العراقيون يتطلعون للصدر للمساعدة على استقرار البلاد

06-01-2011

العراقيون يتطلعون للصدر للمساعدة على استقرار البلاد

 أثارت عودة رجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر من المنفى مزيجا من مشاعر الفرحة الغامرة والأمل الحذر بين العراقيين يوم الخميس اذ يتطلع اليه كثيرون للمساعدة على تحقيق الاستقرار في البلاد.

واحتفل المئات من الصدريين في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة بعودة الشخصية -التي ارتبطت في الأذهان بفرق الاغتيالات المتشحة بالسواد في العراق- من ايران واحتمال انخراطه في السياسة بشكل رسمي.

ورسخ الصدر الذي قاد انتفاضتين ضد القوات الامريكية بعد غزو عام 2003 موقف التيار الصدري في الحكومة الائتلافية الجديدة بالعراق بعد أن لعبت حركته دورا مهما في تولي رئيس الوزراء نوري المالكي فترة ثانية.

وأصبحت عودته ممكنة أيضا بسبب تراجع ثقل الولايات المتحدة قبل انسحاب عسكري كامل بحلول نهاية العام الجاري.

ويعتقد أن ايران توسطت في تأييد الصدر لعودة المالكي للسلطة. وربما تكون السنوات التي قضاها الصدر في المنفى تحت رعاية ايران قد زادت من التأثير الايراني عليه. لكن دبلوماسيين يقولون انه زعيم عراقي وطني في نهاية الأمر ولا يمكن التكهن بمواقفه ومن غير المرجح أن يكترث كثيرا برغبات أطراف خارجية.

وينظر لأتباعه باعتبارهم مسؤولين عن الكثير من العنف الطائفي خلال الصراع الذي بلغ أوجه في 2006 و2007 بين السنة والشيعة وما زال الكثيرون ينظرون الى الصدر بريبة بما في ذلك واشنطن.

واحتفل كثيرون في حي مدينة الصدر الذي تسكنه أغلبية شيعية في بغداد وهي من معاقل الصدر بعودته.

وقال صالح الدراجي وهو من سكان حي مدينة الصدر "نحن العراقيين فرحون بعودة السيد والقائد مقتدى الصدر.. والسبب الاول هو أنه سيكون جزءا من العملية السياسية."

وأضاف "السيد لا يفرق بين سني وشيعي او مسيحي.. كل العراقيين متساوون."

وانتقد الصدر -الذي التقى يوم الخميس ببعض زعماء عشيرته- أتباع التيار الصدري للطريقة التي استقبلوه بها يوم الاربعاء قائلا ان هذا ربما يضر بسمعة التيار.

وأشار تصريحه الى أنه يريد أن يضع ما قال عنه البعض ماضيه المثير للقلاقل وراءه والانخراط هو وحركته في التيار السياسي السائد.

وقال الصدر في بيان "عدم انضباط بعضكم اثناء قيامي بالشعائر الدينية والامور العامة قد أزعجني واذاني فأرجو منكم الانضباط وعدم الهتافات الزائدة والتدافع."

وقال مسؤولون صدريون انه كان قد أشار الى أنه يعتزم البقاء في العراق لكنه لم يصدر بنفسه أي تصريحات بهذا الشأن. ويقول مسؤولون ان الحكومة كفلت سلامته وعدم اعتقاله.

ورحب الساسة من كل الاطياف بالصدر قائلين ان عودته تظهر تأييده للحكومة.

وقال مصطفى الهيتي وهو زعيم في تكتل العراقية التي يدعمها السنة "عودة السيد مقتدى الصدر الى العراق دليل امان واطمئنان للجو السياسي العراقي بشكل عام."

وللتيار الصدري 39 مقعدا في البرلمان الجديد وسيتولى سبع وزارات في حكومة المالكي الجديدة.

وكانت الولايات المتحدة تنظر يوما لجيش المهدي التابع للصدر باعتباره أكبر خطر يتهدد أمن العراق.

وتمكنت قوات عراقية وأمريكية من القضاء على جيش المهدي عام 2008 وقال الجيش انه ألقى السلاح. ومنعه الصدر من القيام بأي أعمال عنف ضد العراقيين.

وقال فاضل عيسى (50 عاما) وهو عاطل من سكان بغداد توجه الى النجف لاستقبال الصدر "أكيد هنالك جماعات سوف تحاول ان تلطخ سمعة جيش المهدي والتيار الصدري لاننا دخلنا في العملية السياسية."

وأضاف "نحن كأبناء التيار الصدري وجيش المهدي ندعم القوات الامنية ولن يعاد ما حدث في السابق."

وحذر المالكي في كلمة في بغداد بمناسبة الاحتفال بيوم تأسيس الجيش العراقي من أنه لن يسمح لاحد "بالعبث" بالامن العراقي.

وقال ان الجهاز الامني والجيش والقوى السياسية والمواطنين مستعدون لمواجهة اي تحديات أو انتهاك للامن العراقي الداخلي او الخارجي. ولم يحدد اي شخص او جماعة بالاسم.

وفي حين أن منزلة الصدر تراجعت بعد سنوات قضاها في منفاه الاختياري في ايران فما زال له أتباع مخلصون بين الشبان والفقراء. وفر من العراق في 2006 أو 2007 بعد أمر اعتقال قديم ضده ويعتقد أنه درس علوما دينية في ايران.

وقال محمد خلف وهو من سكان مدينة الصدر "ان شاء الله ستستمر العملية السياسية بعودته والاعمار على يده.. السيد القائد."

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...