القراصنة يطلبون ٢٥ مليون دولار للإفراج عن ناقلة النفط السعودية

21-11-2008

القراصنة يطلبون ٢٥ مليون دولار للإفراج عن ناقلة النفط السعودية

طالب القراصنة الصوماليون، أمس، بفدية قيمتها ٢٥ مليون دولار للإفراج عن ناقلة النفط السعودية العملاقة »سيريوس ستار«، متوعدين بـ»تحرك كارثي« في حال لم يلبّ مطلبهم، في وقت قررت روسيا تعزيز قوتها البحرية في خليج عدن، في مقابل تحفظ أميركي على استخدام القوة العسكرية لمواجهة هذه الظاهرة.
وقال القرصان محمد سعيد في اتصال مع »وكالة فرانس برس« من على متن ناقلة النفط السعودية »نطلب ٢٥ مليون دولار من المالكين السعوديين لناقلة النفط. لا نريد أن تستمر المفاوضات إلى ما لا نهاية لتسوية هذه المسألة«. وأضاف إن »امام السعوديين عشرة أيام لتلبية هذا الطلب، وإلا فإننا سنقوم بتحرك قد يكون كارثيا«، من دون ان يوضح طبيعته، لكنه ربما كان يهدد بتفجيرها.
في غضون ذلك، أعلنت شركة »سينوترانس« للملاحة البحرية فى هونغ كونغ »أن سفينتها المخطوفة أفرج عنها وأنها تبحر حاليا باتجاه المياه الدولية. وأشارت إلى أنه »تمت تسوية هذه القضية، وأن طاقم السفينة بخير« لكنها رفضت الكشف عما إذا كانت قد دفعت فدية للخاطفين. وكانت السفينة التي تشغلها شركة خطوط الشحن الإيرانية، والتي كانت محملة بـ٣٦ ألف طن من القمح، قد اختطفت الثلاثاء الماضي في خليج عدن خلال توجهها إلى إلى ميناء بندر عباس في إيران.
إلى ذلك، أعلن القائد العام للأسطول الروسي الأميرال فلاديمير فيسوتكي عزم موسكو إرسال مزيد من القطع الحربية إلى منطقة القرن الإفريقي وخليج عدن بهدف التصدي لأعمال القرصنة في هذه المنطقة، مشيراً إلى أنّ »الوجود العسكري البحري الروسي في منطقة القرن الأفريقي سيكون متواصلا بسبب استمرار الاعتداءات التي يقوم بها القراصنة قرب سواحل الصومال«.
في المقابل، اعتبرت واشنطن، التي تنشر قوة بحرية كبيرة في المحيط الهندي، أن المقاربة العسكرية غير ملائمة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف موريل »تستطيع كل القوات البحرية في العالم نشر كل سفنها في تلك المنطقة، لكن هذا الأمر لن يحل المشكلة البتة«، مقترحا أن تبذل الشركات البحرية جهودا اكبر لحماية سفنها.
وأعلن البيت الأبيض أن مسؤولين من الإدارة الأميركية يجرون مشاورات مع أعضاء في مجلس الأمن الدولي للبحث فى سبل مكافحة ومنع الهجمات المتزايدة من قبل القراصنة الصوماليين في شرقي أفريقيا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن »خبراء أميركيين متخصصين قد اطلعوا الرئيس جورج بوش على تفاصيل مشكلة القرصنة المتفاقمة بالقرب من السواحل الصومالية، مضيفة أنّ هذه المشكلة »معقدة للغاية نظرا لوجود العديد من القوانين الدولية التي تؤثر على جهود التعامل معها«. كما تحدثت عن جهود أميركية تستهدف إعادة ناقلة النفط السعودية العملاقة »سيريوس ستار«، والمساعدة في تأمين سلامة طاقمها، من دون أن تحدد طبيعة هذه الإجراءات.
وفي غانا، طالب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر الدول الإفريقية بخوض معركة ضد عمليات القرصنة التي تجري قبالة شواطئها، مؤكداً التزام الحلف بتحسين الأمن في القارة. ورأى أنّ اعمال القرصنة في خليج عدن تشكل »تحدياً خطيراً للغاية« لكنه استبعد قيام الحلف بعمليات عسكرية للقضاء على القراصنة في هذه المنطقة.
إلى ذلك، اعتبر مسؤولو الملاحة البحرية في الدول العربية المطلة على البحر الأحمر، في ختام اجتماع تشاوري عقدوه في القاهرة، أنّ »ظاهرة القرصنة أمام السواحل الصومالية تشكل إحدى نتائج وتداعيات الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية المتدهورة في الصومال«، معربين عن قلق حكوماتهم إزاء تنامي حوادث القرصنة، وعزمها تعزيز آليات التعاون والتشاور في ما بينها لمواجهة هذه الظاهرة.
ودعا المشاركون إلى دعم الجهود الدولية والإقليمية المبذولة لمكافحة القرصنة، وضرورة أن تلتزم تلك الجهود بقواعد القانون الدولي ذات الصلة لجهة احترام سيادة الدول على أراضيها ومياهها الإقليمية، مع الأخذ في الاعتبار الطبيعة المؤقتة للترتيبات الأمنية القائمة وارتباطها بالأوضاع السياسية والأمنية فى الصومال، كي لا تشكل سابقة قانونية أو عرفية.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...