المفتي حسون: سورية بصدد مشروع توحيد الآذان

11-01-2007

المفتي حسون: سورية بصدد مشروع توحيد الآذان

بعد إعلان وزارة الأوقاف المصرية الأسبوع الماضي العودة عن فكرة توحيد الأذان بمساجد القاهرة بسبب وجود فروق في التوقيت بمعدل 3 ثوان لكل كيلومتر وكذلك تكاليفها التي كانت ستصل إلى 5 ملايين جنيه مصري، تتجه سوريا لتوحيد الأذان لاسلكيا وإلغاء مكبرات الصوت بالجوامع والكنائس.

وقال المفتي العام لسوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسن إن بلاده بصدد إطلاق مشروع يوحّد الأذان في كل الجوامع السورية بحيث يصدر الأذان من جامع واحد ويتردد لاسلكيا وبنفس اللحظة في الجوامع الأخرى دون الحاجة إلى الإذاعات ومكبرات الصوت. وكشف أيضا عن أن معظم العلماء رحبوا بهذه المشروع الذي سيطبق أيضا على الكنائس ويعتبر الأول من نوعه في دولة عربية، علما أن مصر عادت عن تطبيقه.  

وأضاف الشيخ حسون، في تصرح خاص لـ"العربية.نت"، أن مجموعة من الخبراء يعكفون الآن على وضع دراسة إلكترونية لجعل الأذان موحدا في جوامع كل محافظة من المحافظات، وقال "عندما تنتهي الدراسة سنجمع الأئمة والمؤذنين ونريهم نتائجها الإيجابية لأنها تريح الناس وتضبط الفوضى الصوتية والوقتية".

وأوضح "هذا المشروع لن يؤثر على وظائف المؤذنين لأن كل مؤذن سيبقى يؤذن داخل جامعه بلا إذاعة، ونحن ما نريده هو جعل الأذان واحدا في المدينة عن طريق اللاسلكي وعبر مؤذن واحد، وأما المؤذنون فيبقون في مساجدهم ولكن دون استخدام الاذاعات"، واصفا هذا المشروع بأنه " تنظيمي جمالي ولا يتعارض مع النص الديني". 

- وردا على سؤال حول الفشل التقني لهذه التجربة في مصر، قال الشيخ حسون إن "المشروع في مصر فُشّل ولم يفشل، وكذلك تجربتهم ما بدأت حتى تفشل وإنما اقترحت ورُجع عنها بحجة تكاليف مالية ولكن الخوف كان من فوضى في المجتمع يستثمرها بعض المتطرفين الاسلاميين وتراجعوا أمام الضغوط".

وعن احتمال وجود فارق بالثواني بين الأذان بين كل جامع وآخر ضمن هذه التجربة، قال : الأذان مدته أكثر من 3 دقائق وعندما يبدأ مثلا في منطقة القاهرة فبعد 6 ثواني سيكون في الزمالك ويدخل المدينة كلها، ثم إن الله لم يضع ساعة وينظر إلينا كيف نقيم الأذان، وكان العربي قبل خمسين سنة ينظر لحركة الشمس وليس للساعة والثواني، وحساب الثواني لموضوع الفضاء وليس لموضوع الصلاة". 

وكانت صحيفة "المصري اليوم" ذكرت الخميس 4-1-2007 نقلا عن مصادر بمديرية أوقاف القاهرة، أن الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، تراجع عن فكرة توحيد الأذان بمساجد القاهرة، التي كانت ستكلف الوزارة أكثر من ٥ ملايين جنيه، فضلاً عن وقف تعيين المؤذنين ومقيمي الشعائر للمساجد.

 وقالت المصادر إن "من بين أسباب صرف النظر عن الفكرة وجود فروق في التوقيت بمعدل ٣ ثوان لكل كيلو متر، حيث كان الأذان سيشمل أماكن متباعدة هي مدن ٦ أكتوبر وبدر وقليوب".

كما أن إذاعة القرآن الكريم رفضت الفكرة في ظل وجود الأصوات الجميلة لعدد من مشاهير القراء مثل المشايخ: مصطفي إسماعيل ومحمد رفعت ومحمود خليل الحصري ومحمد صديق المنشاوي ومحمود علي البنا.

وبالنسبة للمشروع السوري، سينطلق الأذان وفق هذا المشروع من جامع في منطقة ما يغطي البث فيها أنحاء المدينة بحيث يكون الأذان الذي يعلم به الناس على مستوى المدينة واحدا.

- وقال الشيخ حسون إن هذه الدراسة "جاءت بعد احتجاج مئات الآلاف من الناس وخصوصا ظاهرة بعض المساجد التي لم يبق فيها مؤذن واحد بل صار من الممكن لأي شخص من أبناء الحارة الشعبية أن يدخل الجامع ويؤذن كما تستخدم المكبرات لإذاعة أمور شعبية مثل الوفيات أو الدعوة للبحث عن ماعز مفقودة ". وشدد على أن مهمة هذه الإذاعات اعلام الناس بأوقات الصلاة ويجب أن ننظمها  بشكل تكون فيه داعية للصلاة وليست منفرا لها.

- وقال الشيخ أحمد حسون إن معظم العلماء السوريين رحبوا بهذا المشروع وأن الحوار مفتوح مع كل القيادات الدينية في المجتمع حوله. 

وفيما إذا كان يخشى عدم اكتمال هذا المشروع في حال معارضته، اجاب: سنطرح بحثنا أمام المعترضين، وليأتوا بشيء من الناحية الشرعية يحرم ذلك ويقنعوننا به. نحن درسنا الأمر شرعيا بشكل دقيق ووجدنا أن الرسول لم يسمح لعمر بن الخطاب أن يؤذن لأن صوته لم يكن نديا إنما قال " لا .... علم الأذان لبلال فإنه أندى منك صوتاً"، فإما أن يمنع هؤلاء المعترضون المؤذنين الذين ليس لهم صوتها نديا  أو يسمحوا لنا أن نضع صوتا نديا على مستوى المدينة. 

- ووفق مفتي سوريا الشيخ أحمد حسون، فإن هذه الدراسة في مرحلة لاحقة ستطبق على الكنائس أيضا بحيث تبقى نواقيسها بلا إذاعة .

وقال: التنظيم صفة دينية ، فإذا رأيت الجوامع والكنائس ليست منظمة هذا دليل أن الفوضى الدينية تبدأ بالرأس، فلنبدأ بتنظيم الرأس حتى ننظم الجسد، وحتى الكنائس سيكون لها ناظما في موضوع الأجراس. وهدفنا أن نوصل للناس ما يريدون أن يسمعوه دون أن نؤذيهم إن كان ذلك عبر مسجد أو كنيسة، ولكن لن يحصل تنظيم قهري أو إجباري وإنما عن طريق الحوار والاقناع.

حيان نيوف

المصدر: العربية نت

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...