صراع الميليشيات على الأشرطة المصوّرة للفوز بأموال الممــوّلين

06-12-2012

صراع الميليشيات على الأشرطة المصوّرة للفوز بأموال الممــوّلين

المقاتلون في سوريا يقرصنون أشرطة الفيديو الخاصة بالمعارك من أجل الحصول على المال. هذا ما كشفته صحيفة «فاينانشل تايمز» البريطانية منذ أيام في تحقيق للصحافية أبيغيال فيلدينغ سميث. مقال سميث الذي أعادت نشره صحيفة «ذي واشنطن بوست» الأميركية، يفيد بأن هناك منافسة حادّة بين المجموعات المقاتلة على الأراضي السورية على إثبات وجودها من خلال إظهار عدد العمليات التي تنفذها ونوعيتها. وهذا ما يدفع ببعض تلك المجموعات الى سرقة مواد مصوّرة من هجمات لمجموعات أخرى ونسبها إليها. والهدف واحد، حسب سميث، الحصول على تمويل دولي.
 هكذا، قال بعض الناشطين للصحافية إنهم «عرّضوا حياتهم للخطر بغية تصوير عملية عسكرية لمجموعة مسلّحة معيّنة، فيفاجأوا بعد أيام بمشاهدة الشريط ذاته يدمغ باسم مجموعة أخرى تتبنّى العملية وتعرضه على المواقع الإلكترونية». وإضافة إلى سرقة المواد المصوّرة، يكشف المقال أن بعض المجموعات القتالية الصغيرة تقايض عملياتها المصوّرة، لمجموعة أكبر، بالسلاح. أبو طارق، وهو أحد «المسؤولين العسكريين» في حماة، أشار لسميث إلى أن «هناك الكثير من الأشرطة المزيّفة التي تنشر بغية الحصول على المال». وشكا انخفاض التمويل مع مرور الوقت، إذ «ظنّ مموّلونا أن الأمور ستنتهي خلال أشهر». وهنا تشرح سميث أنه في ظلّ نقص التمويل وغياب المحاسبة تبقى الأشرطة المصوّرة المؤرشفة هي الدليل الوحيد على العمليات الميدانية وما يجري على الأرض. «باختصار، لا فيديو لا أموال»، يقول أبو طارق.
 سميث تحدّثت أيضاً مع «جنرال سوري منشق» في جنوب تركيا فقال إن «من يصوّرون عملياتهم إنما يفعلون ذلك من أجل الحصول على المال فقط... إذ من يملك الوقت خلال المعارك ليصوّر شريطاً؟». المقال يكشف أيضاً بعض الطرق التي لجأ إليها المقاتلون كي يصعّبوا عملية القرصنة، مثل وضع «اللوغو» الخاص بكتيبتهم على اللقطات المصوّرة كلها، وذكر اسم المكان والزمان المرافقين للعملية... أحد الباحثين في «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» قال لسميث إنه «في ظل عدم تنظيم تمويل المجموعات السورية، وفي ظل لامركزيتها وعدم معرفة حاجات المقاتلين، يصبح لا مفرّ من حدوث تلاعب. من السهل خداع المموّلين» يختم الباحث.
 والخلاصة، حسب سميث، هي أن المعارضة السورية المسلحة لا تزال مفككة، وأن مموّلي المجموعات المقاتلة يفتشون عن كتيبة فاعلة على الأرض لـ«الاستثمار فيها»، لذا يعتمد المقاتلون على أشرطة «يوتيوب» و«فايسبوك» لإثبات فعاليتهم وتسويق صورتهم للمستثمرين.
                                                                                                                            (الأخبار)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...