بالإجماع مجلس الأمن يصوت على معاقبة كوريا

15-10-2006

بالإجماع مجلس الأمن يصوت على معاقبة كوريا

صوت مجلس الامن، بالاجماع امس على فرض عقوبات قاسية على كوريا الشمالية بسبب تجربتها النووية اخيرا، معلناً ان عملها هذا يمثل "تهديدا واضحا للسلام والامن الدوليين".
ورفضت كوريا الشمالية القرار على الفور، وخرج سفيرها لدى الامم المتحدة باك جيل يون من قاعة المجلس في نيويورك بعدما اتهم الاعضاء بالتصرف "مثل عصابة" تتجاهل التهديد النووي الذي تمثله الولايات المتحدة. وصرح بأن بيونغ يانغ تريد اجراء محادثات، لكنه حذر من ان بلاده ستعتبر الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة بمثابة اعلان حرب.
وبعيد تبني القرار الرقم 1718 اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش ان العالم وجه رسالة اجماع الى الزعيم الكوري الشمالي كيم – جونغ إيل. وقال: "هذا العمل من الامم المتحدة، الذي كان سريعا وحازما، يقول اننا متحدون في عزمنا على رؤية شبه الجزيرة الكورية خالية من السلاح النووي". وشدد على انه لا يزال امام كوريا الشمالية فرصة لـ"طريق الافضل". ووعد بمساعدة الدولة الفقيرة اذا اوقفت بصورة قابلة للتحقق برنامجها للأسلحة النووية. وختم ان "الرسالة اليوم، على اي حال تقول لزعيم كوريا الشمالية ان العالم متحد في الموقف من خططه للتسلح النووي".
وحصل التصويت بعدما تغلبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على خلافات اللحظة الاخيرة مع روسيا والصين، التي وصفها المندوب الروسي الدائم لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين بأنها كانت "مفاوضات متوترة".
ويطالب القرار كوريا الشمالية بالتخلص من كل اسلحتها النووية، غير انه يستبعد بوضوح اللجوء الى القوة العسكرية ضد الدولة الشيوعية المعزولة. بيد ان المندوب الاميركي الدائم لدى المنظمة الدولية جون بولتون حذر بيونغ يانغ من انها اذا واصلت برنامجها للأسلحة النووية، فان الولايات المتحدة ستعود الى مجلس الامن سعيا الى اجراءات اخرى.
وندد مجلس الامن بالتجربة النووية التي اعلنت كوريا الشمالية اجراءها في 9 تشرين الاول الجاري. وطالب بعودة بيونغ يانغ فورا الى المحادثات السداسية الطرف الرامية الى اقناعها بتفكيك برنامجها للتسلح من دون شروط مسبقة.
ويفرض القرار الذي رحب وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست-بلازي بتبنيه، عقوبات على كوريا الشمالية لـ"تجاهلها الصارخ" طلب المجلس عدم تفجير قنبلة نووية ويطالب بيونغ يانغ بـ"عدم اجراء اي تجربة نووية اخرى او اطلاق اي صاروخ باليستي".
ويحظر القرار الصادرات والواردات للمواد والتجهيزات التي يمكن ان تستخدم لصنع اسلحة نووية او صواريخ باليستية. ويأمر كل الدول بتجميد الاصول وحظر السفر لكل من يتورط في دعم برامج اسلحة كوريا الشمالية.
وتجاوبا مع المخاوف الروسية والصينية، تخلى الاميركيون عن مطلبهم فرض حظر شامل على مبيعات الاسلحة التقليدية. وبدلا من ذلك، يحدد القرار الحظر على المعدات الرئيسية مثل الدبابات والسفن الحربية والطائرات المقاتلة والصواريخ.
ويدعو القرار كل الدول الى التحقق من الشحنات من كوريا الشمالية واليها لمنع اي تهريب غير مشروع لأسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية. وجرى تهذيب النص النهائي للقرار، من لغة تفيد أن المجلس "يقرر" ذات التفويض الأقوى. بيد أن المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة وانغ غوانغيا صرح بعد التصويت بأن هذه الصيغة التي تسمح بالصعود الى السفن للتحقق من الحمولة لا تزال غير مقبولة من بيجينغ.
وحصل الاتفاق بعدما أفاد مسؤولون أميركيون الجمعة أن عينة من الهواء جمعت بعد التجربة النووية لكوريا الشمالية اثبتت وجود بقايا مشعة من تفجير ذري. وفي أي حال، أكد مسؤولون في إدارة الرئيس الاميركي وفي الكونغرس أنه لم يعرف نهائياً بعد ماهية التفجير الذي نفذته كوريا الشمالية.
وأظهرت النتائج من فحص آخر أن لا دليل على جزئيات مشعة يمكن توقعه من تفجير نووي ناجح، بحسب مسؤول استخباري أميركي.
وتجري كوريا الجنوبية واليابان فحوصاً للتحقق من حصول تفجير نووي. ولم تعثر أي من الدولتين على مستويات غير طبيعية من الاشعاعات حتى أمس. وصرح الناطق باسم الرئاسة الكورية الجنوبية يون تاي – يونغ أنه "حتى نتوصل الى استنتاج نهائي أن التجربة النووية لكوريا الشمالية اصلية حقاً، يجب أن نكون منفتحين على أحكام متنوعة وشاملة".
وتحاول الولايات المتحدة ودول أخرى اقناع كوريا الشمالية بوقف برنامجها الذري. وتخطط وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس للقيام برحلة الى آسيا الاسبوع المقبل، وأوفدت روسيا مبعوثاً الى بيونغ يانغ، واجتمع الرئيسان الصيني هو جينتاو والكوري الجنوبي روه مو – هيون للبحث في مشروع القرار المقترح على مجلس الأمن.
وتعتبر مسودة القرار التي اعدتها الولايات المتحدة ان التجربة التي أجرتها كوريا فاقمت التوتر في شمال شرق آسيا، مؤدية الى "تهديد واضح للسلام والأمن الدوليين"، وتجيز فرض سلسلة عقوبات اقتصادية وديبلوماسية.
ويجمد القرار الاصول المالية ويفرض حظر سفر على الافراد والكيانات التي لديها صلة بالبرامج النووية أو الصاروخية لكوريا الشمالية. كما يمنع الدول من بيع المنتجات الفاخرة الى كوريا الشمالية.
وعندما سئل عن النقطة الاخيرة، قال بولتون: "اعتقد ان سكان كوريا الشمالية يخسرون في معدلات حياتهم عبر السنين، وهذا ربما يساعد قليلاً على إجراء حمية (للزعيم الكوري الشمالي) كيم – جونغ ايل".
لكن المندوب الصيني تساءل عن كيفية تعريف المنتجات الفاخرة، "لأن المنتجات الفاخرة يمكن أن تعني أشياء كثيرة لشعب متخلف". بيد أنه أشاد بالقرار.
وعلى رغم التعديلات، لا يزال القرار يندرج تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهذا ما تراه الولايات المتحدة ضرورياً لجعل العقوبات الاقتصادية والديبلوماسية الزامية.
وصرح المندوب الروسي بأن موسكو حصلت على ما تريده من القرار الذي يهدف الى "تلافي تصعيد إضافي للتوتر" في المنطقة.
وأبلغ بولتون الى الصحافيين أن الخطوة التالية هي بدء العمل لتطبيق القرار.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...