صفقة توريث مع الإخوان وراء ملاحقة القرآنيين بمصر

15-08-2007

صفقة توريث مع الإخوان وراء ملاحقة القرآنيين بمصر

وصف الدكتور أحمد صبحي منصور، الأب الروحي لجماعة "القرآنيين" بمصر، تهمة ازدراء الأديان التي وجهتها له نيابة أمن الدولة العليا مؤخرا بأنها "ملفقة"، وقال إنها جاءت ضمن " صفقة التوريث المصرية بين النظام والإخوان المسلمين والتي من شروطها القضاء على وجود القرآنيين بمصر".

ودافع منصور عن توجهات وطروحات جماعته في وجه سلسلة من الانتقادات والاتهامات لها والتي ازدادت مؤخرا، معتبرا أنها "صادرة عن السلطات المصرية"، بالتزامن مع قرار نيابة أمن الدولة العليا الصادر منذ فترة، والذي قضى بضمه إلى المتهمين الخمسة المقبوض عليهم في قضية ازدراء الأديان، واعتباره متهماً أول في القضية.

وإذ أكد، على توجهات جماعته بخصوص الاحتكام إلى القرآن الكريم في كل شيء ورفض "السنة" التي أطلق عليها " السنة البخارية" وليس النبوية، نفى بشدة الكلام المسند إلى جماعته القائل "إن المرأة مطالبة بستر أعضائها التناسلية فقط، وأنه لا يوجد شيء اسمه زنا، و لا تحريم لأكل الخنزير أو شرب الخمر".

وكانت نيابة أمن الدولة العليا، قررت ضم منصور، الأب الروحي لجماعة القرآنيين، اللاجئ حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية، إلي الموقوفين في قضية ازدراء الأديان، كما ضمت الدكتور عثمان محمد علي محمد، وهو أحد أقرباء منصور كمتهم ثان في القضيه، رغم عدم وجوده في مصر أيضاً.

وقال عادل رمضان رافع، أحد أعضاء فريق الدفاع عن المتهمين وممثل المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن التحقيقات شملت مؤلفين هما: "أبو هريرة - رضي الله عنه" و"حكم قتل المرتد"، لأحمد صبحي منصور وهو أستاذ سابق بجامعة الأزهر، تم فصله عام ١٩٨٧. مشيراً إلي أن أسئلة النيابة كانت تنصب كلها حول عقائد المتهمين وأفكارهم، ورأيهم في حد الردة وشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وما إذا كانوا يؤدون صلاة السُنّة.
 ووصف منصور تهمة ازدراء الأديان بأنها "ملفقة"، قائلا: "لا يمكن أن يتصور عاقل توجيه تهمة ازدراء الأديان لمفكر مسلم، والحقيقة هي أني أزدري الفكر المتطرف الذي يزدري الاسلام. القضية سياسية أصلا، وهذه تهمة مطاطة تطبق على أي شخص".

وأضاف "هناك تفسير لحملة الاعتقالات ضد القرآنيين. وهي أنه لكي لا تبدو السلطات متحيزة باعتقالاتها للإخوان، تقوم أيضا باعتقالات بصفوص الناس المعارضين للإخوان، مثل القرآنيين".

وتابع "القرآنيون عملوا على تعطيل تغلغل الفكر الإخواني في الدولة إلى حد ما، وكان لا بد من قطع دابرنا لكي تسيطر ثقافة الإخوان الذين يؤيدون التوريث بشروط في إطار صفقة مع النظام، ومن ضمن هذه الصفقة قُطع دابر القرآنيين"، على حد تعبيره.

واتهم منصور السلطات المصرية بأنها تقف وراء الحملة التي تتعرض لها جماعته والاتهامات الموجهة إليهم، والتي تكثفت مؤخرا.
 وفي حديثهلم ينف منصور "احتكام جماعته إلى القرآن الكريم فيما يخص كل شيء، واستبعاد السُنّة"، التي قال عنها "لا نسميها السنة النبوية، وإنما السنة البخارية لأننا لسنا متأكدين أنها سنة نبوية وإنما هي كلام قاله البخاري".

ويضيف "هذه وجهات نظر اخترعوها ونسبوها لسُنّة النبي، ونحن نرفض هذه النسبة، ونرى أن هذه الأحاديث تعبّر عن أصحابها وعن ثقافاتهم واختلافاتهم. وحتى البخاري يختلف مع نفسه في الصفحة الواحدة ونحن نبرئ الرسول من هذا الكلام".

