انقسام في الشارع اللبناني حول خطاب نصر الله

21-11-2006

انقسام في الشارع اللبناني حول خطاب نصر الله

تفاوتت نظرة اللبنانيين للمواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطابه خلال اللقاء الذي جمعه بكوادر حزبه ومسؤولي التحركات الشعبية، الذين طالبهم نصر الله "بتحضير أنفسهم للتحرك".
 فهناك من اعتبر أن نصر الله في كلمته استعمل لهجة حادة، لكنه في المقابل فتح كوّة في الجدار المقفل بين قوى 14 آذار و8 آذار، مما أتاح الفرصة من جديد للاتفاق مع الأغلبية الحاكمة على تشكيل حكومة وطنية، وإلا فإن الخيار سيكون تحركا شعبيا وصولاً إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة.
 لكن في المقابل فإن البعض اعتبر أن كلام الأمين العام تضمّن تصعيداً في المواقف وتهديداً للطرف الآخر.
 -يقول كامل الأسعد (صاحب محل ألبسة) "البلد يتجه نحو المجهول، خاصة بعد المواقف الأخيرة التي صدرت عن الأطراف المتخاصمة", مضيفا أنه لا يأبه سوى "بمورد رزقي الذي يتناقص يوماً بعد يوم نتيجة المناكفات السياسية التي باتت هواية المسؤولين في لبنان".
ويستبعد كامل نزول شارع في مقابل شارع آخر لأن "اللبنانيين واعون لمخاطر المواجهة فيما بينهم، وهم تعلموا درساً من الحرب الأهلية التي مرت بهم".
أما حسين حمود (موظف) فبادر بالقول "أنا مع حسن نصر الله حتى الموت", معبرا عن تفاؤله بالمستقبل خاصة أن نصر الله وعد بالنصر, معتبرا في الوقت ذاته أن الشارع لن ينفلت وأن الاقتتال الداخلي خط أحمر. لكن بالمقابل يبدي حسين مخاوف من تدخل طرف ثالث ينجح في "الاصطياد بالماء العكر" وصولاً إلى إشعال فتنة داخلية.
ومن وجهة نظر حسين فإن الأوضاع الاقتصادية ممتازة وينفي أي تأثير للتوتر السياسي الحاصل على الاقتصاد "فاللبناني تعوّد على هذه الأجواء ولم يعد يتأثر بها".
 -من جانبه وصف أحمد الحاج (صاحب دكان لبيع السجائر) كلام نصر الله بأنه كلام منطقي ومحدد، على الرغم من اللهجة الحادة التي استخدمها والتي لا تخلو من تهديد للطرف الآخر. لكنه مع ذلك أبدى تفاؤله من مسار الأمور في المستقبل لأنه "إذا ما كبرت.. ما بتصغر".
بدوره لم يبد إيلي جبرا (صاحب محل أحذية) تخوفا من الوصول إلى صدام، لأن كل طرف حريص على الاستقرار الأمني كي يثبت للطرف الآخر أن بمقدوره ضبط شارعه والتحكم في جمهوره.
وعن إمكانية وقوع حرب أهلية بين اللبنانيين يجيب إيلي "سيصل المتخاصمون إلى حل بالتأكيد ولكن بعد أن نمر "بقطوع" عصيب الله يسترنا من نتائجه". واعتبر إيلي أن الشعب اللبناني هو من يدفع فاتورة المناكفات السياسية من خلال آثارها السلبية على الاقتصاد.
أما هارود بيلادورسيان (موظف) فينفي أي علاقة له بالسياسة ويعتبر أن اللبنانيين متوافقون ومتفقون على العيش المشترك فيما بينهم، لكن المشكلة تكمن في اختلاف المسؤولين الذين يلقون باللائمة على الشعب.
وعن الخشية من النزول إلى الشارع يتوقع هارود أنه إذا نزل شارع فإن الشارع المقابل لن ينزل بالتأكيد، لأن اللبنانيين من المستحيل أن يتقاتلوا فيما بينهم، ويتساءل "أنا مثلاً لبناني أرمني وأختي متزوجة من مسلم، هل يعقل أن أقاتل زوج أختي يوماً من الأيام؟".
 -ويجزم يوسف رضا (عامل) بأن خلاص لبنان لا يمكن أن يتم إلا من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها جميع الفرقاء السياسيين، ويكون لكل طرف الحق في الاعتراض على القرار الذي لا يعجبه، "كي نكون فعلاً شركاء في هذا الوطن". 
 في المكان نفسه التقينا بول هاشم الذي يخالف زميله في العمل ويعتبر الكلام الذي صدر عن نصر الله يؤسس لعملية فرز بين المواطنين.
 ويتساءل بول عن الصدفة التي دفعت بالوزراء الشيعة إلى السعي لإفشال الحكومة مرتين للسبب نفسه وهو تعطيل عمل المحكمة الدولية, مشيرا إلى أن المرة الأولى وقعت حين اعتكف الوزراء عند الاتفاق على تشكيل المحكمة الدولية، والمرة الثانية استقال الوزراء الشيعة قبيل إقرار المحكمة الدولية في مجلس الوزراء.

أواب المصري

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...