الموبايل يقضي على نصف دخل آلاف الأسر السورية

19-09-2007

الموبايل يقضي على نصف دخل آلاف الأسر السورية

تشكل فاتورة الموبايل في هذه الأيام, هماً ضاغطاً على نفقات الأسر, بعد أن احتلت حيزاً كبيراً من هذه النفقات وإن على حساب تأمين بعض الاحتياجات الضرورية.

فلا نكاد نرى بيتاً إلا وفيه خط أو ثلاثة, فكيف تستطيع هذه الأسر دفع فواتيرها..? وما أثر ذلك على المنزل وتوفير احتياجاته.. وعلى اقتصاد الأسرة.‏

السيد حسن موظف يتقاضى راتباً لا يتعدى 10 آلاف وعائلته مؤلفة من 5 أشخاص والكل يحمل أجهزة ويصل معدل فواتير الأجهزة لديهم من 4 آلاف إلى 5آلاف ليرة يعني نصف الراتب يذهب لهذه الفواتير.‏

علماً أن لديه اثنين من اولاده موظفين أي بقي ثلاث يحملون أجهزة دون أن يكون لديهم عمل, والمشكلة أن الأب يفكر دائماً في كيفية دفع الفاتورة حيث سيقوم بالتخلي عن بعض الحاجيات من أجل دفع الفاتورة أما بالنسبة لعائلة الدكتور محمد فهي مؤلفة من 3 أشخاص, وأزمة الفواتير لا يحس فيها لأنه من الطبيعي أن تكون مرتفعةبمعدل كل فاتورة تصل إلى 3 آلاف ليرة أي شي عادي!‏

ورغم ضعف حالته الاقتصادية يرى العامل أيمن أنها موضة ويجب اللحاق بها, رغم هذا فإنه لا يعمل كل يوم, فاليوم الذي يعمل به يدفع له مالاً عند نهاية كل شهر, (أي يعيش عالة على أهله) وبذلك يحجب عنه كثير من الحاجات الضرورية له.‏

أما عن عائلة أبي ابراهيم فيلاحظ وجود أكثر من جهاز عندهم, الشبان يحملون أجهزة وكل واحد يدفع فاتورته وحده بجانب فاتورة الهاتف الأرضي.‏

والمهم عندما يطالبون بالدفع يقومون بالاستغناء عن بعض من احتياجات المنزل (كعدم شراء الألبسة والاكتفاء ببعض المواد التموينية القليلة), بغرض (البريستيج) والمهم ألا يظهروا لأحد أن هناك أزمة في دفع الفاتورة.‏

كما أن أم محمد موظفة في شركة الألبسة تقول: إن الموبايل له جانبان أساسيان الأول أنه أصبح من ضروريات الحياة واللحاق بموضة العصر.‏

والثاني أنه لا يكاد يأتي أول الشهر حتى تبدأ مشكلة دفع الفاتورة, من أين? لأن الراتب الذي اتقاضاه لا يسد سوى القليل من احتياجات البيت فأنا وحدي اهتم بهذه الاحتياجات ولدي طفلان أحياناً أقوم بالاستغناء عن بعض طلباتهما كي أسدد الفاتورة التي تصل إلى 1500ل.س فيختل أحياناً توازن المنزل لعدم توفيري لبعض المال من أجل الفاتورة فأقترض بعض المال من هنا وهناك لإكمال الشهر وتوفير بعض احتياجات أطفالي.‏

وبالنسبة لعدنان فهو مدرس راتبه لا يزيد عن 10 آلاف أي وضعه المعيشي متوسط ومع هذا فهو يشكو من الارتفاع الدائم لفاتورته التي تصل أحياناً إلى 2500 ليرة أي بقي 7500 يجب أن يعيش بها مع أمه وإخوته غير العاملين.‏

وتابع قوله كل أول شهر أرفع الراية البيضاء عندما افكر من أين سآتي بالمبلغ المطلوب فإما أن أقوم بدفع الفاتورة والتخلي عن جزء من مصروف المنزل وإما أوقف الجهاز عن الارسال.‏

فبات عدنان يحلم بعدم قدوم إيصال الفاتورة خوفاً من ضعف ميزانية المنزل واختلال اقتصاد الأسرة من ناحية ومن أي مكان سيقترض المال.‏

ما نود قوله هنا بحساب كل فاتورة وطرحها مع الراتب الذي يتقاضاه أي مواطن يصل معدلها إلى 50% من الراتب وطبعاً وبكل الأحوال للموبايل محاسنه ومساوئه.‏

فعلى سبيل المثال يمكن أن يكون استخدامه ذا جدوى اقتصادية في الأعمال الميدانية تخفيفاً للتنقل والتعرض للظروف الجوية, وبالنهاية ضغطاً للتكاليف, ولكن ذلك يحتاج إلى دراية وحسن استخدام وتوجيه بالنسبة للابناء ومن الضروري أن يتنبه الأهل للاخطار التي يمكن أن يسببها الهاتف المحمول من خلال التقنيات المتاحة إضافة إلى آثار صحية لا تبدو مؤكدة من الآن ولكن في النهاية الحكمة هي وحدها من يحدد المفيد من الضار والهدر من الاقتصادي..‏

رنا حمود

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...