المالكي يرفض تدخّل دول الجوار في تشكيل الحكومة

13-04-2010

المالكي يرفض تدخّل دول الجوار في تشكيل الحكومة

دخلت الرياض بشكل مباشر في أزمة تأليف الحكومة العراقية، عبر استقبالها أمس «رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني، بعد ساعات من مغادرة الرئيس العراقي جلال الطالباني، فيما يتوقع أن يزورها خلال أيام نائب الرئيس طارق الهاشمي ورئيس «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» عمار الحكيم، في وقت كان رئيس الحكومة نوري المالكي يشن هجوماً على دول الجوار العربية والاسلامية، واتهمها بالتدخل في شؤون العراق عبر محاولة التأثير على كيفية تشكيل الحكومة.
وكانت وفود من مختلف الأحزاب العراقية الكبيرة جالت على دول جوار العراق الست بعد الانتخابات التي جرت في 7 آذار الماضي. وزار وفد من «القائمة العراقية» بزعامة إياد علاوي تركيا والأردن والسعودية وسوريا، كما تلقى دعوة لزيارة طهران، فيما زار وفد من «ائتلاف دولة القانون» بزعامة المالكي إيران فقط.
ويقول محللون إن المالكي درج على تنفير الحلفاء المحتملين داخل البلاد وخارجها، وزاد المخاوف من أن تكون لديه توجّهات سلطوية. كما تسبّب في نفور كثير من الأكراد منه، ولا تربطه صلات قوية بالدول العربية. وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أنها ستعلن النتائج النهائية غداً، لكن من المرجح أن يتأخر هذا الأمر، حيث إن «دولة القانون» تقدم بطعن معلناً انه خسر 750 ألف صوت.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن الملك السعودي عبد الله بحث مع البرزاني، بحضور وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ونائب رئيس الاستخبارات الأمير عبد العزيز بن بندر، في الرياض، «عدداً من المواضيع ذات الاهتمام المشترك»، ثم قلده وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى تكريماً له.
ونقل موقع «السومرية نيوز» عن عضو «التحالف الكردستاني» محمود عثمان قوله إن «زيارات الكتل العراقية إلى السعودية تأتي على خلفية تشجيع الولايات المتحدة دولاً عربية على التدخل في العراق لمواجهة التدخل الإيراني الكبير فيه»، مشيراً إلى أن البرزاني سيبحث في الرياض موضوع تشكيل الحكومة العراقية المقبلة. وقال رئيس ديوان إقليم كردستان فؤاد حسين إن البرزاني سيزور لبنان لعدة أيام، تلبية لدعوة من رئيس الوزراء سعد الحريري.
وأطلع الملك عبد الله الحكومة السعودية على مباحثاته مع الطالباني. وكرر «وقوف السعودية إلى جانب العراق في وحدة أراضيه وسلامته واستقلاله وسيادته». وكانت الرئاسة العراقية نقلت عن الملك دعوته، أمس الأول، لتشكيل حكومة تمثل كل العراقيين.
وكانت صحف سعودية ذكرت مؤخراً أن الرياض تستعدّ لاستقبال قيادات عراقية رفيعة المستوى. وذكرت «يونايتد برس انترناشونال» إن الحكيم سيزورها غداً. وأعلن الهاشمي، في بيان، أنه سيبدأ خلال أيام جولة عربية وإقليمية تشمل عدداً من الدول العربية والأجنبية ضمنها السعودية.
- إلى ذلك، قال المالكي، خلال المؤتمر الأول لميليشيات «الصحوة» الذي عقدته الهيئة العليا للمصالحة الوطنية في بغداد، «لقد أراد الأعداء أن يزرعوا الفتنة وأن تكون لهم قدم في رسم حاضر ومستقبل العراق، ولكننا لا نقبل إلا أن يكون حاضرنا ومستقبلنا وثرواتنا بأيدينا، ولا نرضى أن يكون البعض، ممن لا يريدون الخير للعراق طرفاً في التدخل بشؤوننا الداخلية، ومنها بشكل خاص الانتخابات والحكومة وحفظ الأمن، بمعنى أن العراق ورجاله يحتاجون إلى وصاية».
وأضاف إن «العراق أكبر من أن يكون تحت أية وصاية، لكننا نريد بناء علاقات طيبة مع الدول الشقيقة ودول المنطقة والعالم، وأن نؤسس هذه العلاقات على الاحترام المتبادل والكفّ عن منطق الوصاية». وتابع «هناك طلبات من قيادة العمليات بالاستفادة من بعض أبناء العراق (الصحوة) ليكونوا ضمن الجهد الاستخباراتي، لأنهم يعرفون الكثير عن الخلايا الإرهابية النائمة».
ويبدو أن جهود علاوي لترؤس الحكومة تواجه معضلة «عدم تقربه» من المرجعيات الشيعية وانه «لا يمثل الشيعة». ونقلت وكالة «يونايتد برس» عن مسؤول رفيع المستوى في «المجلس الإسلامي» قوله إن «علاوي لا يمثل الشيعة». وأضاف «فقط السياسيون الذين يزورون المرجعيات الدينية في النجف للحصول على المشورة يمثلون الشيعة».
كما يبدو أن التيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر لا يحبذ تولي علاوي رئاسة الحكومة بسبب الدعم الكبير الذي حصل عليه من السنة. وقال المتحدث باسم التيار صلاح العبيدي «إذا أصبح رئيساً للحكومة، فهل يعني هذا أن شيعياً نال هذا الأمر أم أنه شخص يمثل السنة؟».
وقال مساعد للمرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني إن المرجع قد يعارض الموافقة على علاوي لرئاسة الحكومة. وأضاف «المرجعية ترى أن علاوي يمثل التوجه العلماني. لا نرى فيه ممثلاً للشيعة». وتابع «نحن نراقب الوضع عن قرب».
إلى ذلك، بحث نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي مع النائب عن «دولة القانون» جعفر الصدر «الإسراع في تشكيل الحكومة بشكل يسمح بأوسع مشاركة، ويضمن مجيء حكومة تستطيع أن تلبي المطالب المشروعة للشعب العراقي». وفي الإطار ذاته، التقى رئيس «تيار الإصلاح» إبراهيم الجعفري مع نائب «رئيس» إقليم كردستان كوسرت رسول علي و«رئيس الحكومة» السابق نيجيرفان البرزاني في اربيل.
ميدانيا، قتل أربعة أشخاص، وأصيب 22، في تفجيرين انتحاريين بسيارات في الموصل وأبو غريب في بغداد. وأعلنت قوات الاحتلال الأميركي وفاة سجين عراقي في معتقل «كروبر» قرب مطار بغداد. واعتصم أعضاء مجلس محافظة النجف داخل المطار بعد إغلاقه من قبل سلطات المطار لليوم الخامس على التوالي «لأسباب أمنية».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...