تقاليد وموروثات وثنية تخالط الإيمان المسيحي

23-09-2007

تقاليد وموروثات وثنية تخالط الإيمان المسيحي

المسيح رجاء المؤمنين الوحيد، لأنه مخلص العالم، وبالتالي لا يخيّب المتكلين عليه. فالألقاب التي اطلقها المسيح على نفسه كـ"النور والقيامة والطريق والحق والحياة"، والاعمال التي قام بها في حياته والدعوات التي اطلقها للاتكال عليه، تشجع المؤمنين على الالتجاء اليه وطلب معونته: "تعالوا الي يا جميع المتعبين والمثقلين بالأحمال وأنا اريحكم" (متى 11/28). في هذا المقال، اود التكلم حول "ممارسات" دينية و"رزق الوقف" و"صلاة فعالة" و"ايقونة عجائبية".

-1 ممارسات

ان عصرنا، يشهد حالة من الخلط بين الثقة بيسوع المسيح وبعض الممارسات والاعراف والعادات التي لا تمت الى الايمان بأي صلة. فقد جاء تلميح عن هذا الموضوع في المجمع البطريركي الماروني (بكركي، 2006)، في النص العاشر، ص 346: "لقد اختلطت لدى العائلة المارونية، احيانا، بعض الممارسات الدينية ببعض الاعراف والعادات الموروثة، (كالاعتقاد بصيبة العين واللجوء الى الخرزة الزرقاء وضرب المندل، وغيرها)، ظناً منها بأنها تقدم لله من خلالها عبادة حقيقية. وما كان ذلك الا دليلا على ايمان بسيط تأثر تأثرا عميقا بذاكرتها الدينية والتاريخية وتقاليد الشعوب المحيطة بها التي تفاعلت معها".
ان هذا الموضوع المتعلق بـ"عادات" تقرّب من الوثنية المزينة بغطاء مسيحي، كالرقوة والكتيبة والتبصير، وغيرها قد عولج من العديد من رجال الدين المسيحيين، ومن خلال مواقف الكنيسة الرسمية وقد حكم عليه بالسلبية، لا بل ذهبت الكنيسة الى ابعد من ذلك، فقالت في التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية (سنة 1997): "ان جميع ممارسات السحر والعرافة... هي مخالفة جسيمة لفضيلة الدين" (رقم 2117).
اما الظاهرة المنتشرة حاليا بين المؤمنين، ولربما هي اخطر وادهى من الامور السابق ذكرها فهي تلك التي يمارسها عدد من ابناء الكنيسة بورع وتقوى، ولكنها في الحقيقة تشوه صورة المسيح الحقيقية وتنقل تعاليم يسوع عن الله "الغني بالرحمة" من منطق الرحمة الالهية الى منطق الديان الظالم. فيتحول الآب السماوي، وندعوه "ابانا" الى مسؤول عسكري ينفّذ القانون بدون قلب.
وكثير من تلك المواقف الايمانية نتجت ربما عن بعض رجال الاكليروس في الكنيسة. فالخطر يكمن في تلاقي المؤمنين مع "كنيسة شاغلها هو التقيد بالمظاهر الخارجية على حساب الحياة المسيحية. فعلامات العثار موجودة في "بعض المؤسسات الكنسية" (المجمع، ص387) كما في بعض المسؤولين في الكنيسة لأنها "تحوي في حضنها الخطأة" (ك8).
ولكن طرح اي معضلة ايمانية بغية معالجتها لا يكون باطلاق التهم على الآخرين لتحميلهم المسؤولية، وبالتالي التهرب من حمل المسؤولية الشخصية. فكل شخص هو عضو في جسد المسيح السري وهو سيد نفسه والمسؤول الاول عن تصرفاته. هذا ما يحمل كل فرد، كما الجماعة معا، المسؤولية المباشرة عن اي تصرف لا ينم عن عمق الايمان وصدقه، وبالتالي يشوّه صورة المسيح الذي هو شعاع مجد الآب وصورة جوهره" (عب1/3).
هذه العناوين العريضة لربما لا توحي لقارئها بأن هنالك فعلا مشكلة ايمانية – شعبية، يحلو للبعض أن يفكروا بها كما يشاؤون. ولكن في التفاصيل تظهر المشكلة جلية للعيان.

