بعد 6 سنوات.. اعترف بقتل شقيقته ودفنها بحديقة المنزل

14-09-2008

بعد 6 سنوات.. اعترف بقتل شقيقته ودفنها بحديقة المنزل

اميط اللثام عن جريمة قتل غامضة وقعت قبل ست سنوات من الآن وتحديداً بتاريخ 27/10/2002 في قرية حير جاموس قضاء منطقة حارم بناحية سلقين عندما أقدم «ن ـ م ـ ب» تولد سلقين 1978 على قتل شقيقته «ن» تولد 1982 خنقاً حتى الموت ودفنها في حديقة منزلهم الريفي في القرية المذكورة.

وقصة «ن» التي نفضت احدى الجهات الأمنية الغبار عنها في ادلب حيث تم تشكيل فريق أمني لمتابعة القضية وكشف ملابساتها من أجل احياء قضيتها بدأت قبل عام 2002 عندما كانت «ن» فتاة تأخذ من الربيع عمرها تهيئ نفسها لحياة عامرة بالحب والانطلاق للمستقبل، جميلة بشكل لفت اليها انظار الجميع لم ينقصها الجمال بل كانت تحسد من بنات جيلها على ما حباها الله به.. ولأنها فقدت أمها مبكراً عندما أخذها القدر من بين أيديها الى مثواها الأخير فوقعت تحت سيطرة ورحمة خالتها زوجة أبيها والتي بدأت تخطط للتخلص منها من خلال تهيئتها لبيت الزوجية المنتظر باكرا وهي لا تعرف من الحياة الزوجية إلا اسمها. ‏

ومع تبلور أنوثتها سمعت همسا بأن عريسا من مدينة سلقين يدعى «ا ـ ز ـ س» يريد التقدم لخطبتها فقد تذهب الى حياة أفضل من الحياة التي تعيشها في منزل عائلتها، ولكن وقفت صامتة ولم تستطع الكلام حاصرها الصمت والدهشة اللذان اطبقا على وعيها فالعريس أحواله جيدة لن ينقذ «ن» لوحدها بل سيسهم في انقاذ العائلة كلها وانه مستعد لدفع كل ما تريده العائلة من التزامات مالية. ‏

لم يأخذ إقناع أبيها وخالتها الكثير من الجهد بل وافقا بسرعة على الزواج وفعلاً تم الاحتفال بزواج «ن» على عريسها السلقيني، الذي غادرت معه الى حلب حيث يعيش وهناك حيث الستائر الملونة والأضواء الخافتة انتبهت «ن» مبكرا بعد مرور عدة أشهر ان سعادتها لن تكون مع هذا الرجل حيث اكتشفت منذ اللحظات الأولى لحياتها الزوجية ان ذلك الرجل لم يتزوجها حباً فيها، أو رغبة منه بالارتباط بزوجة لبناء أسرة بل أراد استثمار جسدها وجمالها وأنوثتها الصارخة في أعمال الدعارة كيف لا وهو الشاذ جنسياً «لوطي» وهذا ما كشفته تحقيقات الجهة الأمنية لذلك دفعها الى اقامة علاقات محرمة مع عدد من الرجال، بعضهم يعرف زوجها وبعضهم لا يعرفه واستمرت على هذه الحالة دون ان يكتشف أهلها تصرفات زوج ابنتهم، وظلوا مخدوعين طوال فترة زواجها الى ان جاءت اليهم وهي لا تنوي العودة الى زوجها. 

كيف ولماذا؟ أسئلة عديدة طرحها الأهل وتحت عناد الأهل واصرارهم على ان تعود الى بيت زوجها عادت وليتها لم تعد وهكذا اضطرت للموافقة لكي تعود مرة أخرى الى منزل زوجها محاولة اقناع نفسها أنها تقوم بهذا العمل تحت غطاء مشروع من زوجها الذي يعرفه الآخرون واستمرت«ن» على هذا الوضع تمارس حياة الرذيلة ويقطف زوجها الثمار طيلة فترة وجودها عنده ذاقت خلالها أقسى الاهانات وأشد مراحل الذل، ذاع صيتها في المنطقة ووصل الى اسماع أهلها ما تقوم به من ممارسات وتصرفات مشينة فقررت الانفصال عن زوجها، وفي ظل هذه الأجواء هربت من منزل زوجها لترتمي في أحضان الشيطان أكثر فأكثر، نظمت بحقها عدة ضبوط دعارة، وصارت تبحث عن حياة أكثر هدوءاً حتى لو اضطرت للإقامة لوحدها في بيت منفصل بعيد عن مدينتها وقريتها وكان لها ما تريد، وبدأت تستقبل زبائنها وأينما يريدون وتريد، ولكن لحسابها الخاص هذه المرة، دون ان تضطر الى دفع اتاوة لأحد، ولأنها أرادت تحصين نفسها أمام نظرات المجتمع فقد اضطرت للعمل في أماكن عدة محاولة جعل عملها بمثابة غطاء لممارستها المشينة. ‏

لم تستطع «ن» اخفاء كل أفعالها وممارساتها فقد صارت حديث المدينة ومحل تندر شبابها ووصلت أخبارها بشكل مفصل ربما همسا أو غير ذلك الى أهلها وذويها، وأصبح الشباب يتناقلون أخبارها حتى وصلت أخبارها الى شقيقها «ن» بما تفعله شقيقته، فتحركت الغيرة لديه، فعاد من لبنان على عجل حيث كان يعمل دهاناً وقرر في داخله أن يقتلها، ويتخلص هو وعائلته من عارها لذلك كانت أول خطوة يقوم بها في ذهابه الى مدينة حلب، وقد عزم الأمر على قتل «ن» والتخلص منها. ‏

