"خارطة" أمريكية للتطبيع مع الخرطوم

23-01-2011

"خارطة" أمريكية للتطبيع مع الخرطوم

كشف مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية إلى السودان، السفير برنستون ليمان، في جلسة أمام لجنة مجلس النواب الأمريكي للشؤون الخارجية، عن تفاصيل خارطة طريق أمريكية للحكومة السودانية، تتعلق بخطوات التطبيع بين واشنطن والخرطوم في الفترة المقبلة .

وتحدث ليمان في جلسة لجنة مجلس النواب، عن فحوى خطاب أرسله الرئيس الأمريكي باراك أوباما لحكومة الخرطوم عبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، السيناتور جون كيري، عبارة عن خارطة طريق لتطبيع العلاقات مع الشمال، تبدأ باعتراف حكومته باستقلال الجنوب في حال تصويت الجنوبيين للانفصال . وأضاف “إذا استمرت حكومة السودان في دعم الاستفتاء في جنوب السودان، والاعتراف بالنتائج، فإن الولايات المتحدة مستعدة لبدء عملية سحب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب واستئناف الحوار وتبادل السفراء والالتزام بتقوية العلاقات الاقتصادية مع السودان .

وكشف ليمان أن خارطة الطريق لتطبيع العلاقات تعتمد على أفعال الخرطوم وليس أقوالها، وقال بعد اعتراف الحكومة في الشمال بنتيجة الاستفتاء سنتحرّك لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لكن الأمر لن يتم قبل حل القضايا العالقة مثل البترول والحدود والجنسية والمياه وقضية أبيي وحل الأزمة في دارفور . وأضاف بعد حل القضايا سنعود لكم في الكونغرس لإطلاعكم عليها حتى نفي بالالتزامات التي قطعناها للشمال . وقال ليمان إن نسبة الإقبال على التصويت كانت مهمة، وإن عملية الاقتراع كانت سلمية ومنظمة تنظيماً جيداً، وإن المراقبين الدوليين بما في ذلك فريق الأمم المتحدة أوضحوا أن الاستفتاء كان ذا مصداقية . وأضاف مع ذلك فإن الاستفتاء ليس هو الفصل الأخير في اتفاق السلام الشامل، هناك الكثير من العمل لا يزال يتعيّن القيام به لضمان أن الاستفتاء سيؤدي إلى السلام الدائم والاستقرار للجميع في السودان .

وأشار ليمان إلى أن لقاءاته بقادة المعارضة في الشمال الشهر الماضي، تركّزت حول مخاوفهم من إهمال الولايات المتحدة للشمال بعد انفصال الجنوب، لكنه استبعد وجود أي اتجاه لإدارته بترك الشمال عقب الانفصال . وقال إن استقرار الشمال مُهمٌ بالنسبة لأمننا القومي، وبحسب اتفاقية السلام الشامل يجب أن يحدث تغيير سياسي في الشمال، لكن هذا الأمر لم يحدث لأن الاتفاقية لم تنفذ . وأضاف: ''هناك قضية المشورة الشعبية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق يجب الوفاء بهما'' . وكشف ليمان عن زيارة سيقوم بها لمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان الأسبوع المقبل، فيما شدد على العلاقة الاستراتيجية بين إدارته وجنوب السودان، وكشف عن المساعدات التكنولوجية التي قدمتها بلاده للجنوب العام الماضي بقيمة (430) مليون دولار، وأضاف: هناك دول أخرى قدمت مساعدات قيمتها أقل من (700) مليون دولار .

من جانب آخر، أعلنت جامعة الدول العربية أن وفد الوساطة القطرية والأممي الخاص بدارفور سيزور الجامعة العربية اليوم الأحد لإجراء مشاورات مع الأمين العام للجامعة عمرو موسى حول مستجدات الأوضاع في الإقليم السوداني . وأوضح مصدر مسؤول بالجامعة أن الوفد يضم كلاً من وزير الدولة للشؤون الخارجية لدولة قطر أحمد بن عبدالله آل محمود ومساعد السكرتير العام للأمم المتحدة الوسيط المشترك للأمم المتحدة للاتحاد الإفريقي الخاص بدارفور غابرييل باسولي .

إلى ذلك، ناشدت أسرة الدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي القوى السياسية السودانية والمجتمع الدولي العمل على إطلاق سراحه . وسمحت السلطات السودانية لنجله عصام بزيارته، الذي أشار إلى والده معتقل في سجن “كوبر” في الزنزانة التي كان معتقلاً بها قبل أشهر، ولا يدري شيئاً عن التهمة التي اعتقل بسببها، وأن أحداً لم يحقق معه أو يلتقيه أو يخبره عن سبب اعتقاله أو التهمة المنسوبة إليه .

وجدد المؤتمر الوطني اتهاماته للمعارضة بالتنسيق مع قوى خارجية، وقال نائب رئيس الحزب نافع علي نافع إن كل القضايا العالقة بين الشريكين يمكن تجاوزها بسهولة بما فيها أبيي وينبغي ألا تستغل في تأجيج الخلافات، مؤكداً حتمية التعاون بين الشمال والجنوب . ودعا الاتحادي الديمقراطي الأصل، المؤتمر الوطني إلى كسر ما سماه جداره العازل وإشراك القوى السياسية في إدارة شؤون البلاد في هذه المرحلة، بحرية كاملة وبشكل ديمقراطي من دون وصاية أو تدخل .

عماد حسن

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...