زعماء إسرائيل يعترفون بالجملة: لقد خسرنا الحرب

23-09-2006

زعماء إسرائيل يعترفون بالجملة: لقد خسرنا الحرب

انتقد قائد أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق أمنون ليفكين ــ شاحك، في مقابلة نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، «الإدارة الإسرائيلية لحرب لبنان الثانية»، مشيراً إلى أنَّ «إسرائيل لم تحرز نتائج يمكن التفاخر بها، لقد خنَّا جنود الاحتياط الإسرائيليين في هذه الحرب».
وقال شاحك: «عندما أفكر بما شعر به جنود الاحتياط أثناء الحرب لا أشعر إلا بالإهانة. وأكثر من إهانة أيضاً. أشعر بالخجل. كان علينا الحفاظ على الثقة التي منحها هؤلاء المقاتلون للجهاز العسكري. لقد خنّاهم وخيبنا آمالهم. لقد أعطيناهم أقل مما هو متوقع من الجيش».
واستطرد قائد الأركان الأسبق، الذي يُعَدُّ من أبرز القادة العسكريين الإسرائيليين ومن أكثر المقربين إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين، إن «هذه الحرب عذبتني كثيراً، شعرت من خلالها شعوراً سيئاً. لم أكن أعلم بكل التفاصيل التي حصلت في الميدان، لكن لا توجد هناك حاجة لأن أكون خبيراً بما جرى كي أعرف بأن أخطاءً فادحة وقعت».
وذكر شاحك أنه «فجع» كيف أن إسرائيل «لم تستطع خلال 33 يوماً من الحرب أن تقلل من القوة الصاروخية التي يمتلكها حزب الله، وإخراج مئات آلاف الإسرائيليين من الملاجئ»، مبيناً أنَّ «الجيش الإسرائيلي لم يكمل المهمة، بل على العكس، النتائج كانت سيئة جداً». وعن نتائج الحرب، قال: «لم ننتصر. بالتأكيد لم ننتصر عسكريًا. هذا جيد أنَّ حزب الله دفع ثمناً وقوات دولية موجودة الآن على الحدود، ولكن الجيش لم يحقق إنجازاً عسكرياً. علينا ألا نلخص هذه الحرب بأنها انتصار».
وقال قائد الأركان الأسبق إن الإدارة الإسرائيلية «تواجه مصاعب كبيرة»، مشيراً إلى أن قائد الأركان الإسرائيلي دان حالوتس «يواجه أزمة ثقة لم تشهد مثيلاً لها»، مبيناً أن «أزمة الثقة لم تقتصر على نتيجة إدارته للحرب، بل عدم الثقة به لإجراء الإصلاحات المستقبلية في الجيش». وأضاف: «هناك حاجة لفحص السنوات التي سبقت الحرب على لبنان. كيف بنى حزب الله هذه القوة؟ وكيف عملت الاستخبارات الإسرائيلية؟ وماذا علمت وما لم تعلم؟».
وانتقد شاحك تعيين عمير بيرتس وزيراً للدفاع، مشيراً إلى أنَّ «تعيينه ليس خياراً طبيعياً لهذا لمنصب. وأولمرت لم يفكر بخبرة بيرتس. كان الاختيار خاطئاً». كما انتقد تعيين دان حالوتس قائدًا للأركان من قبل رئيس الوزراء السابق آرييل شارون بقوله: «لا أعرف ماذا دار في عقل شارون عندما عينه قائداً للأركان، ولكن يمكن أن شارون قال: أنا رئيس الحكومة ولا يهم من هو وزير الأمن أو قائد الأركان، أنا ساقول لهم ماذا سيفعلون».

من جهة أخرى انضم ضابط التربية الرئيس في الجيش الإسرائيلي، العميد ايلان هراري، الى المجاهرين بقناعتهم بأن قوات الاحتلال خسرت حرب لبنان، في وقت كشف فيه الكاتب الإسرائيلي حاييم بئير أن رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين قال ذات مرة إن الجيش الإسرائيلي «ليس قوياً كما يظنون»، وأن هذا ما دفعه إلى عقد اتفاقية أوسلو.
وجاهر الجنرال هراري بحقيقة أن الجيش الإسرائيلي خسر حرب لبنان خلال مؤتمر للسلك القيادي الرفيع في الجيش، ما أثار غضب رئيس الأركان دان حالوتس متهماً إياه بأنه بذلك يعكس "واقعاً مغايراً... نحن نُسقط ما نقوله على الجنود".
ويعدّ هراري الضابط الأول الذي يحتل منصباً رفيعاً بهذا المستوى يقر بشكل مباشر وواضح بخسارة الجيش في لبنان، رغم أن ضباطاً آخرين رفيعي المستوى أطلقوا مواقف مشابهة إلا أنها بقيت في أطر مغلقة، كما نقلت صحيفة «هآرتس» أمس. لكن المتحدث باسم جيش الاحتلال رفض التعليق على كلام هراري متذرعاً بأنه جرى في منتدى مغلق.
في هذا السياق، يواصل حالوتس محاولاته إقناع الاخرين، عبر المشاركة في المؤتمرات الكثيرة، داخل الجيش وعبر تصريحاته في وسائل الإعلام، بأن الفشل في لبنان أقل شدة مما تصوّره الصحافة وبأنه مستمر في قيادة المؤسسة العسكرية. كما يكافح حالوتس التسريبات من داخل الجيش، ومن أجل ذلك، كلف قسم المعلومات في هيئة الأركان فحص المحادثات الهاتفية بين الضباط والصحافيين فكانت النتيجة أن 460 ضابطاً أجروا في يوم واحد محادثات هاتفية مع صحافيين من دون تصريح.
في هذا الإطار، كشف الكاتب حاييم بئير ما أسر به رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين إليه من أن الجيش الإسرائيلي «ليس قوياً كما يظنون»، مشيرا إلى أنه يعرف حقيقة واقع هذا الجيش.
وقال بئير، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن رابين خشي، عشية توقيع اتفاق اوسلو، من أن الجيش الإسرائيلي سيهزم لو دخل في حرب شاملة.
وكشف بئير النقاب، للمرة الأولى، عن تفاصيل حديث له مع رابين جرى في شقته في نافيه افيفيم في تل أبيب عام 1993.
فقال "سألت رابين لماذا سرت حقاً الى أوسلو؟ فرد رابين: الجميع يقول إن الجيش قوي، ولكن الجيش الإسرائيلي ليس كما يظنون. صورته قوية، ولكني أعرف ما هو الجيش الإسرائيلي". كما أشار بئير الى أنه فهم من رابين أنه "يظن أنه اذا وقعت حرب شاملة فلن ينجح الأمر، ولهذا فمن المجدي لإسرائيل أن تتوصل الآن الى اتفاق مع الفلسطينيين، بما أن صورة الجيش الإسرائيلي قوية".
ونقل بئير عن رابين استخدامه نموذج وكيل التأمين لتوضيح الأمر. وقال "أحياناً أنت ترى وكيل تأمين يقود سيارة أميركية من طراز بونتياك، يلبس بفخامة ويأكل في مطاعم فاخرة، فتظن أنه رجل غني وتستعد لشراء بوليصة تأمين منه. أما أن تكون السيارة مقترضة والملابس مسروقة فهذا لا يغير في الأمر شيئاً. المهم أنك في هذه الأثناء قد أبرمت صفقة معه".

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...