لم تكن ممارسات «ن» المشينة هي السبب الوحيد الذي دفع شقيقها للتفكير الجدي بالتخلص منها، بل إن نتائج هذه السمعة، وانعكاسها السيئ على الوضع العائلي هو الذي عجّل باتخاذ هذا القرار، بعد عدة أيام من المراقبة، عرف ان شقيقته «ن» يمكن أن يجدها فهي تخرج مع غرباء الى مواقع مشبوهة وبعدها بدأ الشك يلعب في عب الشقيق وأخذ يراقب شقيقته بطريقة ذكية.. الى أن وقعت الصاعقة وتطابق الشك مع الحقيقة، عثر عليها وقادها الى قريتها حير جاموس وهي حامل في أشهرها الأولى، وهناك عندما كان القمر يختبئ من النجوم وراء الغيوم في غفلة من الزمن ومن الأهل معاً، حيث الصمت يلفّ المكان والأنفاس تتسارع متسابقة خائفة مرتجفة والشيطان حاضر في كل الزوايا حيث يصبح كلّ شيء مباحاً حتى الجريمة، تسلل «ن» الى حيث تنام شقيقته وقام بخنقها، صرخت إلا أن أصابعه كانت أقوى من كل صراخها فلفظت أنفاسها بين يديه، وتحت جناح الليل حفر حفرة في حديقة المنزل بعمق متر ونصف المتر وبقطر نصف متر ودفن شقيقته فيها وقام بردم التراب على جثتها ووضع طبقة اسمنتية على التراب. ‏

وأشارت التحقيقات الى أن ملابسات جريمة القتل هذه كانت غامضة لعدة أسباب أهمها أنه لم يكن هناك ادعاء باختفاء «ن» أو خطفها أو قتلها، فعندما كان الأهل يسألون عنها كان جوابهم يأتي سريعاً إنها مقيمة في حلب مع زوجها. ‏

وقد دلت المعلومات المتوافرة لدى الجهة الأمنية التي كشفت الجريمة بأن اختفاء المغدورة «ن» كان غير طبيعي وان هناك شيئاً غامضاً في حياة أهلها، فالحادثة التي وقعت قبل ست سنوات من الآن عاد من أيقظها عندما تلقت الجهة الأمنية بلاغاً يؤكد وقوع حادثة قتل عندما انطلق في ذلك الحين من منزل السيد (م ـ ب) والد المغدورة «ن» صوت استغاثة وقع في مسمع الجوار وكان ذلك عندما حاول الأخ الشقيق خنق شقيقته وبعد ذلك اختفت آثار المغدورة «ن» الى الأبد. ونتيجة البحث والتحري من قبل فرع الجهة الأمنية بإدلب تم وعلى الفور محاولة الاستدلال على الفاعل، وبمتابعة من العميد رئيس الفرع وتطويق الموقع والاستماع الى الشهود وجمع كافة القرائن من مسرح الحادثة كان منها أن شهوداً عياناً أكدوا أن وراء جريمة القتل الأخ الشقيق.. فكان أول الخيوط لمسرح الحادثة وهو في حالة طبيعية اعترف بعد مواجهته ومحاصرته بالأدلة. ‏

وبينت التحقيقات أنه منذ أربعة أشهر ونتيجة خوف «ن» من كشف مكان جثة شقيقته في حديقة المنزل قام بنبش مكان جريمته ليجد الجثة التي تحللت.. ولم يبق سوى العظام، أخرجها ونقلها الى مكبّ قمامة مدينة سلقين، وهناك قام بنشر العظام على مساحة المكب بهدف إخفاء معالم الجريمة والجثة نهائياً. ‏

وبتاريخ 11/9/2008 قامت الجهة الأمنية بالكشف على مكبّ قمامة سلقين وعلى مكان دفن الجثة في المرة الأولى وبحضور قاضي التحقيق في حارم والطبيب الشرعي، حيث تم جمع البقايا المتبقية من عظام المغدورة «ن» كما تم نبش مكان دفنها حيث عُثر على بعض العظام، ويُشار الى أنه تم تمثيل الجريمة من قبل القاتل، هذه الاعترافات التي أدلى بها القاتل وصدق عليها أنهت كامل تفاصيل الحادثة والتي بدأت فصولها عندما قام بتنفيذ جريمته الغامضة. هذا وقد نظم الضبط اللازم ليصار الى تقديمه للقضاء أصولاً بعدما صدرت مذكرة توقيف بحقه. ‏

لم يبق لنا هنا وفي هذه العجالة إلا أن نشيد ونشدّ على سواعد فريق العمل للجهة الأمنية التي كشفت ملابسات الجريمة التي كانت غامضة للغاية والتي نكبر جهود إدارتها في حلّ غموضها، وتعدّ هذه الجريمة من الجرائم الغامضة والغريبة في المحافظة. ‏

ونشير الى أن الجهود التي قدمها فريق العمل، لاسيما في الجهة الأمنية ذاتها حققت مؤخراً نتائج كبيرة وملموسة ساهمت في حلّ العديد من القضايا أنكر فيها الذات وحققت الإنجاز، ولعل إحداها القبض على عصابة لتزوير الأوراق النقدية وضبط عدة محاولات لتهريب المازوت والكشف عن الكثير من التجاوزات والممارسات الخاطئة في مؤسسات ودوائر الدولة بإدلب. ‏

علام العبد

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...