تأكيد إسرائيلي على انسحاب السعودية من المبادرة العربية

23-07-2007

تأكيد إسرائيلي على انسحاب السعودية من المبادرة العربية

في إطار المساعي الإسرائيلية للضغط على الرياض، للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش، أشاعت اسرائيل أن القيادة السعودية تراجعت عن المبادرة العربية وأنها انسحبت منها.
وأشارت مراسلة الشؤون العربية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» سمدار بيري إلى أن السعودية تنتهج حاليا سياسة «القدمين الباردتين» خلافا لموقف الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن ومصر. وقالت إن البلاط الملكي السعودي يطالب بإشراك ممثلين كبار من حركة حماس في المؤتمر الإقليمي الذي سيعقد بعد شهرين، برعاية الإدارة الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن جهات أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أنها تتابع مراحل هرب ملك السعودية عبد الله، الذي أطلق خطة السلام العربية. وقالت هذه الجهات، «في تقديرنا، انسحب السعوديون بسبب مخاوف من الخطر الإيراني، ومخاوف من عمليات إرهابية ترعاها إيران وتنظيم القاعدة على حسب المعلومات»، مضيفة أنّ «القصر الملكي السعودي ذُعر وتراجع عن مبادرة السلام ورمى الكرة السياسية في يد الملك الأردني عبد الله الثاني».
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان أثار خلال لقاءاته، الأسبوع الماضي، مع المسؤولين الكبار في الإدارة الأميركية في واشنطن «الانسحاب» السعودي من مبادرة السلام العربية. وقالت إن سليمان أوصى الرئيس بوش بان يذكر في خطابه السعودية كدولة معتدلة تؤيد مؤتمر السلام الإقليمي إلى جانب الأردن ومصر. لكن بوش، الذي تلقى معلومات استخباراتية مشابهة عن «الهرب» السعودي، لم يستجب لتوصية رئيس الاستخبارات المصري، وذكر في خطبته «دولا مجاورة في المنطقة» فقط ستدعى إلى مؤتمر السلام.
وعلى اثر خطبة بوش نشرت السعودية تصريح تأييد للمؤتمر، لكنها تهربت من إلاعلان عمّا إذا كانت سترسل وفدا. وخلافاً لموقف بوش وإسرائيل، ومصر، والأردن، وقيادة فتح، أكدت الرياض أنها متمسكة باتفاقات مكة بين فتح وحماس وأنها تطلب إقامة حكومة وحدة فلسطينية.
وكتبت بيري، التي تقيم علاقات جيدة مع أوساط أردنية، أن المسؤولين في عمان يتابعون بقلق انقلاب الموقف السعودي، مشيرة إلى أنّه في الأسابيع الأخيرة بادر ملك الأردن إلى سلسلة لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين كبار رمت إلى تقديم المبادرة العربية «في غياب السعوديين».
ولفتت إلى أن ملك الأردن هاتف نظيره السعودي، بعدما أصر الأخير على إقامة حكومة وحدة فتح - حماس من جديد، وبيّن له الآثار الخطيرة للتحلل من المقاطعة الدولية لحماس، غير أن الملك السعودي أصر على ضم حماس. ويؤكد خبراء استخبارات إسرائيليون أن السعوديين مذعورون من الخطر الإيراني، الذي يفرض عليهم النزول تحت الأرض.
ونقلت المراسلة عن الجهات الأمنية الإسرائيلية أيضا أن ما سبق ونشر في «يديعوت أحرونوت» حول النقاط السرية بين اولمرت ومستشار الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان زاد الذعر والحرج والمخاوف في القصر الملكي في الرياض.
وأشارت المراسلة إلى أنه بعد المحادثة بين الملك عبد الله ونظيره السعودي، اتصل الملك الأردني ببوش وطلب أن يلقاه على عجل. ويلتقي الاثنان في واشنطن غدا، وستكون إحدى أهم نقاط حديثهما «الهرب السعودي من مبادرة السلام».
ومن المعلوم أن وزيري الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والأردني عبد الإله الخطيب سيصلان إلى إسرائيل بعد غد الأربعاء. وبرغم أن مهمتهما الأصلية كانت تمثيل الجامعة العربية في عرض «المبادرة» إلا أنهما عادا وأوحيا أنهما يصلان كممثلين لدولتيهما.
تجدر الإشارة إلى أنه سيعقد في أواخر الشهر المقبل في شرم الشيخ لقاء تحضيري تمهيدا للقمة في الولايات المتحدة بمشاركة وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس ووزراء الخارجية العرب.
من جهته، علق مراسل الشؤون العربية في «هآرتس» تسفي بارئيل على زيارة الوزيرين العربيين بالقول «يأتي إلى إسرائيل هذا الاسبوع بائعان متجولان مُحنكان، وزير خارجية الأردن ووزير خارجية مصر، ليقترحا بضاعة معروفة. يطلبان مرة اخرى أن يبيعا الحكومة والرأي العام في اسرائيل مبادرة السلام العربية».
وأشار إلى أن التطبــيع الذي يســوقونه الآن ليــس الاعتراف بإسرائــيل وإنما «بقدرة المنطــقة على الانفصال عن النزاع الذي غذّى القومــية العربــية، والقاســم الإسلامي المشترك، وقسما كبيرا من كراهية الغرب»، مشدداً على أن الضيفين العربيين «لا يأتيان للحديث عن ثمرات السلام القديمة. فلم تعد الزراعــة، أو السياحة أو الصناعة المشتركة هي القضية. فقــد أخذت تختـفي في الأردن المصانع الإسرائيلية من منطقة إربد الصناعية، ولا توجــد تقريبا استثمارات إسرائيلية جديدة. وتواجه مصر مشكلات اقتصادية ضخمة، وبطالة بنسبة 25 في المئة، وبنى تحتية منهارة لن تستــطيع منطقة تجارة حرة واحدة بمشاركة إسرائيلية أن تواجهها. لم يعد الســلام مع إسـرائيل تفـضلا أو جـائزة حسن سلوك».
وأضاف أن «ثمار السلام الجديدة هي القدرة على مواجهة تهديدات جديدة: منظــمات متطرفة تخنق الدول، وانحلال العراق إلى دولة عصابات، وصراع قــوي بين الحركات المتطــرفة في باكستان الذرية وبين نظــام الحكم، وذرة إيــرانية تهدد الدول العربــية أيضا، وباختصار، غيمة عظــيمة تحــوّل القــلق العربي من ترف شغل النفس بنزاع تكتيكي، غذّى الأدب والشــعر العربي القومي تغذية حسنة، إلى مسائل الجوهر والوجود».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...