تونس: مظاهرات ضد حكومة الغنوشي وانسحاب أربعة وزراء منها

18-01-2011

تونس: مظاهرات ضد حكومة الغنوشي وانسحاب أربعة وزراء منها

تجددت يوم الثلاثاء المظاهرات في العاصمة التونسية ضد تشكيل حكومة محمد الغنوشي والتي انسحب منها عدد من الوزراء احتجاجا على ضم ست وزراء من الحكومة السابقة في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

فقد أفادت أنباء بانسحاب أربعة وزراء من الحكومة منهم الوزراء الثلاثة الممثلين للاتحاد العام التونسي للشغل الذي قام بدور هام في التظاهرات التي اسقطت نظام بن علي.المحتجون طالبوا بحل حزب بن علي

والاعضاء النقابيون في الحكومة هم عبد الجليل البدوي (وزير معتمد لدى الوزير الأول) وحسين الديماسي (التكوين والتشغيل) وأنور بن قدور( وزير دولة للنقل والتجهيز).

وأعلن العيفة نصر المتحدث باسم الاتحاد أن قيادته قررت في اجتماع استثنائي عدم الاعتراف بالحكومة الجديدة، وأضاف أن ممثلي "المركزية النقابية" في البرلمان (مجلس النواب ومجلس المستشارين وفي المجلس الاقتصادي والاجتماعي "استقالوا" من مناصبهم.وجدد الاتحاد مطالبته بحل التجمع الدستوري الديمقراطي وهو حزب الرئيس المخلوع.

وقال مراسلنا في تونس محمد بلوط إن الوزراء تعرضوا في الساعات الماضية لضغوط شديدة من قواعدهم النقابية والشعبية الرافضة للمشاركة في حكومة تضم التجمع الدستوري.

وقد دافع رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي عن احتفاظ وزراء من الحكومة السابقة بمقاعدهم في حكومته،وقال الغنوشي في مقابلة مع إذاعة فرنسية إنه احتفظ بالوزراء ذوي "الأيدي النظيفة" الذين عملوا دائما للحفاظ على مصالح البلاد.

وأكد أن مهمته تركز حاليا على التحرك بسرعة نحو إجراء إصلاحات دستورية والاستعداد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة كما وعد الشعب التونسي.وتعهد أيضا بمحاكمة كل المتورطين في "قمع" التونسيين إبان حكم الرئيس بن علي.

من جهة أخرى أعلن الغنوشي أن راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي المقيم في المنفى في لندن لن يتمكن من العودة الى البلاد ما لم يصدر قانون عفو" يبطل حكم السجن مدى الحياة الصادر بحقه عام 1991.
في هذه الأثناء أفادت أنباء بأن الشرطة التونسية أطلقت قنابل مسيلة للدموع واستخدمت الهراوات لتفريق المتظاهرين الرافضين لاحتفاظ وزراء من الحكومة السابقة بمناصبهم.

وتقدم القيادي الاسلامي الصادق شورو الذي سجن طويلا في عهد بن علي تظاهرة في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية، وقال شورور وهو الزعيم السابق لحركة النهضة الإسلامية إن "الحكومة الجديدة لا تمثل الشعب ويحب ان تسقط".

كما أفادت أنباء بأن الآلاف تظاهروا في مدينة صفاقس ثاني اكبر المدن التونسية حيث تم احراق مقر التجمع الدستوري الديمقراطي.

وتضم الحكومة الجديدة ستة وزراء من الحكومة السابقة بينهم وزراء الدفاع و الداخلية والمالية والخارجية رغم الاحتجاجات في شوارع العاصمة ومدن أخرى ضد الإبقاء على أعضاء النظام السابق.

وقد منح ثلاثة من قادة المعارضة مناصب وزارية وهم،أحمد بن ابراهيم زعيم حزب التجديد الذي تولى وزارة التعليم العالي و نجيب الشابي مؤسس الحزب التقدمي الديمقراطي الذي عين وزيرا للتنمية الجهوية ومصطفى بن جعفر زعيم الاتحاد العام للشغل والذي عين وزيرا للصحة.

واحتفظ كل من كمال مرجان وزير الخارجية، واحمد فريعة وزير الداخلية، ورضا قريرة وزير الدفاع، ورضا شلغوم وزير المالية بمناصبهم.

