عودة "انفلونزا الخنازير" ترعب المصريين

06-02-2014

عودة "انفلونزا الخنازير" ترعب المصريين

حالة من الرعب بدأت تسيطر على المصريين غداة إعلان وزارة الصحة رسمياً، خلال مؤتمر صحافي عقدته أمس الأول، عن عودة انتشار فيروس "أنفلونزا الخنازير" ("H1N1")، وتسببه في وفاة 25 حالة، وإصابة ما يقرب من 110 أشخاص.
وجاء الإعلان عن عودة انتشار الفيروس بالتزامن مع قرار صدر عن وزارة التربية والتعليم في مطلع الأسبوع الحالي، وقضى بتأجيل انطلاق النصف الثاني من العام الدراسي، وهو قرار ربطه الجميع بانتشار الفيروس في بعض المحافظات، والخوف من انتشاره بين طلاب المدارس والجماعات، ما أثار مزيداً من المخاوف لدى جموع المواطنين.
وكانت وزارة الصحة حاولت التكتم على أنباء انتشار الفيروس بين المواطنين ووفاة وإصابة العشرات، لكنها اضطرت الى الاعتراف بتلك الظاهرة، تحت ضغط من قبل نقابة الاطباء، التي فقدت أربعة من أعضائها يرجح أنهم توفوا نتيجة إصابتهم بالفيروس.
وفي محاولة لتهدئة المخاوف، قال رئيس قطاع الطب الوقائي في وزارة الصحة عمرو قنديل إن الوزارة استعدّت لمواجهة المرض منذ أشهر، عبر تأمين الأمصال والعقاقير اللازمة، مشدّداً على أن هناك خطة تنفذ على مستوى المحافظات منذ بداية فصل الشتاء لمواجهة الفيروس.
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية قد أدرجت مرض "أنفلونزا الخنازير" ضمن أمراض "الأنفلونزا الموسمية" منذ العام ٢٠١٠، وقد أكدت أن حالات الإصابة بالمرض على مستوى العالم طالت ما بين ٢٥ إلى ٥٠ مليون شخص، من بينهم ٣ إلى ٥ ملايين شخص يُصابون بأعراض تنفّسية خطيرة، ويحجز منهم ١٥٠ ألف شخص.
وفي آخر تطورات انتشار الفيروس، احتجز مستشفى كفر الشيخ العام امس ثلاث حالات مشتبه في إصابتها بمرض "أنفلونزا الخنازير" في قسم العناية المركزة. كما اعلن مستشفى الصدر في المنصورة عن 18 حالة اشتباه في غرف العزل في المستشفى بعد تأكد إيجابية العينات.
وأقبل المصريون امس على الصيدليات لشراء الكمامات كإجراء وقائي للحماية من الاصابة بالمرض ليعود مشهد المصريين في شوارع القاهرة في العام 2009، حين كانوا يستقلون المواصلات العامة مرتدين الكمامات.
وسبق أن ضرب مرض "انفلونزا الخنازير" القاهرة بقوة في العام 2009، متسبباً بوفاة مئات المواطنين، وقد اضطرت الحكومة حينها إلى اتخاذ إجراءات مشددة لضمان عدم انتشار المرض، وصلت الى ذبح جميع الخنازير التي تربّى في المحافظات، وكان أهمها في منطقة منشاة ناصر في القاهرة.
ويأتي انتشار مرض "انفلونزا الخنازير" ليفاقم التوتر بين وزارة الصحة ونقابة الأطباء، التي شرعت منذ شهر في تنفيذ تحرك نقابي لتحقيق بعض المطالب من بينها توفير نظام جيد للوقاية من الأمراض.
وبدأ الأطباء في مصر إضراباً جزئياً عن العمل منذ الشهر الماضي. وبالأمس، اعلنت نقابة الأطباء أن النسبة العامة للإضراب في مستشفيات مصر بلغت نحو 55 في المئة، فيما اعلنت وزارة الصحة أن نسبة المشاركة في إضراب الأطباء يوم امس بلغت 17 في المئة.
وانضم 30 مستشفى في محافظة القاهرة الى الإضراب الجزئي عن العمل التزاماً بقرار الجمعية العمومية لنقابة الأطباء، بينما لم يلتزم 11 مستشفى بقرار الإضراب.
ويتهم الاطباء، المخرجون حديثاً بخاصة، وزارة الصحة بتجاهل مطالبهم في تحسين المنظومة الطبية وتوفير شروط الوقاية من الأمراض وسبل مكافحة العدوى.
وأكدت نقيبة الأطباء الدكتورة مينا امين، في تصريح لـ"السفير"، أن إجراءات تصعيدية ستتخذ خلال الايام المقبلة، في ظل استمرار تجاهل مطالب الأطباء من قبل وزارة الصحة، مشيرة إلى أن الاستقالات الجماعية ربما تكون إجراء تصعيدياً بعدما وصل مرض "أنفلونزا الخنازير" إلى الأطباء أنفسهم.

مصطفى صلاح

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...