شروط أوجلان لحل المشكلة الكردية

23-07-2011

شروط أوجلان لحل المشكلة الكردية

لا يبدو أن التصعيد العرقي الحاصل في تركيا في طريقه إلى التراجع. فبعد العملية العسكرية التي نفّذها حزب العمال الكردستاني في سلوان في منطقة ديار بكر، وذهب ضحيتها 13 جنديا تركيا و7 مقاتلين أكراد، أعلن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان عن طي صفحة مرحلة وفتح أخرى، بالقول إن المرحلة المقبلة مختلفة عن الماضية.
ولم يتأخر الرد من جانب حزب العمال الكردستاني بعد انتظار زيارة محامي زعيمه عبد الله أوجلان له في سجنه بجزيرة ايمرالي لمعرفة آخر المواقف من مجمل التطورات.
بدا أوجلان، وفقا لما نقله محاموه، قويا أكثر من أي وقت مضى وفي موقع يستطيع فرض الشروط. ونقل محامو أوجلان عنه قوله انه في الظروف التي يعيشها في السجن لا يمكن أن يساهم بما فيه الكفاية في عملية حل المشكلة الكردية، فعلى الأقل اذا لم يكن ممكنا اطلاق سراحه الكامل ان يتم وضعه في الاقامة الجبرية في أحد المنازل كما يحدث أحيانا لزعماء سياسيين. وقال ان اخراجه من السجن شرط لازم لكي يتمكن من القيام بدوره.
وعن عملية سلوان التي قيل إن قيادة جبل قنديل قد نفّذتها رغما عن إرادة أوجلان أعرب الأخير عن «أسفه» للقتلى من الجانبين من دون أن يعلن إدانته لها، وهو الذي كان هدد قبل الانتخابات النيابية التركية في حزيران الماضي بأنه سينقل المعركة إلى المدن التركية.
ووجه أوجلان نداء إلى رئيس الحكومة التركية، قائلا انه إذا قال اردوغان إن المشكلة الكردية لا يمكن حلها بالسلاح بل الطرق السلمية فإنني مستعد لحل هذه المشكلة خلال أسبوع. وقال له «إذا سار الشعب إلى سجن ديار بكر وحرر المعتقلين فما الذي تستطيع فعله؟».
وأبدى أوجلان تأييدا لإعلان الحكم الذاتي، بالقول «المهم الآن كيفية تطبيقه». ويمكن اختصار مواقف أوجلان الأخيرة بالتالي:
1- إن أوجلان هو المخاطب الوحيد الذي يجب على الدولة التركية التحاور معه.
2- إن إطلاق سراحه أو وضعه في الإقامة الجبرية شرط لازم ليتمكن من القيام بدور ايجابي لحل المشكلة الكردية.
3- إن حزب العمال الكردستاني مستعد لترك السلاح، شرط أن تتخلى أنقرة عن التعامل بدورها بالقوة مع المشكلة الكردية.
4- إن أي دستور جديد يجب أن يتضمن ضمانات بشأن الهوية الكردية، ومن دون ذلك لا حل لهذه المشكلة.
5- إطلاق سراح النواب الأكراد المعتقلين وإجراء انتخابات في ديار بكر عن مقعد خطيب دجلة الذي سرق منه.
لكن النائب المقرب من اردوغان، يالتشين آقداغ كتب في «يني شفق» مقالة اعتبرت ردا على تصريحات أوجلان. قال آقداغ إن أوجلان زعيم منظمة إرهابية وعليه أن يتحمل مسؤوليته في هذا الإطار، ولا يمكن له التنصل منها. وأضاف إن أوجلان ليس مخاطبا في المسألة الكردية بل مسؤول عن قضية الإرهاب، وإذا كان من مخاطب في هذه المسألة فهو سكان تركيا الـ74 مليونا.
ويكتب حسن جمال في صحيفة «ميللييت» قائلا إن الدولة التركية تعاملت مع أوجلان في سجنه على أساس انه ورقة لإحداث شرخ داخل حزب العمال الكردستاني لكنها لم تنجح في ذلك. وأضاف إن الحزب المسلح هو الورقة الأقوى بيد أوجلان ولذلك يجب أخذ هذا الواقع في الاعتبار.

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...