صراع جنرالات إسرائيل على منصب رئيس الأركان

13-07-2009

صراع جنرالات إسرائيل على منصب رئيس الأركان

الجمل: بدأت حمى صراع جنرالات الجيش الإسرائيلي ترتفع حرارتها مجدداً، ليس بسبب هزيمة حرب لبنان ولا هزيمة حرب غزة، وإنما بسبب سباق الجنرالات المحموم من أجل الصعود إلى منصب رئيس الأركان الإسرائيلي.
* ماذا تقول المعلومات؟
بدأت دائرة الاختيار لمن سيتولى منصب رئيس الأركان الإسرائيلي تنحصر في بدائل الخيار والمفاضلة بين ثلاثة جنرالات هم:
• الجنرال يواف غالانت قائد القيادة الجنوبية.
• الجنرال بيني غانتز الملحق العسكري في السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة الأمريكية.
• الجنرال غادي إيزينكوت قائد القيادة الشمالية.
وقد رصد المحلل السياسي عامير عورين تسريباً يقول أنه في تمام الخامسة والنصف عصر أول من أمس الأحد خرج الجنرال غالانت من مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك وانزل إلى البهو المؤدي إلى مكاتب هيئة الأركان، وحينها كان الموجودون في ممرات وردهات الطابق 14 في برج "كبريا" في تل أبيب قادرين على ملاحظة ظل الابتسامة وهي تطل من وجه الجنرال غالانت وهي ابتسامة كانت في جزء منها تحمل قدراً من الرضا وفي جزئها الآخر قدراً من الإرادة والتصميم.
وأضاف عورين أن الجنرال غالانت وضع حساباته النهائية لجهة أنه سيستمر في عمله إذا لم يتم اختياره لمنصب رئيس الأركان لأنه لا يرغب في تحويل تراثه وماضيه العسكري بحيث لا يبقى سوى مجرد صورة شخصية بالزي الرسمي معلقة على أحد جدران مدخل القيادة الجنوبية الإسرائيلية.
* خارطة صراع الجنرالات: إلى أين؟
تتضمن خارطة صراع الجنرالات العديد من المفاعيل والعناصر التي تشكل معالمها البارزة ويمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:
• الهدف: تولي منصب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي.
• الخيارات: إما الجنرال يواف غالانت أو الجنرال غادي إيزنكوت أو الجنرال بيني غانتز.
• اللاعبون: رئيس الوزراء نتينياهو، وزير الدفاع باراك، رئيس الأركان الحالي الجنرال غابي أشكينازي.
• المسرح: مكتب وزير الدفاع، مكتب رئيس الأركان، مجلس الوزراء الأمني المصغر.
• قواعد اللعبة: يحاول كل طرف الحصول على أكبر قدر ممكن من الدعم والمساندة وعلى وجه الخصوص من وزير الدفاع ومجلس الوزراء.
وتشير المعلومات والتسريبات إلى أن كل واحد من الجنرالات الثلاثة أصبحت له "خارطة طريق" خاصة به يحاول تنفيذها بما يتيح له في النهاية الجلوس على كرسي  رئيس الأركان في الطابق 14 من برج كيريا.
• خارطة طريق الجنرال يواف غالانت: بسبب تمتع غالانت بمساندة وزير الدفاع فهو يحاول استغلال هذه المساندة ضمن الجهد الرئيس مع السعي للحصول على مساندة بعض الأطراف الأخرى الأمر الذي يتيح له الحصول على جهد إضافي يساعده في الصعود إلى المنصب.
• خارطة طريق الجنرال غادي إيزنكوت: بسبب تمتع إيزنكوت بمساندة رئيس الأركان الحالي فهو يحاول استغلال هذه المساندة ضمن الجهد الرئيس مع السعي للحصول على مساندة بعض الأطراف الأخرى التي يتيح له الحصول على جهد إضافي يساعده في الصعود إلى المنصب.
