كل شيء عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)

18-07-2007

كل شيء عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)

الجمل:    فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، وسيطرتها على قطاع غزة أثارت الكثير من الجدل، وأبرزت الكثير من الأسئلة حول: ما هي حماس؟ وما هو دورها؟ وهل تستطيع الاستمرار في المقاومة؟ وما هو موقف الرأي العام الفلسطيني منها؟ وهل ستجد الدعم المستمر؟ وهل ستستمر الأطراف الدولية في مقاطعتها وحصارها؟ وهل ستفرض سيطرتها الكاملة على الأراضي الفلسطينية وبالتالي على كامل القضية الفلسطينية؟
• حركة حماس.. البطاقة والهوية:
حماس هي اسم مكون من ثلاثة حروف، مأخوذة من عبارة حركة المقاومة الإسلامية، أي الـ(حاء) من حركة، والـ(ميم) من المقاومة، والـ(سين) من الإسلامية.. وهي منظمة أصولية إسلامية سنية متطرفة تم تكوينها في نهاية عام 1987م بواسطة أعضاء الفرع الفلسطيني لجماعة الاخوان المسلمين، وقد شارك أفرادها بنشاط في الانتفاضة الفلسطينية، الأمر الذي مكن حركة حماس من استيعاب المزيد من العناصر، وتوسيع نشاطها داخل وخارج فلسطين المحتلة.
• حركة حماس.. الأنشطة:
تقوم حركة حماس، شأنها شأن أي تنظيم سياسي عسكري، بكافة الأنشطة المالية والسياسية والعسكرية والعقائدية، مستخدمة الأسلوبين العلني والسري، وتمثل كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري الأكثر شهرة حالياً في فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة، وقد تزايدت شعبية حماس في الأوساط الفلسطينية والعربية والإسلامية بسبب العمليات العسكرية التي قامت بتنفيذها كتائب عز الدين القسام خلال عامي 2002 و2003م، والتي ركزت على استخدام التفجيرات الانتحارية ضد إسرائيل والإسرائيليين.
• حركة حماس.. الموقف الحالي:
تسيطر حركة حماس حالياً على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، إضافة إلى أنها تسيطر بالكامل عسكرياً وسياسياً على قطاع غزة.
كذلك تخوض حركة حماس معركة سياسية كبيرة ضد حركة فتحت وضد أمريكا وإسرائيل، إضافة إلى مصر والأردن.
تجد حركة حماس مساندة الرأي العام الفلسطيني والعربي والإسلامي، وعلى وجه الخصوص سورية، إيران، حزب الله والمقاومة الوطنية اللبنانية، وأيضاً الرأي العام في البلدان العربية المؤيدة لأمريكا والمرتبطة باتفاقيات سلام مع إسرائيل.
تعتمد حماس على عدة مصادر في عملية الحصول على الدعم، ومن أبرز هذه المصادر:
- سورية: وذلك بسبب دعمها اللامحدود للنضال والكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
- إيران: وذلك بسبب موقفها الواضح من دعم القضية وحركات المقاومة الفلسطينية.
- الشعب الفلسطيني: وذلك عن طريق الفلسطينيين المقيمين خارج وداخل فلسطين المحتلة.
- الأطراف العربية: وتتمثل في المنظمات والجمعيات الخيرية ذات الطابع العربي والإسلامي التي ظلت تدعم الفلسطينيين وبالذات في الدول العربية الخليجية، التي لجأ الكثير من أثريائها إلى دعم المقاومة الفلسطينية عن طريق الوسائل الخاصة، بعد أن قامت حكوماتها تحت الضغط الأمريكي بإيقاف الدعم والمساعدات لحركات المقاومة الفلسطينية.
• مستقبل حماس:
الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين ينظر إلى مستقبل حركة حماس على أساس أنه يرتبط بموقف إسرائيل وأمريكا ومصر والأردن، من الحركة، وهي نظرة متشائمة لأنها تنظر لحماس وكأنما مصيرها معلق على هذه القوى، وعلى العكس من ذلك، تقول بأن مصير حماس يرتبط بعدة متغيرات، هي:
- موقف الشعب الفلسطيني من حماس.
- مدى قدرة حماس على إدارة صراعاتها بنجاح.
- مدى قدرة برنامج حماس على استيعاب المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعامل معها بلغة العصر.
إن هذه المتغيرات هي القادرة وحدها على تحديد مستقبل حماس، وحالياً تواجه حماس مرحلة جديدة في نشاطها تختلف نوعياً عما كانت تقوم به في الماضي، وذلك على أساس اعتبارات أنها تحولت من مجرد القيام بتحمل أعباء المقاومة العسكرية والسياسية، إلى حركة تقوم إضافة إلى ذلك بأعباء القيادة والسيطرة والحكم في جزء من الأراضي الفلسطينية.
