المرأة في مناطق "داعش": العنف الجنسي تحت ظلال السيوف

12-05-2015

المرأة في مناطق "داعش": العنف الجنسي تحت ظلال السيوف

أسس "داعش" للعنف الجنسي والمعاملة الوحشية للمرأة كأحد الجوانب الأساسية لعقيدته، واستخدمه كأسلوب من أساليب الإرهاب لتحقيق أهدافه الرئيسية الاستراتيجية.
ويرتكب مقاتلو التنظيم العنف الجنسي بشكل استراتيجي وعلى نطاق واسع وممنهج، فيتّخذون من النساء "خوّة"، ومصدراً للمتعة الجماعية بأفعال جنسية وحشية وشاذّة.
ولعلّ القصّة الأكثر وحشية وإثارة للاشمئزاز في تاريخ البشرية على الإطلاق، إجبار احدى الفتيات، التي جرى تزويجها 20 مرة، على الخضوع لعمليات ترميم غشاء البكارة في كل مرّة تتزوج فيها من أحد مقاتلي التنظيم (أي 20 عملية).
أما في درنة الليبية، يُجبر مقاتلو التنظيم فتيات صغيرات بعضهن في الثانية عشر على الزواج في مقابل توفير الحماية لأسرهن. كما يعمد بعض الأهالي إلى تزويج بناتهم للجهاديين للحصول على القوة.
وأشار عبدالرحمن، وهو ناشط في المدينة، إلى "تغيير في مكانة الأسر، حيث كان الأهالي يختبئون في السابق، لكن بعد تزويج بناتهن للجهاديين أصبحوا يتنقلون في المدينة في يسر، ويحصل بعضهم على سيارات ومنازل جميلة".
وروت الصحافية في صحيفة "التايمز" البريطانية بيل ترو أن الاطباء سجّلوا، في العام 2013، حالة واحدة لزواج القصر كل ثلاثة أسابيع، ولكن منذ انتشار المقاتلين الأجانب في مدينتهم وإعلان الجهاديين الولاء لتنظيم "داعش"، تضاعفت الأعداد إلى 15 حالة.
وعزت الناشطة في مجال حقوق المرأة في ليبيا أسماء سعيد المشكلة إلى "اختفاء" الجيش والشرطة والمحاكم بعدما استولت الجماعات الجهادية على المدينة (درنة) في العام 2013.
بطريقة سرّية، جمعت سعيد معلومات وبيانات من فريق من الأطباء والنشطاء في درنة تُشير إلى ارتفاع أعداد زواج القُصر والإجهاض وموت الأجنة والأمراض التناسلية في المدينة، موضحة أن "داعش" يسيطر على الكثير من المراكز الصحية في درنة، مما جعل معرفة الحجم الكامل للمشكلة "مستحيلاً".
ووثّقت سعيد تعرّض فتاة في الثانية عشرة من عمرها للاغتصاب مراراً من قبل زوجها "الجهادي"، "فتمزّقت أعضاؤها التناسلية وفقدت جنينها ولم تعد قادرة على الحمل مجدداً وأُصيبت بالاكتئاب المزمن".
أطفال بلا هوية
 ويسعى "داعش" للعودة إلى أكثر الأيام كآبة وسواداً بإقامة أسواقاً للعبيد والرقّ، حيث تُعامل الفتيات والنساء "كالماشية" وتجري تعريتهن بالكامل وتصنيفهن قبل أن يُتاجر بهن في أسواق الرقيق ويُنقلن إلى محافظات أخرى ليتمّ بيعهن لمقاتلي التنظيم وتتعرّضن للاغتصاب الوحشي.
وأثارت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف الجنسي في الحروب زينب باجورا قضية الأطفال الذين نتجوا عن هذا الاغتصاب، خاصة مع عدم حملهم أي جنسية "ما يوفّر أرضية خصبة لتجنيد مزيد من القتلة".
والتقت باجورا مباشرة مع النساء اللواتي نجين من الأسر والعنف الجنسي، وشرحن لها كيف تمّ تشجيعهن على هذه الممارسات كجزء من "الجهاد"، أو حماية عائلاتهن وضمان سلامة أطفالهن.
وذكرت أن الأطباء يقومون بالعديد من عمليات الإجهاض على الفتيات الحوامل في سنّ التاسعة اللواتي اختطفن من قبل المقاتلين وتعرّضن للاغتصاب، كما أن هناك أكثر من 40 ألف طفل مصاب بصدمات نفسية بعدما تمّ تهديدهم بالسلاح.
وأوضح أطباء محليون أن بعض المسلّحين المقاتلين في سوريا بحثوا، في شباط الماضي، عن رعاية طبيّة لتحسين قدراتهم الجنسية، وعرّضوا زوجاتهم لأفعال جنسية وحشية وشاذّة.
واختطف مقاتلو التنظيم فتيات، بعضهن بلغن الخامسة من عمرهن، من منازلهن واغتصبوهن واعتدوا عليهن، وعادت بعضهن إلى منازلهن حوامل "منبوذات".


إعداد: نغم أسعد

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...