• خارطة طريق الجنرال بيني غانتز: بسبب تمتع غانتز بمساندة رئيس الوزراء نتينياهو وجماعات اللوبي الإسرائيلي الأمريكية وعلى وجه الخصوص المعنية بالشؤون العسكرية – الأمنية والتي يأتي في مقدمتها المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي والذي ظل يعمل على تنسيق العلاقات العسكرية الأمريكية – الإسرائيلية والدفع باتجاه تقديم الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل.
من الواضح أن حسم الصراع الدائر بين الجنرالات سيتوقف على مدى قدرة كل واحد منهم في الحصول على دعم ومساندة الأطراف الأخرى وهو أمر لن يتم بسهولة بسبب أنه يتطلب صفقة سياسية  - عسكرية بين الأطراف المعنية بالشؤون العسكرية – الأمنية في الحكومة والكنيست بدرجة أقل.
* ما الذي أشعل صراع الجنرالات؟
تقول المعلومات أن الجنرال غابي أشكينازي رئيس الأركان الحالي قد قاربت فترة ولايته على الانتهاء وبأنه وبحسب القوانين والنظم السارية في إسرائيل من غير الممكن التمديد له لفترة إضافية.
سعى الجنرال أشكينازي إلى تسمية الجنرال إيزنكوت مرشحاً بديلاً عنه لكن عندما قدم طلبه إلى وزير الدفاع برز الخلاف حيث أن باراك يرغب في تعيين الجنرال غالانت في المنصب وعلى خلفية خلاف أشكينازي – باراك برز اسم الجنرال بيني غانتز كمرشح ثالث، وتقول آخر المعلومات أن وزير الدفاع توصل إلى صفقة مع رئيس الأركان سعياً للتخلص التكتيكي من المرشح الثالث غانتز بتعيينه نائباً لرئيس الأركان.
وافق الجنرال غانتز على ذلك ولكن موافقته كانت تنطوي على قدر من الخبث والدهاء، وبالفعل ما إن تم الإعلان رسمياً عن تعيينه نائباً لرئيس الأركان حتى فاجأ الجميع بتصريح قال فيه أن تعيينه في هذا المنصب ليس معناه أنه سيتخلى عن طموحاته في الجلوس على كرسي رئيس الأركان وأكد أنه سيستقيل من منصبه إذا لم يتم تعيينه رئيساً للأركان.
أحدث موقف غانتز إرباكاً كبيراً في موقف صفقة باراك – أشكينازي بما أدى إلى إعادة الصراع إلى النقطة الأولى.
هدف صفقة باراك – أشكينازي كان يتمثل في تعيين الجنرال غانتز نائباً لرئيس الأركان ليبقى المرشحان الآخران (غالانت وإيزنكوت) فقط وبعدها يتوافق أشكينازي مع باراك على تعيين أحدهما رئيساً للأركان والآخر رئيساً للمخابرات العسكرية.
هذا، ونشير إلى أن الصراع حول الجنرالات الثلاثة يعكس في حد ذاته عدم توازن الإدراك العسكري الإسرائيلي حول طبيعة ومذهبية هيئة الأركان الإسرائيلية وعلى هذه الخلفية نشير إلى النقاط الآتية:
• تعيين الجنرال بيني غانتز يتضمن التأكيد على مذهبية المساعدات والمعونات العسكرية الأمريكية طالما أنه الأكثر خبرة في هذا المجال.
• تعيين الجنرال يواف غالانت يتضمن التأكيد على مذهبية الحدود الشمالية وبكلمات أخرى المزيد من التعبئة للإعداد لجولة عسكرية محتملة في الاتجاه الشمالي الذي يضم سوريا ولبنان.
• تعيين الجنرال غادي إيزنكوت يتضمن التأكيد على مذهبية الحدود الجنوبية وبكلمات أخرى المزيد من التعبئة للإعداد لجولة عسكرية محتملة في الاتجاه الجنوبي الذي يضم قاع غزة وربما الأراضي الفلسطينية.
عموماً تقول بعض المعلومات أن رئيس الوزراء نتينياهو ما زال مصمماً على عدم التدخل في صراع الجنرالات وهو يفضل أن يؤدي التفاهم بين باراك وأشكينازي إلى التوصل إلى خيار واحد يرفعون بموجبه اسم الجنرال المطلوب.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...