ويتابع : أنا مؤرخ وأستاذ تاريخ اسلامي و لا أعتبر السيرة النبوية المكتوبة خارج القرآن الكريم جزءا من الدين. فتاريخ ابن هشام وابن اسحق والطبري لا تعد جزءا من الدين، ولكنها تاريخ، أي روايات متعارضة أنتقي منها كمؤرخ ما يتفق منها مع القرآن. وكل ما جاء في القرآن من سيرة النبي والأنبياء السابقين حقائق إيمانية، وما هو خارج القرآن الكريم هو تاريخ قائم على نسبية الخبر، أي أن الحقيقة فيه نسبية وليست مطلقة.

وردا على الحديث الدائر بأن "غلاة العلمانيين مثل سيد القمني ينشطون تحت لوائه"، يقول منصور: غير صحيح. هناك فروق أسياسية بيننا وبين العلمانيين. هدفنا واحد وهو حقوق الإنسان والديمقراطية ولكن تختلف الوسائل. نؤمن أن الاسلام دين الديمقراطية المباشرة والقرآن يصون حرية الفكر والاعتقاد. نحن نؤطّر للديمقراطية والعدل من داخل الاسلام والقرآن.
 وإزاء رفض القرآنيين للحجاب، يقول منصور "لا يوجد في القرآن الكريم شيء عن الحجاب. الحجاب في القرآن يأتي بمعنى الستارة أو الحاجب، وما هو موجود في القرآن الخمار، وكفكر سياسي التركيز على قضية الخمار والزي فيما المسلمون يقتلون بعضهم هو نوع من التخلف العقلي ويجب أن تكون لدينا أولويات وهي الاصلاح ومنع التعذيب".
 وعن اتهام القرآنيين بأنهم يقولون إن "المرأة مطالبة بستر أعضائها التناسلية فقط ولا عورة للرجل وأنه لا يوجد شيء اسمه زنا"، قال منصور "هذا كلام فارغ قاله آخرون لتشويه سمعتنا من قبل الأمن المصري".

وشرح: "بالنسبة للزنا، قال تعالى في القرآن (لا تقربوا الزنا) ونحن لا يمكن أن نخالف حرفا في القرآن، وليس الزنا فقط محرم وإنما كل ما يقرب إليه من فكر ومن لمس هو حرام".

كما نفى بشدة اتهام القرآنيين بأنهم لا يحرمون أكل الخنزير وشرب الخمر"، وقال "القرآن يقول (اجتنبوا الخمر) وهذا يعني تحريم الاقتراب منه، ونحن أي شيء في القرآن لا نستطيع إلا أن نؤمن به.

وكذلك نفى بشدة ما اتهمت به جماعته وهو القول بأنه "لا توجد عقوبة على ممارسة الجنس بين الذكور أو الجنس بين الإناث".
 وبخصوص الكلام عن وجود فرق عديدة للقرآنيين، وأن بعضهم يسجد في صلاته على الذقن وبعضهم يرى إمكانية جواز أداء مناسك الحج في أي يوم من أيام أشهر الحج، يقول منصور: الذين يسجدون على الذقون نحن لا شأن لنا بهم ونصلي الصلوات الخمس المعروفة. ولدينا صلاة النافلة أي قراءة القرآن والصلاة والتذكر في خلق الله. وبالنسبة الحج، فالله يقول (الحج أشهر معلومات) في سورة البقرة، ونحن نؤمن أن الحج يمكن أن يؤدى في الأشهر الأربعة الحرم وهذا موجود في القرآن.

وقدّر منصور عدد القرآنيين بعشرات آلالاف في مصر لوحدها، مشيرا إلى وجود أنصار له في الصين وكندا والباكستان ودول أخرى في أنحاء العالم.

وكان منصور يعمل مدرسا بجامعة الأزهر، ثم فُصل في الثمانينيات بسبب إنكاره للسنة النبوية، وتأسيس مذهب الاكتفاء بالقرآن كمصدر للتشريع الإسلامي.

ثم سافر إلى الولايات المتحدة لبعض الوقت، عاد بعدها إلى القاهرة ليصبح أحد أركان مركز ابن خلدون. وبعد المشكلات القضائية التي واجهها المركز ومديره في عام 2000 هاجر إلى الولايات المتحدة، ليعمل مدرسا في جامعة هارفارد لعام واحد، ليبقى هناك وينشئ مركزه الخاص تحت اسم المركز العالمي للقرآن الكريم.

حيان نيوف

المصدر: العربية نت
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...