كيـف يـؤثر الإنسـان علـى تغـيّـر الأرض؟

20-02-2013

كيـف يـؤثر الإنسـان علـى تغـيّـر الأرض؟

هل لا يزال من الممكن الفصل بين الطبيعة والإنسان؟ سؤال يبحث علماء الجيولوجيا عن جواب له بشكل مستمر. حيث أن الإنسان ونشاطه الصناعي يساهمان في تحول شكل الأرض، وسرعة حدوث هذا التحول. أبرز دليل على ذلك هو التغير المناخي.
يراقب الجيولوجيون وعلماء من تخصصات أخرى منذ مدة، تحولاً جيولوجياً درامياً: بيئة طبيعية مثل تلك الموجودة في المفاهيم الرومانسية، لم تعد موجودة على ما يبدو في زمن المجتمع الصناعي المتطور.
في فترات سابقة من تاريخ الأرض كانت الحياة البرية تتكون بنفسها من دون عوامل خارجية، حيث كانت الطبيعة تتأثر بالبراكين والأنهار، وبالتغيرات المناخية. اليوم، أصبح البشر يؤثرون على الطبيعة بشكل مباشر.
يُعتبر التغير المناخي، بحسب العديد من الباحثين، مثالاً على ذلك: فانبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة العالم بسرعة. ونتيجة لذلك، فقد حذر الباحثون من ارتفاع في مستوى سطح البحر. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تغييرات واسعة في السواحل الشاطئية. كما يُحذر علماء المناخ أيضا من الجفاف الذي يتسبب فيه الإنسان في مناطق عدة من العالم، ونتائجه التي تدمر التربة الخصبة.
أدى هذا الإدراك إلى تحول جذري في مجال العلوم. طبيعة تتعارض مع ثقافة الإنسان وتتكون بنفسها، لم تعد موجودة. فالبيئة والأرض أصبحتا تتأثران بالإنسان بشكل كبير، حيث يتحدث العلماء بشكل كبير اليوم، عما يسمى عصر»الأنثروبوسين» أو العصر الجيولوجي البشري، وذلك بسبب مشاركة البشر لبقية القوى الطبيعية الأخرى في مسؤوليتها عن الحالة الجيولوجية للأرض.
وبسبب الأراضي الصناعية والمناجم والبناء، تطرأ على الأرض تغييرات كثيرة. في الوقت الحالي تتغير الطبقات الأرضية 30 مرة أكثر من التغييرات التي كانت تشهدها الأرض من دون التدخل البشري، بالإضافة إلى انقراض أنواع من الحيوانات.
في الواقع، فالرواسب المستقبلية ستكون شاهدة على تدخلنا في البيئة، حيث سيعثر علماء الآثار على مخلفاتنا الحيوانية في هذه الرواسب، تماماً مثل آثار النباتات المزروعة وجزيئات البلاستيك. هذه الرواسب هي التي تشهد على العصور السابقة وتحددها.
ومن ضمن هذه التحديات، الرواسب الرصاصية في التربة الموجودة حتى اليوم. ومنذ ذلك الوقت والتأثير على الطبيعة يتفاقم: تآكل التربة الزراعية الأحادي، الحفر الذي أثر على الجبال، كما أن محاولة تجميع الأراضي الزراعية غيّر المناظر الطبيعية بأكملها، فضلاً عن التأثير على مسار الأنهار، بالإضافة إلى عملية استصلاح الأراضي من البحر.
تأثير النفايات المشعة سيظهر حتى بعد مئات الآلاف من السنين. كل هذا أثر على الأرض ولذلك فإن الطبيعة والإنسان لا ينفصلان عن بعض.
لذلك، هناك حاجة إلى تقنيات جديدة لا تفاقم المشكلات المعروفة: الحد من المجتمعات الصناعية كنوع من الحلول، لن يشكل الحل بأي حال من الأحوال. ففي عصر «الأنثروبوسين» أصبح الإنسان مع أسلوبه التقني جزءاً من الطبيعة. لكن الهدف هو جعل الوعي بالمسؤولية سمة من سمات هذه الحقبة الجيولوجية، أي رفع مستوى الوعي بأننا نعيش في حقبة جيولوجية في حاجة لمسؤولية دائمة ومستمرة.

(«دويتشيه فيلليه»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...