بوتين وميدفيديف يتفاهمان على تبادل موقعي الحكم

26-09-2011

بوتين وميدفيديف يتفاهمان على تبادل موقعي الحكم

بدد الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين التكهنات بشأن الانتخابات الرئاسية في العام 2012، إذ توصلا إلى تفاهم على تبادل للأدوار، يتم بموجبه ترشيح بوتين للرئاسة، في مقابل تولي ميدفيديف رئاسة الوزراء، وذلك في خطوة لم يكن لها أي وقع مدوّ في روسيا، وإن كان من المتوقع أن تثير الخلافات داخل الطبقة الحاكمة، وهو ما تبدّى في إعلان وزير المالية أنه لن يعمل في أي حكومة يرأسها ميدفيديف.
وأعلن بوتين، خلال المؤتمر العام لـحزب «روسيا الموحدة» الحاكم، أمس الأول في موسكو، عن قبوله اقتراح ميدفيديف بترشيحه لانتخابات الرئاسة المقررة في آذار العام 2012.
ومن شأن هذا الإعلان أن يفتح الباب أمام بوتين لحكم البلاد حتى العام 2024، باعتبار أن الدستور الروسي يسمح للرئيس بالترشح لولايتين رئاسيتين مدة كل منهما ست سنوات، وفقاً للتعديلات الأخيرة. وكان بوتين قد لجأ في العام 2008 إلى ترشيح ميدفيديف للرئاسة بعدما استنفد ولايتين رئاسيتين مدة كل منهما أربع سنوات.
واستقبل الآلاف من أعضاء الحزب المجتمعين في استاد للألعاب الرياضية في موسكو بحفاوة قول بوتين إنه «لشرف كبير لي» ردا على اقتراح ميدفيديف بعودته رئيسا للبلاد، وتوجه إلى أعضاء الحزب بالقول «أشكركم وأتطلع إلى دعمكم». ثم ترك بوتين (58 عاما) المنصة وعانق ميدفيديف.
وكان ميدفيديف قال في وقت سابق إنه قبل اقتراح بوتين بشأن قيادة الحزب الحاكم في انتخابات مجلس الدوما (مجلس النواب الروسي) في الانتخابات المقررة في الرابع من كانون الأول المقبل، ما يعني قبوله بأن يصبح رئيسا لحكومة بوتين حال فوز الأخير في انتخابات الرئاسة.
من جهته، اتهم المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف من يتوقعون تدهور العلاقات الروسية الغربية بسبب هذا الإعلان بأنهم «يجهلون حقيقة الأمور». وكان محللون أعربوا عن تخوفهم من أن يؤدي تولي بوتين الحكم مجدداً إلى إحداث توتر في علاقات روسيا بالعديد من كبار الساسة في دول غربية مهمة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.
ولم يثر الإعلان عن استعداد بوتين للعودة إلى الكرملين في العام 2012 صدى كبيرا في البلاد، إذ شارك 300 شخص فقط في تظاهرة دعت إليها حركات معارضة في وسط موسكو، ورفع بعضهم لافتة كتب عليها «يجب على بوتين أن يرحل» و«انتخاباتكم مهزلة» بينما اتهم آخرون بوتين وميدفيديف بـ«مصادرة سلطة الشعب».
وقال آخر الرؤساء السوفيات ميخائيل غورباتشوف إن إعلان بوتين ليس مفاجئاً، لافتاً إلى أن كل شيء كان متفقا عليه منذ مدة طويلة بين بوتين وميدفيديف.
ولكن بالرغم من أن هذا القرار لم يغير شيئا في المشهد السياسي، باعتبار أن بوتين ظل الشخصية المركزية في النظام، فإن بعض المسؤولين الكبار ابدوا معارضتهم هذا السيناريو وخاصة وزير المالية الكسي كودرين راعي ضبط النفقات الذي يتمتع بتقدير المستثمرين الأجانب.
وقال كودرين في تصريحات من واشنطن حيث يشارك في اجتماع لمجموعة العشرين، «لا أجد لنفسي مكانا في حكومة جديدة. لم يعرض علي احد أي شيء كان. وأعتقد أن اختلافي في الرأي لن يسمح لي بالمشاركة فيها». وأوضح كودرين الذي يتولى حقيبة المالية منذ العام 2000، تاريخ تولي بوتين الرئاسة، انه «يرفض بشكل مطلق» العمل في حكومة بقيادة ميدفيديف لأنه يعارض الزيادة في النفقات.
بدوره، أعرب مستشار ميدفيديف للشؤون الاقتصادية اركادي دفوركوفيتش عن خيبة أمله من عودة بوتين إلى الرئاسة. وكتب على موقع «تويتر» إنه «لا يوجد أي سبب يدعو للابتهاج بهذا النبأ»، مضيفا أن «أفضل ما يمكن ان نفعله حياله هو البحث عن قناة رياضية لمشاهدتها».
وفي أول تعليق أميركي على إعلان بوتين، قال البيت الأبيض انه يتوقع أن تواصل الولايات المتحدة التقدم في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع روسيا بغض النظر عن شخص الرئيس الروسي المقبل، مشدداً على أن «السؤال عمن سيكون الرئيس القادم لروسيا هو أمر يحدده الشعب الروسي».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...