العلماء يتوصلون إلى قراءةما يجري داخل عقل الإنسان وتصويره على السكانر

19-02-2007

العلماء يتوصلون إلى قراءةما يجري داخل عقل الإنسان وتصويره على السكانر

الجمل:    أوضح علماء كلية لندن الجامعية أن الدماغ يستعيد بشكل تلقائي تفاصيل خبرة الخطر التي تعرض لها الإنسان في الفترات السابقة من حياته. وفي سلسلة تجارب تم إجراؤها في مخبر الكلية لأربعة عشر متطوعاً (تم تعريضهم للرنين المغناطيسي)، تم التحقق من وجود سلسلة من الصور التجريدية التي تنشأ في الدماغ.
الدكتور بن سيمور، البروفيسور الذي قاد البحث، قال: (إذا عرضنا شكل مربع، وبعده دائرة، وبعدها صدمة مؤلمة –للشخص- فإن الجزء المختص في الدماغ سريعاً ما يتعلم ويستنتج ويتكهن بأن شكل الدائرة يمثل خبراً سيئاً ينذر بالشر والأذى) وأضاف قائلاً: (إن شكل المربع سوف لن يكون شيئاً جيداً طالما أن شكل الدائرة سوف يأتي بعده، وبتسجيل هذه السلسلة من الوقائع، فإن الدماغ لن يكون قادراً على تركيز وتثبيت أجراس الإنذار المبكر والتي تبين أنها تقرع –لدى المتبرع- عند إعادة التجربة).
أشار العلماء إلى أن دماغ الإنسان –أي إنسان- ما هو إلا بمثابة جهاز كمبيوتر بيولوجي، مزود بحوالي 100 مليار خلية عصبية، تعمل مجتمعة على أساس اعتبارات إنجاز وظيفتين هما: الفكر والسلوك.
انتقل علماء كلية لندن الجامعية بعد ذلك إلى أطروحة أخرى، تتمثل في تدقيق فرضية الدليل المتعلق بوجود مؤشرات ومعالم يمكن عن طريقها التعرف على ما يبدو داخل العقل الإنساني.
لاحظ الباحث السيكولوجي ديرين براون المختص بألعاب الكمبيوتر الافتراضية، بأن الشخص الذي يتعامل مع الألعاب الحربية، يكون متحفزاً عند لحظات إطلاق النار الافتراضية، وعندما يكون على وشك أن يستخدم سلاحه الافتراضي في اللعبة، فإن دماغه يتحرك ويصبح أكثر انتباهاً واستعداداً. كذلك فقر تبين أن هذه الحالة تترافق مع مؤشرات ومعالم أخرى مثل تزايد ضربات القلب، وعدم الانتباه إزاء المؤثرات الأخرى خارج اللعبة.
بناء على المعطيات السابقة، انتقلت الفكرة إلى مجموعة من العلماء الألمان، والبريطانيين، واليابانيين، وقد حاولوا جميعاً استخدام هذه المعطيات كأساس للقيام بعملية قراءة (ما يدور في عقل الإنسان) ومحاولة الحصول على الصور التجريدية عن طريق التقاط الذبذبات المنطلقة من العقل الإنساني.
التجارب التي تم إجراؤها في هذا الصدد على المتطوعين، أكدت أن العلماء أصبحوا قادرين على التوصل إلى معرفة الحالة العامة من بين كل عشرة متطوعين تم إخضاعهم للتجربة، كانت تحليلات العلماء تتطابق مع الحالة الذهنية العامة لسبعة أفراد.
أجرى فريق من العلماء الألمان بمعهد ماكس بلانك، في مدينة لاينبرج الألمانية، تجربة طلبوا فيها من المتطوعين، الاحتفاظ بأفكارهم وأجوبتهم النهائية على بعض المسائل الرياضية، وذلك إلى حين يتم عرض رقمين أمامهم على شاشة الكمبيوتر.
وخلال فترة الانتظار، كان هناك كمبيوتر ناسخ يستخدم الـ(سكانر) يقوم بالتقاط الذبذبات المنطلقة من عقولهم، ويسجلها مغناطيسياً، وبعد انتهاء التجربة، تمكّن العلماء بنجاح من تحليل الصور، عند مطابقتها وبالتالي اعتبر العلماء الألمان هذه التجربة باعتبارها دليلاً على إمكانية قراءة ما يدور داخل عقل الإنسان.
قال جون دايلان هاينيز، البورفيسور الألماني الذي أشرف على قيادة تجربة معهد ماكس بلانك، (كان يفترض سابقاً أن الخطط –الذهنية- التي يجتازها الإنسان بحريّة، من الممكن تخزينها في المناطق –الدماغية- الوسطى، ومن ثم فإن الخطط التي تعقب –المؤشرات- الخارجية من الممكن أن يتم تخزينها على سطح الدماغ). وأشار جون دايلان إلى أن هذه الحقيقة قد أصبح من الممكن إثباتها تماماً في معهد ماكس بلانك الألماني.
كذلك، أضاف جون دايلان قائلاً: لقد أوضحت التجارب أن النوايا والمقاصد لا يتم فك شيفرتها بواسطة مجموعة خلايا عصبية واحدة بعينها، وإنما ضمن كامل النمط الحيزي الذي تتحرك فيه أنشطة الدماغ الإنساني.
وعموماً نقول: إن عملية قراءة ما يدور داخل ذهن الإنسان، قد تترتب عليها الكثير من التداعيات، فمثلاً من الممكن للشرطة أن تقوم بإحضار المجرم، وتسليط جهاز الكمبيوتر على دماغه، ثم سؤاله إذا كان ارتكب الجريمة أم لا؟.. وكل ما يحدث بعد ذلك، هو تحليل الصور المغناطيسية، ومعرفة الإجابة، دون حاجة إلى ما يزعمه أو يقوله المتهم، كذلك لن تكون هناك حاجة إلى القضاة أو المحامين الذين يجهدون أنفسهم في تدقيق الأدلة، وذلك لأن الشرطة سوف تقوم استناداً إلى معلومات الكمبيوتر بإيقاع العقوبة المطلوبة.
كذلك على الصعيد القيمي الأخلاقي لن تكون هناك حاجة للصدق، أو الكذب، لأنه لن يكون في وسع الإنسان إلى أن يكون صادقاً.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...