-2 رزق الوقف

في الذاكرة الشعبية عند آبائنا واجدادنا اخبار كثيرة عن اشخاص سوّلتهم نفسهم التطاول على ارزاق الاديار او الاوقاف "فضربهم الله بأمراض شتى" او "قصف اعمارهم وهم في مقتبل العمر"، فالقديسون عامة والسيدة خصوصا كما يقال، "عينهم ضيقة" فهم يحامون عن ارزاقهم بوجه كل معتد او سارق او متطاول. فيخبرونك أن أحدهم امتدت يده الى كرم "ستنا السيدة" فأصابها الشلل، وآخر اقتربت بقرته من ارض الدير فلم تصل معه الى القبو، بل ماتت في طريق العودة. فكل انتهاك او تعدٍ على ارزاق وقفت باسم احد قديسي الله تقع ضمن الحرم، وبالتالي تشملها الحماية الالهية بنظرها، فلا يستطيع اي انسان، مهما علا شأنه او كان وضعه الاجتماعي، ان يخترق ذلك الحصن الالهي!
ولكن، قبل الغوص في دقائق الأمور، السؤال الاولي الجوهري والبديهي هو ما معنى كلمة "وَقْف"، وما المقصود الفعلي من هذا الأمر. "الوَقْف" يعني ان فرداً من ابناء المجتمع، مؤمناً كان ام غير مؤمن، يريد ان يهب املاكاً تخصّه الى الكنيسة، فيحول ملكيتها من اسمه الشخصي الى الكنيسة المتمثلة بالرهبانية او كنيسة الرعية او الابرشية او البطريركية. فكثيرون من أبناء لبنان، ولأسباب متعددة، أوقفوا اراضي او بنوا دُوْرَ عبادة على نفقتهم الخاصة واوقفوها للكنيسة. وبطريقة اخرى، يتحول الملك الخاص من المنفعة الذاتية الى اوقاف، اي الى املاك عامة تخص جميع ابناء الكنيسة، وهي تعود بالمردود على الجميع فتصبح من نِعَم الخير العام. "والخير العام هو مجموعة اوضاع اجتماعية تسمح للجماعات والافراد بالوصول الى الكمال بطريقة اكثر شمولاً وسهولة" (ك ع 26/1).
إذاً كل ما يخص الكنيسة من أملاك هو وقف يوضع في خدمة الجماعة الكنسية لـ"أن خيرات الكنيسة هي وسائل للرسالة، والعمل الاجتماعي، والخدمات التي على المسيحيين ان يؤدّوها، متطلعين الى التطور والعدالة. لأن الاساس، في الواقع، هو الايمان والمحبة ولا شيء يعلوهما" يوحنا بولس الثاني، جاء جديد للبنان، رقم 104).
ولكن الكنيسة تحولت من مؤسسة فقيرة تعيش على طريقة "الجماعة المسيحية الاولى" (أ ع 2/42، 4/ 32-35) بمشاركة تامة وكاملة، الى مؤسسة تمتلك الكثير من الاراضي. وفي ظل هذا التوسع الهائل كان من الصعب، لا بل من المستحيل، ان تستطيع الكنيسة حماية هذه الاملاك بقواها الذاتية، فلجأت الى نوع من الترهيب الديني الذي يوفر هذه الحماية المطلوبة. فالقديسون لا يسمحون لـ"العوام"، اي العلمانيين غير الرهبان، بأن يتطاولوا على املاكهم والا وقعت الكارثة. فحوّل البعض القديسين واولياء الله والانبياء من جماعة عاشوا في حياتهم الفقر الانجيلي، الى اشخاص متعلقين – بعد موتهم – بالارض وخيراتها. في حين انهم يوم كانوا بحاجة اليها، تخلّوا عنها بالنذور لصالح الآخرين، ويوم اصبحوا بغنى كلي عنها عادوا وفكّروا بها!
وعلى مرّ العصور، ترسخت هذه الافكار في عقل العلمانيين، وبالتالي اصبح رزق الوَقف رزقاً موبوءاً، والقديسون عنيفين يتصرّفون بشراسة شرّيرة! في حين ان المشكلة المطروحة لا تُعالج بهذه النظرة المغلوطة. فأملاك الوَقف هي أملاك تخص الجماعة ككل، وبالتالي كل تعد او تطاول عليها ليس هو تعدّياً على العذراء او القديسين الذين في مجرى حياتهم على الارض تخلّوا لصالح الفقراء عما يملكون، لا بل وصلت بهم المحبة الى ان يضحّوا بأنفسهم في سبيل إسعاد الآخرين، إنما هو تعد وتطاول على جميع أفراد الكنيسة، ويدخل في اطار السرقة وشهوة املاك الغير (ض 20/17؛ تث 5/21). وباختصار، ان املاك الاوقاف يجب ان يستعملها جميع المؤمنين بطريقة صحيحة لا تؤدي الى تلفها او تدميرها. أما الاوقاف التي تعطي مردوداً زراعياً مثلا فهي تخص أيضاً من يعتني بها لأن خادم المذبح من المذبح يأكل، وزارع الحقل من الحقل يأكل: "فلا تكمّ الثور وهو يدرس على البيدر" (تث 25/4؛ 1 تيم 5/18؛ يع 5/7). وهي تخص ايضاً كل فقير ومُعدَم. والله  وجميع قديسيه لا يكونون في وضع قتالي تجاه الفقير إذا ما تقدم وأخذ حاجته من خيرات هذه الارض، بل ستفرح السماء بأن صاحب الحق حصل على حقه. وفي المعنى عينه، لنصغ الى ارشاد القديس غريغوريوس النيصي: تقاسموا والفقراء ابناء الله المفضّلين. كل شيء هو ملك الله، ابينا الواحد. ونحن جميعاً اخوة في عيلة واحدة. هذا وإن لأملاك الكنيسة اهدافاً أربعة "وهي العبادة الالهية، واعمال الرسالة، واعمال المحبة، وتأمين عيش رعاتها تأميناً صالحاً" (رجاء جديد للبنان، رقم 105).
في الإطار نفسه تندرج فكرة التبرع للكنيسة في الصواني وصناديق النذور. يتخذ هذا العطاء في كثير من الاحيان شكل شراء الصحة والحماية الشخصية والعائلية. اي، بتعبير اوضح، كثير من ابناء الكنيسة، تحت وطأة الخوف من المصائب، وبغية تجنّبها، يدفعون هذه الاموال وكأنهم يشترون رضى السماء وبوليصة تأمين على الصحة والحياة، في حين ان مَن يعطي لا يعطي على أمل الحصول على مردود من جهة اخرى، بل يجب ان يُعطي مجاناً. انما العطاء يكون بمحبة وسلام وللاهداف الاربعة السابق ذكرها. فلا السماء ولا بنو الملكوت يَهْوَون المال! ولا هذه الطريقة تجعلهم يشفعون بالانسان.

