علاوي يطرح نفسه منقذاً

19-08-2007

علاوي يطرح نفسه منقذاً

أكد رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي زعيم القائمة الوطنية أن العراق الحالي، بعد مرور أربع سنوات على “التحرير”، حسب وصفه، “دولة فاشلة” لا تقدم أبسط الخدمات والأمن لشعبها، بل تسببت بأزمة متفاقمة في الشرق الأوسط. وحمل رئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته المسؤولية، واصفاً الوضع في بغداد الآن بأنه دليل على السقوط الكامل للمالكي وحكومته.

وطرح علاوي وصفة من 6 نقاط للخروج بالعراق من الأزمة، وذلك في مقال رأي له نشرته صحيفة “واشنطن بوست” أمس. وطرح نفسه منقذاً بالقول إنه من دون مقترحاته، لن تنجح الاستراتيجية الأمريكية، وعارض رحيل الاحتلال حتى لا تحصل فوضى. وأكدت مصادر أمريكية ل”الخليج” ان مضمون هذا المقال كان لافتاً لأنظار ودراسة الكثيرين في واشنطن سواء مسؤولين في إدارة الرئيس جورج بوش أو قيادات الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب وبحزبيه الديمقراطي والجمهوري.

وذكر علاوي في مقاله أن تقرير كل من الجنرال ديفيد بترايوس القائد الأعلى للقوات الأمريكية في العراق والسفير في بغداد ريان كروكر أمام الكونجرس في سبتمبر/أيلول المقبل سيكون ذا مضمون وتوازن مع متطلبات السياسة، وتوقع أن يكون وصف هذين المسؤولين العسكري والدبلوماسي الأمريكيين غير كامل للتراجيديا الحالية بالعراق. وذكر أن المالكي فشل في استغلال رغبة الشعب العراقي بالعيش في حياة آمنة منتجة، وأن قمة الأزمة في بغداد دليل آخر على السقوط الكامل للحكومة العراقية لأن الأفضل هو الاتفاق على العمل بين المشاركين بالحكومة مما سيستغرق عدة أسابيع أو أكثر من النشاط السياسي التجميلي، ولن يكون في نهاية الأمر وفاقاً سياسياً دائماً في ظل نظام المالكي الذي وصفه ب “الطائفي”.

وتساءل علاوي “من كان يتصور أن العراق سيكون في أزمة سياسية بعد الرئيس الراحل صدام حسين، الآن كل شهر هناك ما بين 2 -3 آلاف عراقي مدني يقتلون على أيدي الإرهابيين أو على أيادي فرق الموت الطائفية ولا يتوفر التيار الكهربائي وإمدادات المياه سوى 5-6 ساعات فقط يومياً. وتحولت بغداد التي كانت في وقت من الأوقات دليلاً على التنوع الثقافي والإثني والديني إلى مدينة من الأحياء الطائفية المعزولة والمسلحة، وباتت أشبه ببيروت في الثمانينات”.

وكشف علاوي في مقاله عن نهوضه مع زملائه في البرلمان بجهد لإنشاء تحالف أغلبية غير طائفية أساسه خطة من ست نقاط من أجل عهد جديد للعراق وتغير الحكومة العراقية الحالية بشكل ديمقراطي مؤكداً أن الوقت قد فات لإحداث تغيير ما عبر الحكومة الحالية.

وشدد على أنه دون مقترحاته لن تنجح الاستراتيجية الأمريكية السياسية والعسكرية في العراق، واعتبر أن أي انسحاب من العراق سيجعل العراق والمنطقة في فوضى.

وتتلخص نقاط علاوي وتحالفه الست في ما يأتي:

- يجب أن يكون العراق شريكاً كاملاً مع الولايات المتحدة في تطوير خطة أمنية تؤدي إلى انسحاب غالبية القوات الأمريكية عبر السنتين القادمتين، وأعرب عن الامتنان للدور الأمريكي في العراق، وقال يجب أن نبدأ (العراقيون) في حل مشاكلنا وهذا لن يحدث طالما بقيت الحكومة العراقية الحالية في السلطة.

- إعلان حالة طوارئ في بغداد ومناطق الصراعات في العراق مع إعادة تشكيل قوات الأمن العراقية بشكل يمتص أعضاء من الميليشيات الإثنية والطائفية في إطار غير طائفي، لأن تقوية الميليشيات ليست حلاً على المدى الطويل، والدولة لن تكون شرعية إذا لم تتمكن من توفير الأمان لشعبها.

- تفعيل استراتيجية دبلوماسية على مستوى المنطقة تزيد من دور الأمم المتحدة والعالم العربي لتوفير الأمن للعراق وإعادة البناء لأنه لا يتوجب بالضرورة على واشنطن القيام بالعبء الدبلوماسي. واتهم علاوي المالكي مجدداً بتبديد مصداقية العراق واتهمه بأنه غير قادر على استعادتها وأن العراق يجب أن يقف في وجه إيران ويبلغها بشكل مشدد بأن تنهي تدخلاتها في الشؤون العراقية وأن يقنع سوريا بلعب دور بناء بشكل أكبر في العراق.

- وجوب أن يكون العراق دولة موحدة فيدرالية مستقلة مع نقل السلطات للحكومات المحلية وعلى مستوى الأقاليم، وأن يكون الدين عاملاً لتوحيد العراق لا تفريقه وأن يفخر العراقيون السنة والشيعة بهويتهم الإسلامية لأن الخلافات الطائفية التي تحدث حالياً لا تنتج سوى التطرف والإرهاب.

- الوفاق الوطني يتطلب التزاماً سريعاً بالوسطية والاعتدال وانهاء العنف الطائفي بإدخال كل العراقيين في العملية السياسية، مع إدراك دور الأكراد وحكومة كردستان من أجل مستقبل العراق الديمقراطي. وجدد علاوي اتهامه للمالكي بتعطيل إصدار قوانين الوفاق التي تم التوصل إليها في مارس/آذار الماضي وطالب بتمرير هذه المقترحات في البرلمان العراقي بمشاركة السنة والشيعة والزعماء السياسيين والدينيين.

- إعادة تفعيل القطاع العام. وأشار علاوي إلى أن الاقتصاد العراقي أفشله الفساد وانعدام الأمن، وطالب بإعادة التركيز على إعادة الخدمات والاهتمام بالبنية التحتية، لأنه لن يكون هناك تطور للأفضل من دون تحسين وتطوير الاقتصاد وتوفير خدمات الكهرباء والمياه للشرب وللري والخدمات الصحية الأساسية. وأضاف “بمرور الوقت يجب أن يبنى اقتصاد عراقي حر يكون فيه دور كبير للقطاع الخاص العراقي”، وهي الجملة التي حملت إشارة ما بين السطور إلى رغبة علاوي- على عكس التوجه الأمريكي منذ الغزو- لإعادة القطاع العام على الأقل لاستيعاب أياد عاملة، وتوفير فرص العمل.

حنان البدري

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...