النرويج تفشل خطة إسرائيلية ضد إيران

12-01-2011

النرويج تفشل خطة إسرائيلية ضد إيران

كشفت وثيقتان صدرتا عن السفارة الأميركية في تل أبيب وحصل عليهما موقع ويكيليكس أن إسرائيل بذلت قصارى جهودها ما بين الأعوام 2005 و2007 وفق خطة إستراتيجية لوقف البرنامج النووي الإيراني، وأن النرويج أحبطت الخطة، كما كشفت أن تل أبيب وواشنطن عارضتا منح محمد البرادعي جائزة نوبل للسلام.

وتقضي الخطة الإسرائيلية بتبني الأمم المتحدة عقوبات "هي الأشد" على النظام الإيراني، وإعطاء دور أكبر للوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقوم بنشاط أكبر داخل إيران، مما يدفعها إلى رفع تقرير سلبي.
 
وقالت الوثيقتان -أعادت نشرهما صحيفة "آفتن بوسطن" كبرى الصحف النرويجية- إن النرويج لم تتوافق مع الفريق الدولي بخصوص الضغط على إيران، في اجتماع للوكالة الذرية عقد في منتصف عام 2000، وسعت إسرائيل خلاله لبحث كافة السبل المتاحة من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني وإغلاق مفاعلها النووي.
 
وتناولت وثيقة صدرت عن السفارة الأميركية في تل أبيب الدور النرويجي، من خلال عرض نص اجتماع جمع بين رئيس الهيئة الإسرائيلية للطاقة الذرية فرانك غيديون والسفير الأميركي بتل أبيب ريتشارد جونز يوم 7 فبراير/شباط 2006، حيث اشتكى فرانك غيديون من الدور النرويجي "غير الإيجابي" في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
 
وقالت إن الضيق الإسرائيلي من الموقف النرويجي ظهر جلياً بعد سنة ونصف السنة تقريباً عندما اجتمع عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية والمخابرات العامة في إسرائيل بنائب وزيرة الخارجية الأميركية بطريسيا ماك نيرني لمناقشة الموقف النرويجي إزاء إيران.

ووفقاً للصحيفة النرويجية فإن انتقاد النرويج بشكل مباشر جاء بسبب موقفين أعرب عنهما السفير الأميركي السابق لدى أوسلو، بينسون وايتني، حيث انتقد موقف وزير الخارجية النرويجية يوناس غار ستورا لموقفه وسياسة حكومته "المنفرد" مع إيران، والثانية أن النرويج ليس لديها أية سياسة حوار "آمنة" مع إيران.

وأشارت الوثيقتان إلى أن تقارباً كبيراً حدث بين مواقف الدول الأوروبية ضد إيران، وظهر ذلك أثناء حشد الأصوات لفرض الحصار الدولي عليها.

وبينت أن الإسرائيليين كانوا مرتاحين من خلال اعتقادهم أن الولايات المتحدة مدعومة بشكل قوي من فرنسا لفرض الحصار الدولي على إيران، وأن الألمانيين في طريقهم للاعتقاد بضرورة ذلك الحصار بحسب مراسلات تمت بين الخارجية الإسرائيلية وواشنطن.
 
وتؤكد الوثيقتان أن أحد المسؤولين في جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" رأى أن الأوروبيين ليسوا مهتمين كثيراً بفرض الحصار على إيران، خاصة إيطاليا والنمسا، إلا أن الخارجية الإسرائيلية رفعت رسالة تفيد بأن النرويج -وهي دولة غير عضو في الاتحاد الأوروبي- تعتبر أكبر مشكلة كلما اقتربنا لفرض عقوبات دولية على إيران.

ومن جهة أخرى أظهرت الوثيقتان أن كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل انتقدتا بشدة اختيار رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية (سابقا) محمد البرادعي ووكالته لجائزة نوبل للسلام عام 2005 "نظراً لتقاعسهما في توجيه الإدانة الكافية لإيران".
 
ففي اجتماع لمسؤولين إسرائيليين وأميركيين في 7 فبراير/شباط 2006 -أي بعد شهرين من استلام البرادعي لجائزة نوبل للسلام- أوضح رئيس هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية فرانك غيديون  -بحسب الوثيقتين- أن "البرادعي اليوم ليس الشخص المعول عليه لإدارة الصراع مع البرنامج النووي الإيراني".

و"أن إسرائيل تراه رقماً سلبيا أي غير فاعل لـ"خلق" مشاكل ووضع العراقيل أمام إيران، بل إنه يحاول التفاوض وإيجاد الحلول مع طهران".
 
وبحسب مسؤولين في المخابرات الإسرائيلية فإن البرادعي -بعد الجائزة- يرى في نفسه صانع سلام ويشبه نفسه بـ"الدلاي لاما"، ويحيط نفسه بمجموعة من الأشخاص تسايره ولا تعارضه.

وقالوا -وفق الوثيقتين- إنه يتعين على الولايات المتحدة تحذيره بأن سلوكه يهدد سمعته ومكانته، ولا سيما في الوقت الذي تسعى فيه إيران لامتلاك القنبلة النووية أثناء فترة رئاسته لوكالة الطاقة الذرية.


 سمير شطارة
المصدر: الجزيرة 
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...