-3 صلاة فعّالة

مجرد ان نقول ان هذه الصلاة فعّالة، نقول في الوقت نفسه ان هنالك صلاة غير فعّالة. فما تُراها تكون الصلاة الفعّالة في المفهوم الشعبي؟
نسمع كثيراً عن صلاة إذا تليتها على تسعة ايام (تساعية) لا بد ان تستجيب لك السماء اذا كان طلبك موافقاً لخلاص نفسك. او ان تتلو مثلاً مسبحة قلب يسوع بشكل متواصل على مدار السنة تكفل خلاصك الابدي. او تساعية للقديسة ريتا، شفيعة الامور المستحيلة، يصبح المستحيل معقولا وتلبى جميع امنياتك. ولكن هل هذه هي الصلاة المقبولة؟ أتكون على شكل وصفة سحرية اذا تلوتها فعلت فعلها؟ اذاً ما هي الصلاة؟
نصلي الى الله اي نتكلم مع الله. لكن كيف، ومن اين نتكلم عندما نصلي؟ أمن ارادتنا الشخصية وقوتنا الذاتية فقط، ومن كبريائنا الفريسية، ام من "الاعماق" من قلب متواضع ونادم، من روح منسحقة؟ ألم تنشد مريم ان الرب "شتت المتكبرين بأفكار قلوبهم، وانزل المقتدرين عن العروش ورفع المتواضعين" (لو 1/51 – 52، و18/9 – 14) فالتواضع اساس الصلاة (راجع لو 18/9 – 14): "اننا لا نعرف كيف نصلي كما ينبغي" (روم 8/26).
من حديث يسوع والسامرية، عند البشر (يو 4/6) تنكشف لنا طريقة الصلاة: "لو كنت تعرفين عطية الله، لكنت انت تسألينه فيعطيك ماء حيا" (يو 4/10). "فالصلاة، أعرفنا ذلك ام لم نعرفه، هي التقاء الله وظمأنا. فالله ظامىء الى ان نكون ظامئين اليه (ت م ك رقم 356).
والصلاة لفظية كانت او حركية او تأملية، تنبع من قلب الانسان. فالانسان كله هو الذي يصلي. انها فعل الانسان والروح في آن، وموجهة كلها الى الآب بواسطة يسوع المسيح "الوسيط الوحيد بين الله والناس.
فالصلاة المسيحية هي اذا علاقة حية "بين اولاد الله وأبيهم الذي لا حد لصلاحه، وابنه يسوع المسيح، والروح القدس". ويمكن ان تكون بشفاعة مريم العذراء والقديسين. فهذه المشاركة الروحية ممكنة، لأننا بالمعمودية قد صرنا واحدا مع المسيح، فالصلاة المسيحية "مشاركة في المسيح وتمتد الى الكنيسة التي هي جسده" (ت م ك ك، رقم 2565).
فالصلاة ليست هي الكلمات والاحرف التي نتلفظ بها او الحركات التي نقوم بها بمعزل عن قلبنا. ولا هي تحمل في ذاتها القوة والفاعلية، انما الصلاة هي علاقة حب بين الانسان والله، لا يمكن ان تدوم  الا بالتوبة والصدق والامانة. فلا صلاة فعالة في ذاتها، ولا تساعية ما فوق العادة قادرة على فتح ابواب السماء فـ"تليّن" قلب الله، بل بقوة ايمان المصلي وثقته الكاملة بالله، ولكن دائما بالقلب والعقل والايمان الحي.

