لماذا تنتحر العاملات الأجنبيات في لبنان؟

09-02-2011

لماذا تنتحر العاملات الأجنبيات في لبنان؟

في الصورة الأولى تبدو الشابة سايا من مدغشقر طالبة في التاسعة عشرة من عمرها، ذات نظرة جدية ورصينة، وفي الصورة الثانية، يظهر الوجه نفسه ولكن تغطيه الكدمات والحروق. توفيت سايا في صيف عام 2009 في بيروت حيث كانت تعمل عاملة منزلية.

تقول اليسا، خالة سايا: «قيل لنا أنها انتحرت، أنها سقطت من الطابق السادس، لا يمكن أن نصدق هذه الرواية».

خلال سنة واحدة، عادت الى مدغشقر 17 امرأة جثة هامدة، بحسب اتحاد العاملين المجازين في العمل الاجتماعي، وهي منظمة غير حكومية في انتاناناريفو تساعد الضحايا وعائلاتهن.

وكل أولئك العاملات وقعن عقود عمل لثلاث سنوات للعمل في المنازل في مقابل 150 دولاراً شهرياً.

وبحسب السلطات في مدغشقر، يبلغ عدد العاملات من مواطنيها في لبنان ستة آلاف.

تقول اليسا إن المهم الآن هو شقيقة سايا الصغرى التي ما زالت في لبنان والتي تشكو من سوء معاملة مستخدميها هي أيضاً.

وتوجهت هذه الشابة الى المنظمة غير الحكومية، التي تقصدها عشرات العاملات للشكوى من سوء المعاملة في لبنان.

تقول نوروتيانا جيانودا، رئيسة المنظمة: «الفتيات اللواتي يصلن يخبرننا عن أشكال مختلفة من الاستغلال، منها عدم احترام ساعات العمل، وعدم دفع الراتب ما يضطر بعضهن الى البغاء».

في عام 2010، أحصت هذه المنظمة غير الحكومية عودة أكثر من 500 عاملة الى مدغشقر قبل انتهاء عقود العمل.

تضيف جيانودا: «بعض الفتيات يصلن ولا يعرفن أسماءهن وعناوينهن، إذ يكن تحت تأثير الصدمة أو المهدئات، فنحيلهن الى مستشفى للأمراض النفسية».

ألغت السلطات في مدغشقر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 منح إجازات للعمل في لبنان، لكن العاملين في الحقل الاجتماعي يقولون إن الفتيات ما زلن يقصدن لبنان من طريق وكالات تشغيل غير قانونية، وإن السفر يجري من طريق بلد ثالث مثل جزر موريشيوس أو سيشيل.

يقول جاونا اندريامبواهانغي رامانداسوا، المدير العام لهيئة الحماية الاجتماعية في وزارة السكان: «هناك شبكة ينبغي كسرها، لكن الأمر صعب».

في أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي، أعلنت الحكومة تخصيص طائرة لإعادة العاملات اللواتي يرغبن في العودة الى مدغشقر.

ويقول رامانداسوا: «هناك نية في إعادة 78 امرأة من لبنان. تلقينا أكثر من ألف طلب من عائلات، لكن كل تلك الفتيات لا يرغبن بالضرورة في العودة».

ومنذ الإعلان عن تخصيص الطائرة، تدفقت الأسر الى مركز المنظمة غير الحكومية لتقديم طلبات. في باحة مقر الهيئة يقف نحو 30 شخصاً ينتظرون الحصول على معلومات.

تبلغ باتريسيا 33 سنة، وعادت من لبنان في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. بعدما هربت مرات عدة، سمح لها مستخدمها أن ترحل، وهي تأمل الآن في مساعدة صديقة لها التقتها في لبنان على العودة.

وتقول عنها: «إنها تعاني سوء المعاملة، وتبحث عن طريقة للعودة. تمكنت من الهرب لكن ابن مستخدمها يعمل في الشرطة».

تعمل الحكومة أيضاً على إعادة النظر في وكالات التوظيف المعتمدة. وتقول مارغريت اوريت رازانازافي، وهي مسؤولة رفيعة المستوى في وزارة العمل «سنرى أي الوكالات فشلت في واجباتها».

وتؤكد وكالات التوظيف ترحيبها بهذا الأمر، وتقول جيل رافونجاتوفو من نقابة مكاتب التوظيف في مدغشقر: «نحن لسنا معصومين عن الخطأ، ولا بد من وضع الأمور في نصابها».

المصدر: أ ف ب

التعليقات

إذا ستات البيوت متل سياسيي لبنان. فلا عجب ان تنتحر العاملات الأجنبيات. لأن للإنسان طاقة للتحمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...