طفلة فلسطينية تُترك وحيدة بعد اعتقال إسرائيل الأم ثم الأب

عندما كانت الطفلة عائشة هودلي (ثلاث سنوات) رضيعة لم تتجاوز العام ونيف، انهار الجزء الاكبر من عالمها، اذ اعتقلت السلطات الاسرائيلية والدتها عطاف عليان، الاسيرة السابقة والناشطة المعروفة في حركة «الجهاد الاسلامي». واليوم انهار ما تبقى من هذا العالم عندما اعتقلت السلطات الاسرائيلية والدها وليد هودلي، وبقيت تكابد قسوة العيش بعيدا عن والديها وهي في عمر أحوج ما تكون فيه اليهما.

فتحت هذه الطفلة عينيها على السجون والسجانين وبنادقهم وبساطيرهم قبل ان تشاهد تلك اللعب التي تجذب عيون الاطفال وافئدتهم. ففي كانون الاول (ديسمبر) عام 2005، دهمت قوة كبيرة من الجيش منزل العائلة واعتقلت والدتها بتهمة «ادارة جمعية نسائية محظورة» هي «جمعية النقاء الاسلامية» التي تقول السلطات انها تُمول من حركة «لجهاد الاسلامي».

ومنذ الايام الاولى لاعتقال عطاف، وهي اسيرة سابقة امضت 12 عاما في السجون الاسرائيلية، طالبت بحضانة عائشة، وكان عمرها حينئذ عام ونصف العام، الا ان السلطات رفضت الاستجابة لطلبها، ما دفعها الى خوض اضراب مفتوح عن الطعام دام 16 يوما قبل ان تستجيب السلطات الاسرائيلية لطلبها، علما انه يحق للأسيرة الأم، وفق القانون الاسرائيلي، حضانة اطفالها الى ان يبلغوا العامين من العمر.

وامضت عائشة ستة اشهر في حضانة أمها داخل السجن، انتزعتها السلطات بعدها وسلمتها الى محاميها لينقلها بدوره الى والدها خارج السجن. وما ان تأقلمت الصغيرة في عالمها الجديد، المكون من الأب لوحده، حتى جاءت السلطات وهدمته مجددا، تاركة اياها وحيدة تتلقفها احضان الأهل والأقارب.

وتخضع عطاف لاعتقال اداري متجدد في سجن «الدامون» بتهم «التحريض» و «العضوية في منظمة محظورة»، أما وليد الذي اعتقل بعد استدعائه الى مقر الحكم العسكري قرب رام الله، فيخضع للتحقيق بتهمة الانتماء الى حركة «حماس».

وأثار اعتقال الوالدين وترك الطفلة وحيدة مشاعر الغضب والاستنكار في الشارع الفلسطيني الذي يكابد غياب أكثر من 11 الف اسير خلف قضبان الأسر، بينهم أمهات وآباء غابوا طويلا عن اطفالهم. وطالبت وزارة شؤون الاسرى والمحررين المؤسسات الحقوقية والقانوية التدخل العاجل من اجل اعادة جمع هذه الطفلة الصغيرة بوالديها او أحدهما على اقل تقدير.

محمد يونس

المصدر: الحياة