-4 ايقونة عجائبية

عاشت الكنيسة حربا تبدو اليوم غريبة، هي الحرب ضد اكرام الايقونات بعد اقل من مئة سنة على انسحاب الامبراطورية البيزنطية من الشرق الاوسط، وفيما كان الحكم الاسلامي في اوج انتشاره. وفيها أهدرت الدماء وتطايرت الرؤوس كما تطايرت المناصب والمراكز. ولأجل هذا عقدت الكنيسة المجمع المسكوني السابع، الثاني في نيقية في ايلول سنة 787، او اعادة تكريم الايقونات. وضع المجمع حدا لحرب تحطيم الايقونات المقدسة، وسمح باكرام ايقونات المسيح، وكذلك ايقونات والدة الاله والرسل والانبياء والشهداء والآباء المعلمين، وجميع القديسين. فـ"الاكرام المسيحي المؤدى للصور لا يخالف الوصية الاولى التي تحرم الاوثان. فالاكرام المؤدى لصورة ما انما يبلغ الى مثالها الاصلي (القديس باسيليوس) وكل من يكرم صورة يكرم فيها الشخص المرسوم. والاكرام المؤدى الى الصور المقدسة هو "اجلال واحترام" وليس عبادة، لأن هذه لا تليق الا بالله وحده" (ت م ك ك، رقم 2133). فـ"الايقونوغرافيا المسيحية تنقل، بالصورة، الرسالة الانجيلية التي ينقلها الكتاب المقدس بالكلمة. الصورة والكلمة تستنير احداهما بالاخرى" (ت م ك ك، رقم 1160).
ولكن في مجتمعنا المسيحي الكثير من الايمان الدخيل، البعيد عن التراث الصحيح. فـ"في الورقة من يُبقي الموروث كما هو. وفيهم من يكون امينا للتراث في تطوير ما ورث. ونحن مدعوون للأمانة لتراثنا الماروني لا لما توارثنا من عادات وتقاليد، لا يمنع ان تكون هذه سليمة صحيحة تراثية، فيقتضي التمييز والتحديد بدل التعميم!" (المجمع الماروني، ص 504).
ففي موروثاتنا الكثير من التعلق بسطحية الامور لا بجوهرها، فتعلقت عقولنا بأيقونات واعتبرناها مقدسة بذاتها، وهي قادرة على الدفاع عنا وعن ذاتها. واصبح ايماننا ايمانا وثنيا تعلق بالمادة وأسقط الجوهر. فهال الكثيرون من ابناء الكنيسة احتراق ايقونات مقدسة في زمن الحرب والسبي. كما تزعزع ايمان الكثيرين يوم هدم الكفرة بيوت الله ودور العبادة ولم يصبهم اي مصاب اليم. فلا الايقونة تعمل بشكل آلي بعيدا عن ايماننا، ولا ايماننا يسقط اذا سقطت ايقونة من مكانها وتعرضت للسرقة او للضرر. انما الايقونة بمن تمثل لا بما هي فالراسم هو الانسان والشكل هو المادة، ولكن القداسة هي ان نقرأ ما بين الالوان وما وراء الخطوط. فحياة القداسة تكون بمشابهة حياتنا بحياة القديسين والشهداء. وفي تاريخنا الكنسي مواقع كثيرة حفظ الله فيها ايقونات لقديسين او شهداء سالمة رغم ان النيران التهمت الكنيسة حيث كانت تكرم. ولكن هذه الآيات لا تجعل من الايقونة عجائبية بذاتها، انما هي علامة للمؤمنين او لغير المؤمنين ليعودوا الى جادة الايمان المستقيم.

-في النهاية، على مر العصور، وبتأثر من الثقافات والافكار الدينية المحيطة بالمجتمعات المسيحية، يدخل الى ايمان هذه المجتمعات تقاليد وموروثات لا اساس لها من الصحة. ومع الوقت تأخذ هذه العادات مكانا لها وتعطي صورة مشوهة عن واقع ديني غني بذاته وليس بحاجة لأي عوامل اخرى خارجية لتضيء عليه. انما هو يضيء على كل من وما حوله. لذا وجب على المؤمنين كل مرة مراجعة حياتهم وتصرفاتهم على نور العقل السليم والوحي الالهي، لتصحيح كل اعوجاج يطرأ على ايمانهم.

طوني شديد

المصدر: النهار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...