الصوفية في تركيا

13-06-2007

الصوفية في تركيا

ينتشر التصوف بصورة كبيرة في تركيا وغالبية الشعب التركي إن لم تكن تتبع بعضليالي الذكر عند الطريقة المولوية الطرق الصوفية (مريدي طريقة) فهي متعاطفة مع الصوفيين.

ويعزو الدكتور سليمان ديرين أستاذ التصوف في كلية الإلهيات في جامعة مرمرة في إسطنبول هذا الانتشار الكبير للتصوف إلى أن الدين الإسلامي وصل للأتراك على أيدي الصوفيين. وحسب رأيه فإن مبادئ التصوف التي تقوم على الروحانيات والحب الصافي للذات الإلهية والزهد في الحياة، تلاقت مع الأخلاق العامة للمجتمع التركي، الذي كان مجتمع قبائل كثير الترحال.

والغريب أن التصوف مع هذا الانتشار ممنوع وفقا لقانون الدولة لتعارضه مع علمانية الجمهورية، وفي عام 1925 وبعد عامين من قيام الجمهورية أغلقت السلطات التركية جميع التكايا والزوايا الصوفية ودور الوقف ومنعت ممارسة التصوف والجهر به.

وتعتبر النقشبندية من أكثر الطرق الصوفية انتشارا في تركيا، ويتعاطف معها طيف واسع من الشارع التركي، تليها الطريقة القادرية، ثم البكتاشية فالمولوية ثم الخلوتية.

والطريقة المولوية هي الطريقة الوحيدة التي تقيم حلقات ذكر يستخدم فيها المريدون الطبول والرقص.

وتفتح هذه الطريقة أبواب مقارها للسياح أيام الخميس والاثنين من كل أسبوع، لكن الكثيرين يعتبرونها شكلا من أشكال دعم السياحة، حيث إن معظم الطرق الصوفية في تركيا تعتمد ما يعرف بالذكر الخفي الذي يكون بين العبد وربه، بحسب متصوفة.

وفي الأحياء التي توجد فيها زوايا صوفية، يغلب على لباس رجال الحي الجلباب والطاقية ويشمل ذلك الأطفال، ويطلق الكثير من الرجال لحاهم، فيما ترتدي النساء على اختلاف أعمارهن العباءات السوداء التي تغطي الجسد بالكامل وجانبا من الوجه.

ويقول الدكتور ديرين إن الصوفية في تركيا تختلف عنها في الكثير من الدول العربية، فهي قوية وحاضرة بقوة في مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ورغم الحظر الرسمي للصوفية فإن السياسيين على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم يعترفون بشيوخ هذه الطرق في اللحظات الحرجة.

وحسب الصحفي إبراهيم بوعزبي المقيم في تركيا فإن قوة شيوخ الطرق الصوفية تظهر جلية خلال الانتخابات، حيث يأتي السياسيون لخطب ودهم، وطمعا في الحصول على أصوات مريديهم، مشيرا إلى أن أتباع الطريقة النقشبندية في إسطنبول يتجاوزون مليون شخص.

ومقابل الأصوات يقدم السياسيون والمرشحون الوعود للطرق بمنحها عددا من التسهيلات كأن يسمحوا لها بإقامة مدرسة أو وقف أو شيء من هذا القبيل.

ويظهر نشاط المتصوفة في المجتمع التركي في الخدمات التي يقدمونها حيث يقيمون المستشفيات والمساجد ويقدمون المساعدات المالية للفقراء ووجبات طعام يومية للطلبة والمحتاجين، وفي رمضان يقيمون الولائم العامة، فضلا عن تشييد بيوت العجزة ومراكز الأيتام، وتقديم المنح للطلبة المحتاجين والمساعدات المادية لفقراء المسلمين في مختلف أنحاء العالم.

ويقول الدكتور ديرين إن دُور الوقف التركية لا تقف عند حد تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني والمسلمين في أفريقيا وكذلك الذين تضرروا من زلزال إندونيسيا أو ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان في الصيف الماضي، وإنما تفعل ذلك في كل بلد تستطيع الوصول إليه.

وأشار ديرين إلى أن بعض الطرق الصوفية لجأت للتجارة وأقامت شركات لتأمين متطلباتها المالية.

رانيا الزعبي

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...