عنابر السجون العراقية مقسمة حسب المذاهب

13-08-2006

عنابر السجون العراقية مقسمة حسب المذاهب

مدينة أم قصر التي شهدت واحدة من أعنف معارك حرب احتلال العراق ربيع 2003 هي المنفذ البحري الوحيد للعراق وفيها معتقل «بوكا» أشهر المعتقلات العسكرية التابعة للقوات المتعددة الجنسية (الأميركية حصراً) وفيه أكثر من 10000 معتقل عراقي وعربي متهمين بتنفيذ أعمال مسلحة ضد هذه القوات.

وتلوح للزائر ليلاً أضواء تغطي السياج المحيط بالمعتقل وما جاوره، بعكس المدينة الغارقة في الظلام في ساعات ليلها الصحراوي، مثل المدن العراقية الأخرى.

يقول أحد الشهود (أ.ل) الذي يعمل داخل السجن إن «بوكا» يتكون من 15 عنبراً يحتل كل واحد منها مساحة تقدر بـ2000 متر مربع، ويقسم العنبر إلى أربع قاعات كبيرة كل قاعة منها على شكل ردهات، وفي كل منها بين 700 و1000 معتقل ويبعد الواحد عن الآخر مسافة 100 متر، تحيط به أسلاك شائكة، تمنع اتصال النزلاء ببعضهم.

ويؤكد ان العنابر مقسمة، بحسب الانتماء الطائفي والفكري، فنزلاء العنبرين التاسع والسادس من الشيعة، وتحديداً من جماعة «جيش المهدي» الذين ألقي القبض عليهم في بغداد ومحافظات أخرى. ويشير إلى ان سجناء «الجيش» في البصرة محتجزون في سجن الشعيبة الذي تتولى إدارته القوات البريطانية، أما باقي العنابر فنزلاؤها «من التكفيريين والبعثيين والسنّة، وفي معظم الأحيان يرفض الكثير من السنّة البقاء في عنبر التكفيريين لأنهم يحرمون حتى قراءة الصحف ويعتبرونه كفراً ومروقاً، ويميلون إلى العنف المفرط الى حد القتل أحياناً مع من يختلفون معه في الرأي حتى لو كانوا من المذهب ذاته، لذلك يختار بعض السنَة أحياناً البقاء في عنابر الشيعة وبالعكس».

وأشار الشاهد إلى ان أقسى عقوبة يتلقاها المعتقل هي نقله إلى عنبر يختلف نزلاؤه عنه مذهبياً.

واستشهد (أ.ل) بحادثة السجين المصري الذي كان في العنبر رقم 15 المخصص للعرب ومعظمهم «من التكفيريين فقد خنقوه بعدما وضعوا القرآن في فمه لكتم صراخه، وبعدما فقد وعيه شنقوه لأنه لا يتفق مع طروحاتهم، ولا يصلي مثلهم».

ويروي حادثة أخرى فيقول إن «التكفيريين حاولوا خنق أحد السجناء السنّة بالأسلاك الشائكة لأنه لا يعتقد بمعتقدهم، ولكن حراس السجن أنقذوه في اللحظات الأخيرة». ويتابع: «أما العنبر العاشر فيسمى عنبر الذباحين لأن 90 في المئة من نزلائه من الذباحين وفيه شخص اعترف بأنه قتل العشرات بحسب رواية بعض النزلاء. ويؤكد ان «الكثير من الاشتباكات تقع بين التكفيريين والشيعة من جهة وبينهم والسنّة أيضاً من جهة أخرى».

ويضيف الشاهد ان «أبرز السجناء في سجن بوكا هو أحد أولاد برزان التكريتي، وان لكل عنبر مسؤولاً ينتخبه المعتقلون يسمى «جوكر» يدير العنبر ويشرف عليه». وان الحراس «لا يمارسون التعذيب الجسدي مع السجناء بل يلجأون إلى أنواع مختلفة من التعذيب النفسي فيعاقبون بعضهم بالحجز أو السجن الانفرادي أو وضع متناقضين مذهبياً في عنبر واحد أو بإزعاجات ليلية، كاجراء تفتيش أو تعداد في وقت متأخر عندما يكون المعتقلون نياماً».

وعن الخدمات في المعتقل يقول (أ.ل) إنها «جيدة فأحد العنابر خصص ليكون مستشفى يقدم الخدمات الطبية للمحتجزين». وان شركة خاصة «تقدم ثلاث وجبات جيدة لهم كما ان هناك زيارات لذوي المعتقلين يتقاضون خلالها أجور سفرهم من إدارة السجن، بحسب بعد المكان، فالزائرون من مدينة الموصل مثلا يتقاضون 90 دولاراً ومن بغداد يتقاضون 70 دولاراَ كما ان هناك مدرسة لتعليم القراءة والكتابة»، ويشير إلى ان «زيارة المنظمات الإنسانية لحقوق الإنسان خفت في الأشهر الأخيرة».

ويلاحظ الشاهد أن هناك عنبرين قيد الإنشاء وسرت أنباء تفيد بأن خمسة عنابر أخرى ستبنى ليصبح عددها 22، إذ أن نزلاء سجن أبي غريب سينقلون اليها.

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...