سوريا الى مزيد من العنف ونصائح للبنان: اتق شر أزمة الجارة

11-08-2011

سوريا الى مزيد من العنف ونصائح للبنان: اتق شر أزمة الجارة

لم تربك التطورات الدراماتيكية السريعة خلال الساعات الماضية النظام السوري فحسب، هي أربكت المعارضة السورية التي لم تكن تنتظر أن ينهال عليها الدعم العربي والدولي فجأة بهذا الكم وبهذه النوعية. الخطوات المتتالية السعودية، الروسية، التركية، الخليجية خطوات قد تكون منسقة بالشكل والمضمون غير أن ما سينتج عنها لن تتمكن هذه الدول من حصره او التحكم به. اذ ان بعض المراقبين بدأ يتحدث عن أزمة كبرى سنية شيعية قد تضرب المنطقة وحتى عن حرب واسعة النطاق في منطقة الشرق الأوسط.

قراءة سفير لبنان السابق لدى الولايات المتحدة الاميركية الدكتور عبدالله بوحبيب لمسار الأمور الحالي لا تحمل الكثير من التفاؤل، فهو لا يرى بارتفاع النبرة العربية والدولية في التعاطي مع الأزمة السورية، الا ترجمة وحيدة على الأرض السورية: مزيدا من العنف ومزيدا من الدماء. هو يعتبر أن تصريحات الملك السعودي الأخيرة والموقف الصادر عن مجلس التعاون الخليجي بالاضافة للمواقف الغربية والموقف الروسي المستجد، لن تجر سوريا الا باتجاه المزيد من العنف، ويقول: "هذه المواقف أعطت اندفاعة للمعارضين وحافزا جديدا للمتظاهرين، وهي بالمقابل زادت من تخوف النظام الذي سيجابه خوفه ومن دون ادنى شك بالمزيد من العنف".
كان يأمل بوحبيب لو أعلن الملك السعودي رعايته لمؤتمر حوار بين المعارضة والنظام، فهو يجزم أن لا حل للأزمة السورية الا بتلاقي الطرفين للتوصل لأرضية مشتركة للحوار ولوضع أسس جديدة لسوريا جديدة. ويضيف: "النظام السوري ليس شبيها بالنظامين المصري أو التونسي هو لن يترك الحكم ومهما كانت الاثمان وبالتالي لا حل تحت سقف العنف".
ويسأل بو حبيب: "كيف ستواجه الأنظمة التركية والسعودية اي تمرد داخلي لديها؟ كلنا يعلم أنّها تماما كالنظام السوري لن ترى الا العنف وسيلة لقمع أي تظاهرات او أعمال عنف، فالحري بها الاقتداء بالمثل القائل: "اللي بيتو من زجاج لا يرشق الناس بالحجارة".
يستبعد بوحبيب أي تدخل عسكري في سوريا، ولا يعلّق الكثير من الأهمية على حديث مندوب روسيا لدى الناتو عن خطة عسكرية غربية للدخول الى سوريا ومنها الى ايران ويقول: "لن يكون هناك تدخل عسكري غربي في سوريا لأن الغرب منهك من الوضع الليبي والأميركيون لا زالوا يحاولون الخروج من العراق وأفغانستان ولا مصلحة لهم بفتح جبهة جديدة". ويذكر بأن التضامن الايراني السوري أساسي في هذه المرحلة وبالتحديد في اطار منع أي هجمة عسكرية لاعتباره أن هذا الحلف قادر على ضرب العمق التركي.
"الدماء هو كل ما أراه لسوريا في حال استمرت المواقف الغربية والعربية على ما هي وفي حال استمر تشجيع الثوار على مسارهم الحالي ولم تتم الدعوة سريعا للمفاوضات..." هكذا يلخّص بو حبيب الوضع الحالي، قائلا: "لا أفق حل في المدى المنظور بل المزيد من الأزمات..."
أما لبنانيا، فلا شيء يضمن عدم انفلات الوضع، فبرأي بو جبيب الامن الوفاقي الذي نعيش في ظلّه هشّ لدرجة يمكن ان ينفلت في اي لحظة خاصة مع تدهور العلاقات السعودية السورية. هو يتوجه بنصيحة للقادة اللبنانيين قائلا: "اتقوا شر الأزمة السورية فلا درع حماية يقينا لهبها".
ولعل تلاقي مواقف الأكثرية والمعارضة اللبنانية على ضرورة تجنيب بلدنا الانزلاق الى أتون الازمة السورية، يبقى أملا ضعيفا قد يجنبنا ويلات ما يطبخ للمنطقة، ولكنّه ودون أدنى شك لن يكون كافيا في حال تدهورت العلاقات السعودية السورية الى ما هو أسوأ نظرا للتحالفات اللبنانية الاقليمية القائمة على اساس اعطاء الأولوية لاستمرار هذه التحالفات على حساب المصلحة اللبنانية العليا.

يولا سطيح

 المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...