافحة لعدة شهور حتى وإن أثبتت هذه العلاجات واللقاحات مأمونيتها وفعاليتها.

سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...