سلام الشرق الأوسط والصخرة الفارسية

10-07-2008

سلام الشرق الأوسط والصخرة الفارسية

الجمل: يصف البعض أزمة الملف النووي الإيراني بأنها أزمة إيران مع أمريكا وإسرائيل والغرب ويصف البعض الآخر الأزمة بأنها أزمة أمريكا وإسرائيل والغرب مع إيران، وبين المنظورين تكمن على ما يبدو الكثير من الشكوك ومشاعر الريبة واللايقين التي تفرض نفسها على كل طرف.
* القدرات الصاروخية الإيرانية: نظرية الردع الإيراني:
تناقلت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة المعلومات المتعلقة بنجاح تجربة إطلاق الصاروخ الإيراني الذي يبلغ مداه 2000 كلم وتشير دلالة مدى مجال الصاروخ إلى ما يمكن وصفه بقوة الردع الإيراني طالما أن مسافة 2000 كلم هي كافية لجعل هذا الصاروخ يستقر في أحشاء إسرائيل. تشير دلالة مفهوم الردع إلى:
• امتلاك القوة الحقيقية.
• التلويح باستخدامها.
• امتلاك الإرادة واللازمة لاستخدامها دون تردد.
وتأسيساً على ذلك فإن مضمون الرسالة الإيرانية المتعلقة بتجربة إطلاق الصاروخ البالتسي يهدف إلى نقل إشارة واضحة للإسرائيليين والأمريكيين مفادها:
• إن إيران تملك القوة الحقيقية.
• إن القوة الإيرانية جاهزة للاستخدام ضد الأمريكيين والإسرائيليين.
• إن إيران ستستخدم هذه القوة ضد أعداء إيران.
وبرغم ذلك، تقول المعلومات والتسريبات بأن نظرية الردع الإيراني لم تدخل حتى الآن في أي اختبار حقيقي لجهة دفع خصومها إلى الاقتناع والإدراك بأن إيران تملك القوة وتملك إرادة استخدامها وإن كانت دائماً تلوح باستخدامها وبكلمات أخرى، هل ما يلوح الإيرانيون باستخدامه هو موجود فعلاً، أم أن التهديدات الإيرانية هي مجرد تضليل مثلها مثل تهديدات الرئيس السابق صدام حسين بجعل النار تحرق نصف إسرائيل!!؟
* ردود الأفعال الإسرائيلية:
سبق أن زار رئيس الهيئة المشتركة لرؤساء الأركان الأمريكيين إسرائيل وتعرف على القدرات العسكرية الإسرائيلية الهجومية والدفاعية ولكنه عندما عاد إلى أمريكا عقد مؤتمراً صحفياً حذر فيه الإسرائيليين من مغبة الهجوم على إيران، والآن جاءت التجربة الصاروخية الإيرانية لتضيف بعداً جديداً بدعم تصريحات رئيس الأركان الأمريكي.
أدرك الإسرائيليون هذه الناحية وعملوا سريعاً من أجل تلافي ذلك عن طريق إطلاق التصريحات التي تقلل من شأن الصاروخ البالستي الإيراني باعتباره لا يمثل تهديداً حقيقياً للأمن الإسرائيلي.
الموقف الإسرائيلي المثير للغرابة هو بالأساس موقف استخباري يهدف إلى استخدام أساليب بروباغندا الحرب النفسية من أجل استخدام خطاب التقليل من شأن قدرات الخصم بما يؤدي إلى تعزيز القوة المعنوية الإسرائيلية، وإضعاف قوة الخصم المعنوية، ويكمن الخطأ الإسرائيلي في أن حصول الخصم على قدرات صاروخية بالستية حقيقية هو أمر لا يمكن مواجهته عن طريق التصريحات وإنما عن طريق الاستعداد والجاهزية لدرء الخطر المادي الحقيقي والذي أصبحت إسرائيل عاجزة عسكرياً عن القيام به، كما أثبتت تجربة صيف العام 2006 التي هزم فيها الجيش الإسرائيلي في مواجهة حزب الله وعجزت فيها بطاريات صواريخ باتريوت المتطورة عن اعتراض صواريخ حزب الله صواريخ المقاومة الفلسطينية المصنوعة محلياً وبالأدوات والوسائل البدائية اليدوية.
* تقرير  موقع ستراتفور الاستخباري:
نشر موقع ستراتفور الاستخباري الأمريكي تقريراً حمل عنوان «مذكرة جيوبوليتيكية: سلام الشرق الأوسط والصخرة الفارسية» والذي أشار إلى النقاط الآتية:
• أطلقت إيران صاروخاً بالستياً متوسط المدى 2000 كلم قادر على الوصول إلى إسرائيل.
• نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية تسريباً يقول بأن كبار المسؤولين السعوديين أطلعوا نظرائهم الإسرائيليين بأن الرياض لا تمانع في قيام إسرائيل بضرب إيران.
• لاحظ المراقبون والمحللون أن صحيفة هاآرتس الإسرائيلية قد قامت فجأة وبلا مقدمات بسحب تقريرها حول التسريبات بشأن السعودية وقد كان ذلك بسبب تدخل الرقابة الإسرائيلية وبرغم ذلك حتى الآن لم يلاحظ قيام أي مسؤول سعودي بنفي مضمون التسريب الإسرائيلي.
•  أعلنت الولايات المتحدة عن عزمها إجراء مناورات عسكرية جديدة في الخليج العربي وعلى ما يبدو فإن المناورات الأمريكية هي محاولة لردع التطور الصاروخي الإيراني الجديد.
• المفاوضات السرية الأمريكية – الإيرانية ما تزال جارية على قدم وساق.
حتى الآن لم توقف أمريكا مفاوضاتها مع إيران ولم يوقف الاتحاد الأوروبي تفاهماته مع إيران ولم يقم مجلس الأمن الدولي بتبني قرارات عقوبات حقيقية ضد طهران ووكالة الطاقة الذرية ما تزال تتبع نفس أسلوب مجادلاتها المطولة مع إيران وتقول بعض التسريبات أنه برغم أن كل الخيارات ما تزال مطروحة على الطاولة فإن الخيار الأكثر احتمالاً هو سعي الولايات المتحدة من أجل توظيف إيران واستغلالها في السيطرة على العراق وأفغانستان وجعل الوجود الأمريكي في الخليج أمراً واقعاً لأطول ما يمكن طالما أن فزاعة الخطر الإيراني ستستمر لأطول ما يمكن.
وتقول التكهنات بأن الأمر خلاف ذلك وفقط تتوقف عملية ضرب إيران على نجاح مخطط تشيني وجماعة المحافظين الجدد الجديد الهادف إلى:
• إقصاء كوندوليزا رايس عن منصب وزيرة الخارجية الأمريكية.
• إقصاء روبرت غيتز عن منصب وزير الدفاع الأمريكي.
وتقول المعلومات بأن توريط الهند في الصراع الأفغاني والقضاء على حزب العدالة والتنمية هما الحدثان اللذان  سيشكلان الضوء الأخضر لمخطط الإقصاء وإعادة ترتيب دولاب عمل الولايات المتحدة بما يتيح لمعسكر قوى الحرب سيطرتها على وزارتي الدفاع والخارجية.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...