ومن بين الوزراء الجدد الذين تولوا وزارات هامة الازهر القروي الشابي لوزارة العدل وحقوق الانسان، ومحمد جغام لوزارة السياحة والتجارة، ، وعفيف شلبي وزير الصناعة والتكنولوجيا، ومحمد النوري الجويني وزير التخطيط والتعاون الدولي.

وقد وعد الغنوشي في مؤتمر صحفي أمس الاثنين بتشكيل لجنة عليا للاصلاح السياسي، ولجنة وطنية للتحقيق فيما وصفه بالتجاوزات التي حصلت في الفترة الاخيرة والتي تسببت في سقوط ضحايا.وقررر الغنوشي أيضا تشكيل لجنة تحقيق في وقائع الرشوة والفساد وحالات الاستيلاء على المال العام.
وأضاف مهمة الحكومة تتمثل في" تحقيق الانتقال الى الديمقراطية من خلال اصلاح القوانين المنظمة للحياة العامة والاعداد لانتخابات حرة ونزيهة تحت اشراف هيئة مستقلة وبحضور مراقبين دوليين".

وقال أيضا إنه سيتم الترخيص لكافة الاحزاب السياسية التي تطلب ذلك فورا، وتعهد أيضا بالحرية الكاملة للصحافة وإلغاء وزارة الاتصال.

كما وعد رئيس الحكومة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي ورفع الحظر عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.

وأوضح الغنوشي أنه يسعى للانتقال من مرحة الحكم " الشمولي" السابق، واكد التزامه ببذل الجهود" لاستعادة الهدوء والسلام في قلوب التونسيين".

والغنوشي عضو في حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذي كان بن علي يتزعمه ويحتفظ الحزب بوجود مهم في الحكومة الجديدة.

ويقول مراسلون إن حالة من الغموض تسود حاليا في انتظار رد فعل الشارع التونسي على الاحتفاظ ببعض الوجوه القديمة في الحكومة.

وفي هذا السياق قال احمد بوعزي القيادي بالحزب التقدمي الديمقراطي لبي بي سي إنه يعتقد أنه سيتم تعليق المظاهرات.

واعتبر أنه من غير الواقعي حل الحزب الحاكم، واستشهد بقرار حل حزب البعث في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003 قائلا إنه أدى لحالة من الفوضى.

وأضاف "يمكننا المضي قدما بهذه الحكومة وإن لم تؤد مهمتها سنعود ثانية إلى الشوارع".
ويرفض كثير من التونسيين تعيين وزراء من الحكومة السابقة في عهد بن علي، وقد ردد متظاهرون أمس الاثنين هتافات ترفض وجود أي وزراء من التجمع الدستوري الديمقراطي وهو الحزب الحاكم سابقا في الحكومة الجديدة

من جهة اخرى قال وزير الداخلية احمد فريعة إن اعمال العنف التي شهدتها البلاد مؤخرا خلفت 78 قتيلا و 94 جريحا على الاقل، وتسببت في اضرار مادية قيمتها 3 مليارات دينار تونسي( نحو 2 مليار دولار)

وأوضح الوزير ان هذه الحصيلة تشمل الخسائر في صفوف قوات الأمن، لكنه لم يوضح ما اذا كان عناصر الامن قتلوا في صدامات مع متظاهرين اوبرصاص عناصر ميليشيا مسلحين من انصار بن علي.

تعد هذه أكبر حصيلة حكومية لضحايا الاضطرابات في تونس، ويقول ناشطو حقوق الإنسان إن معظم الضحايا سقطوا خلال المصادمات بين قوات الأمن والمتظاهرين في حملة الاحتجاجات التي أدت إلى الإطاحة ببن علي.

وقد اندلعت الاحتجاجات على غلاء الأسعار وارتفاع البطالة منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي في سيدي بوزيد بالوسط الغربي الفقير من البلاد بعد أن أشعل شاب النار في نفسه احتجاجا على تردي اوضاعه المعيشية.

ولاتزال البلاد في حالة طوارئ منذ مغادرة بن علي البلاد إلى السعودية يوم الجمعة الماضي.

من جهة اخرى ادت الاضطرابات خلال الأيام الماضية إلى نقص في المواد الغذائية والمحروقات نتيجة توقف الإمدادات للمتاجر ومحطات الوقود، ويقول مراسلون إن كثيرا من التونسيين يريدون الآن أن تعود الحياة إلى طبيعتها.

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...