كهنة فرنسا يتهافتون على دراسة الإسلام

14-08-2007

كهنة فرنسا يتهافتون على دراسة الإسلام

يقبل العديد من كهنة فرنسا الكاثوليك على دراسة الإسلام، بهدف «التمييز بين ما يروَّج له وبين ما هو حقيقي»، وبعضهم بدافع الفضول لأن الكنائس خاوية من المؤمنين بعكس المساجد التي تغص بالمصلين، او بدافع حب المعرفة «لتفعيل الحوار بين الأديان».
ويقول كاهن، شارك في الدورة الإعدادية التي نظمتها «خدمة العلاقات مع الإسلام» في «مجمع أساقفة فرنسا»، مؤخراً في أوسريه، إنه استطاع، خلال أسبوع واحد أن يكتشف الإسلام، مشيراً إلى أنه شارك في الدورة بدافع الفضول لأن «كنيسة الحي حيث أقطن فارغة، على عكس الجامع المكتظ».
أما الأخت آني، من ضاحية مان، فشاركت في الدورة، لرغبتها بـ»التمييز بين ما يشاع عن الإسلام وبين الحقيقة، ولتصبح أكثر ثقة بنفسها عندما تناقش الدين مع المسلمين»، فيما يعترف الكاهن اندريه دهيلان بأن معرفته بالإسلام «سطحية»، برغم «علمي بأنه دين أوسع وأعمق مما يمكن أن أشاهده في رعيتي».
إلا أن الكاهن المسؤول عن العلاقات مع الإسلام في أسقفية باريس فرانسوا جوردان يحمّل المسلمين مسؤولية تحوّل الحوار بين الأديان إلى «مهزلة» لأنهم (المسلمين) «لا يظهرون سوى وجه واحد للأمور ولا يقطعون سوى نصف الطريق»، مشيراً إلى افتقار الحوار إلى تناول «النقاط المذهبية التي تفرّقنا».
وحرصاً منهم على معرفة الإسلام على حقيقته، شكّل أساقفة مختصون بالعلاقات بين الأديان، مجموعة عمل لتدارس «الأساليب الممكنة للحوار بين الكاثوليك والمسلمين»، وخصوصاً أن «العلاقات مع الإسلام، غالباً ما تتراوح بين (الاتهام بـ) الأبلسة والسذاجة»، بحسب ما يقر كاهن فرنسي.
ويرى الكاهن روجيه ميشال أن دورات أوسريه «غير كافية»، برغم الطلب الكثيف عليها، ويؤيده في ذلك الكاهن ماكس دوغيبير قائلاً إن «الحاجة لتعميق الحوار النظري باتت ملحة». ولهذا يشير مدير «خدمة العلاقات مع الإسلام» كريستوف روكو الى أنه استقبل، هذا العام، نحو 40 كاهناً يرغبون بمعرفة الإسلام، مقارنةً مع 28 العام الماضي.
وتتراوح الأسئلة التي يطرحها الراغبون بمعرفة الإسلام بين الفلسفية، مثل: «هل يميز الله بين صوفي مسيحي وصوفي مسلم؟» الذي طرحه الأخ فردريك، المكلف بالتعاطي مع صوفيين قرب أبرشيته في كوت دور، وبين أسئلة أكثر عمليةً مثل «الصورة التي يتعين أن يقدّمها الكاهن عن الكنيسة، عندما يرغب شاب مسلم بالزواج من مسيحية»، لأن العديد من الكهنة يرفضون، لـ»قلة معرفتهم»، تزويج الشباب، عندما يكون أحد الطرفين مسلما.
ويروي كاهن شارك في الدورة أن «الناس، من هول ما يسمعونه عن الإسلام، لا ينظرون إليه بإيجابية»، معرباً عن «صدمته» لأن «بعض الكاثوليك يخشون، عندما يعتنق أبناؤهم الإسلام، أن يتحولوا إلى إرهابيين».

المصدر: لوموند

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...