طالبان باكستان تقتل ٥٩ وتتوعد بالمزيد

22-08-2008

طالبان باكستان تقتل ٥٩ وتتوعد بالمزيد

إسلام أباد: عاصمة باكستان، وروالبندي: عاصمتها العسكرية، ولاهور: عاصمة البنجاب، أكبر الأقاليم في البلاد.. تلك هي أهداف حركة طالبان الباكستانية المقبلة، بعد استهدافها أمس مصنعاً عسكرياً قرب إسلام أباد.
وأعلنت الحركة أمس مسؤوليتها عن التفجير المزدوج الذي نفذه انتحاريان، أمام مجمع عسكري لتصنيع السلاح في مدينة واه، والذي أدى إلى مقتل ٥٩ شخصا على الأقل، في عملية قد تضعف الائتلاف الحاكم، وتستفيد من الفراغ، الذي تحاول الحكومة »لملمته بسرعة«، على حد تعبير الباحث في جامعة »هارفرد« حسن عباس.
ويضم مجمع واه العسكري، حيث يعمل نحو ٣٠ ألف شخص، نحو عشرين مصنعاً، تنتج ذخيرة المدفعية والدبابات والذخيرة المضادة للطائرات. وتحدث مراقبون عن وجود منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الباكستاني، في المدينة ذاتها.
لكن المحلل حسن عباس استبعد، في حديث لـ»السفير«، أن تستهدف الحركة المنشآت النووية، بسبب صعوبة اختراق الإجراءات الأمنية المشددة، وخطورة مثل هذه العملية، معتبراً أن الهجوم الأخير، باستهدافه »مصنعاً يزود الجيش بالذخائر«، يظهر أن »طالبان تركّز هجماتها على الجيش، وهو الهدف الأكثر إيلاماً«.
وفي تفاصيل الهجوم »الضخم«، أوضح المسؤول الأمني ناصر دوراني أن »رجلين، راجلين، فجرا نفسيهما أمام بوابتي المجمع خلال فترة تغيير مناوبات العمال«، بـ»فارق زمني بينهما، بلغ أقل من دقيقة«، مؤكداً مقتل ٥٩ شخصا وإصابة نحو ٨١ آخرين، فيما أدان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني الهجوم متوعداً بـ»الكشف عن الأيدي الخفية وراءه«.
من جهته، قال المتحدث باسم حركة طالبان باكستان مولوي عمر إن الهجوم يأتي »رداً على العمليات العسكرية في سوات وباجور« في منطقة القبائل المحاذية لأفغانستان، »حيث يُقتل الأبرياء فقط«، مهدداً بـ»شن هجمات مشابهة في مدن أخرى، بينها لاهور وإسلام أباد وروالبندي«، وهي المدن الباكستانية الرئيسية.
وجاء التفجيران بعد يومين من قيام انتحاري بتفجير نفسه امام مستشفى في مدينة ديرا إسماعيل خان، مسفراً عن مقتل ثلاثين شخصا، غالبيتهم شيعة.
سياسياً، هدد رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، في حديث لصحيفة »وول ستريت جورنال«، بالانسحاب من الائتلاف الحكومي، و»الجلوس في مقاعد المعارضة« إذا لم يبتّ اليوم في مسألة إعادة القضاة الذين أقالهم الرئيس السابق برويز مشرف، »الذي يتعين محاسبته«، على حد قوله.
أما حزب »الشعب«، أكبر الأحزاب في الائتلاف الحاكم فكان منشغلاً أمس في الحديث عن خليفة مشرف، حيث قالت المتحدثة باسم الحزب فرزانا رجا إن »غالبية الأعضاء تؤيد ترشيح زعيمنا آصف علي زرداري«.
وفي واشنطن، أجرى الرئيس جورج بوش اتصالين هاتفيين، الأول بمشرف، شكره فيه »على جهوده في محاربة الإرهاب«، والثاني بجيلاني، أبلغه فيه »التزام بلاده القوي بالعمل معه وحكومته لمواجهة التطرف«.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...