الصين تخير المحكوم عليهم بالإعدام بشراء حياتهم بالمال

02-07-2007

الصين تخير المحكوم عليهم بالإعدام بشراء حياتهم بالمال

تختبر الصين نظام تحويل أحكام الإعدام لعقوبة سجن مؤبد مقابل مبلغ يدفعه المحكوم عليه لأسر الضحايا، وذلك تحت وقع الضغوط التي تطالبها بخفض عدد حالات الإعدام تصادفا مع اقتراب موعد الألعاب الأولمبية 2008.
أثار تطبيق النظام على بضعة قضايا في محافظة غوانغدون الجنوبية ومحافظتي شاندونغ وزيجيانغ الساحليتين، عاصفة من الجدل عبر منتديات انترنت حول كيفية تثمين حياة البشر في بلد طالما انتقد على إعدامه سنويا لعدد من الأفراد يتجاوز كل أحكام الموت في العالم.
وكمثال، قال لي لان، الأستاذ بجامعة القوميات في الجنوب الغربي "الظاهر أن مصير المجرمين يتقرر الآن حسب حجم محفظتهم. هذا يقضى على جدية القانون ومفهوم العدالة". وشاطر العامل كسو شو هذا الرأي مضيفا "إنها اهانة للقانون. هل يمكن شراء حياة البشر بالمال؟". ومع ذلك، دافع عدد من خبراء القانون عن نظام العفو هذا باعتباره علامة على مقدم المسار الاصلاحى. فشرح المحامى جيانغ كينغان، بمكتب غوانغماو بشنغهاي "هذه الممارسة تتمشى مع نداء محكمة الشعب العليا بتخفيض عدد أحكام الإعدام". وأضاف "إذا ندم المجرم وأثبتت تصرفاته أنه لا يستحق الموت، فلماذا القضاء على حياته"؟. وللعلم، تشمل عقوبة الموت 60 نوعا مختلفا من الجرائم والجنايات بما فيها الفساد والتهرب من الضرائب. وللعلم أيضا تتحفظ السلطات الصينية على عدد أحكام الإعدام باعتباره سريا، وان كان خبراء القانون يقدرون أنه ربما يصل إلى 10،000 في السنة.
وكمثال على المعضلة التي تواجه السلطات القضائية، تذكر حالة المرأة المسنة دينغ رونغفين، من محافظة غوانغدون. فقد حكم بالإعدام على نجلها الوحيد والعائل الوحيد أيضا لأسرتها من خمسة أفراد في مايو 2006 بعد أن باغت ثلاثة عمال مهاجرين متلبسين بسرقة منزل العائلة، فحكم على الجميع بالموت. لكنه رغم تحقيق العدالة على الورق، فقد تسبب ذلك في إفلاس الأسرة، إذ كانت الأم تفتقر إلى المال والحيلة لإرسال الأحفاد إلى الحضانة أو مساعدة زوجة نجلها على تربيتهم. وأدى اليأس التي عانته أسرة دينغ إلى إجراء مفاوضات برعاية المحكمة بينها وبين المتهمين، خلصت إلى تسوية مقابل خفض الأحكام.
وبرر رجال القضاء هذه الحل بأن تحويل حكم الإعدام لعقوبة سجن يتم برضاء أسرة الضحية ولا يعنى غفر الجريمة مقابل المال. وصرح رجل القضاء وانغ تشوانغوى أن "90 في المائة من الحالات تتعلق بعمال مهاجرين وغالبا ما يعانى كل من الجاني والضحية من الفقر".

وأخيرا، ورغم تزايد السعي لتعديل عقوبة الموت، يعتبر العديد من الصينيين الإعدام كأداة ردع في مواجهة الجرائم. ووفقا لزو غوانفكان، أستاذ القانون بجامعة كينغهوا في بكين "الشعب الصيني معتاد على عدالة العقاب ويؤمن بأن الإعدام هو العقاب الملائم للجرائم الجادة".

 

 أنتوانيتا بيزلوفا
المصدر: (آي بي إس )

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...