إن التحول النوعي الجديد يفرض على حماس:
- الدخول في تفاعلات السياسة الخارجية اقتصادياً وسياسياً مع العالم الخارجي.
- الإشراف على مؤسسات إدارة الدولة والحكم في قطاع غزة.
- الدخول في معترك الخلافات العربية- العربية، وبالذات مع مصر والأردن.
- اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة والتكيف مع الضغوط الهيكلية والوظيفية الناتجة من العقوبات الدولية والحصار الدولي.
- إيجاد صيغة للتعامل مع الحركات الإسلامية الأصولية السنية المتطرفة، والتي أصبحت تنظر لسيطرة حماس على قطاع غزة باعتباره انتصار لها، وسوف تحاول هذه الحركات إرسال عناصرها إلى قطاع غزة من أجل (الجهاد)، وهو أمر سوف يترتب عليه الكثير من الاحتكاكات السلبية بين المواطنين الفلسطينيين وهذه العناصر الأصولية.
بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، تحولت الأنظار باتجاه نوع البرنامج السياسي الذي سوف تقوم حركة حماس بانتهاجه في القطاع ونوع الدولة التي سوف تقوم ببنائها.. وكانت كل التوقعات ومازالت حتى الآن ترجح أن حركة حماس سوف لن تتخلى عن برنامجها الجهادي الأصولي الإسلامي.. وسوف تقوم عاجلاً أم آجلاً ببناء (الإمارة الإسلامية) في غزة، وهو الأمر الذي يجد معارضة الأردن، ومصر، وذلك لأن عدوى انتقال صيغة الجهاد الإسلامي من أجل إقامة الإمارة الإسلامية سوف تنتقل عاجلاً أم آجلاً إليهما، خاصة وأن الحركات الأصولية الإسلامية في هذين البلدين ظلت تتمتع بالمفاعيل القوية والسند الشعبي المتزايد.
أما الفلسطينيين فهم يؤيدون بأغلبية كبيرة حماس، ولكنهم في الوقت نفسه لا يؤيدون إقامة دولة إسلامية في أراضيهم، فالمجتمع الفلسطيني الذي ظل طوال الفترة الماضية مسانداً لحماس هو مجتمع مدني من الدرجة الأولى، وظل طوال المراحل الماضية معارضاً للحركات الأصولية والحكومات الإسلامية، ولكنه برغم ذلك أيد وساند حركة حماس فقط على أساس اعتبارات قيامها بأعباء المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة الماضية، التي أعقبت اتفاقية أوسلو وذلك بسبب (فراغ المقاومة المسلحة) الذي أحدثه تراجع حركة فتح عن الدخول في المواجهات المسلحة ضد إسرائيل، التي استغلت اتفاقية أوسلو في تصعيد حملاتها العسكرية ضد الفلسطينيين، وحقول القتل التي أقامتها قواتها في نابلس وجنين وغزة وغيرها.
إسرائيل وأمريكا أصبح موقفهما واضحاً، وهو الإبقاء على الوضع الراهن السائد في الأراضي الفلسطينية، والعمل من أجل تصعيد حالة الانقسام التي تهدد وحدة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية بالتفكك، وتسعى إسرائيل وأمريكا إلى الدفع باتجاه إشعال حرب فلسطينية- فلسطينية لا يكون فيها مهزوم  ومنتصر، وتقوم حالياً أمريكا وإسرائيل بتوفير الدعم المالي والعسكري اللازم لحركة فتح في الضفة الغربية من أجل دفعها لمحاولة القيام باسترداد قطاع غزة وإعادته لدائرة السلطة الفلسطينية، وسوف تقوم أمريكا وإسرائيل باستخدام سياسة العصا والجزرة مع محمود عباس، بحيث يتم الاشتراط عليه ضرورة استعادة غزة لسلطته وإلا فإن التفاوض في عملية سلام الشرق الأوسط لن يستمر.. كذلك سوف تكون المساعدات والمعونات لمحمود عباس والسلطة الفلسطينية مشروطة بهذا الهدف أيضاً، أما على الجانب الآخر، فسوف تسمح إسرائيل وأمريكا سراً بتمرير المساعدات المادية والعسكرية لحركة حماس على النحو الذي يعزز قدرتها في مواجهة حركة فتح.
وعموماً، الصراع الفلسطيني- الفلسطيني، قادم لا محالة، وهو صراع سوف تتورط فيه حركة فتح ومصر والأردن بشكل رئيسي، وسوف يذهب ضحيته الكثيرون، ولن يكون هناك حل لأزمة الحالة الانقسامية الراهنة سوى الرجوع والاحتكام إلى الشعب الفلسطيني والقبول فعلاً وبصدق بخيار الشعب الفلسطيني، وحتى هذا الحل فسوف تعمل إسرائيل وأمريكا بمساعدة الأردن ومصر كل ما هو ممكن لعرقلته، وحالياً هناك ضغوط إسرائيلية- أمريكية على مصر والسعودية والأردن، لمنعهما من القيام بأي محاولة للتسوية بين فتح وحماس.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...