لماذا ينشر مسلحو المعارضة مدافع هاون في قرية"الحسينية" بدير الزور

07-09-2012

لماذا ينشر مسلحو المعارضة مدافع هاون في قرية"الحسينية" بدير الزور

قال موقع "الحقيقة" أنه حصل على معلومات مؤكدة من مصادر محلية في مدينة دير الزور ( شرق سوريا) تفيد بأن مسلحي ما يسمى"الجيش الحر" نصبوا مدافع هاون في قرية "الحسينية" الواقعة على نهر الفرات إلى الشمال من المدينة. وترافق الأمر مع إعلان "الجزيرة" عن انتداب مراسل لها إلى المنطقة، وهو ما يعني أن الطرفين يحضران لحفلة تخريب وتدمير في المنطقة المشار إليها، جريا على العادة التي أصبحت معروفة.وتعتبر القرية من المناطق"المحايدة" ، أو الأقرب إلى تأييد السلطة، فهي لم تشهد أية اضطرابات أو مظاهرات منذ بداية الأزمة ، ولم ينتقل إليها القتال أبداً خلال الأشهر الماضية سوى منذ عدة أيام. وبات معلوما اليوم أنه ما من منطقة دخلها"الجيش الحر" إلا وتسبب لها بالخراب. فهذا ما حصل في أحياء الموظفين و"العرفي" و"المطار القديم"،  مروراً بأحياء "الحميدية" و"العرضي" و"الشيخ ياسين"، وصولاً مؤخراً إلى حي "الرشدية" و"وسط المدينة"، لاسيما منطقة "دوار التموين" حيث يقع قسم الشرطة الغربي ومفرزة الأمن العسكري والبريد القديم.
 
وكانت المنطقة المشار إليها شهدت اشتباكات متفرقة بين "الجيش الحر" والجيش العربي السوري بالقرب من معسكر التدريب الجامعي - على الطريق المؤدي إلى الحسينية. وذلك بعد انسحاب "الجيش الحر" من بعض أحياء المدينة وانتقاله إلى الحسينية للاحتماء بأهلها واتخاذهم دروعا بشرية. وقد أثار هذا الانتقال استغراب أهالي ديرالزور والحسينية ، بالنظر لأنه لا توجد أية نقاط استراتيجية في منطقة الحسينية ، فهي مجرد قرية صغيرة تحيط بها أراضيها الزراعية . وهي أيضاً بعيدة عن طرق المواصلات  المتصلة بالريف الشرقي التي يمكن أن يستفيد منها "الجيش الحر".
 
وقالت مصادر محلية لـ"الحقيقة" إن قيام "الجيش الحر" بنصب مدافع هاون في هذه القرية يكشف عن مراميه الحقيقية والغاية من مجيء مسلحيه إليها. فهذه القرية لاتبعد – كخط نظر – سوى حوالي 1500 إلى 1600 متر عن فرع الأمن السياسي وحوالي 2000 إلى 2100 متر عن فرعي الأمن العسكري والمخابرات الجوية (الفرعان متلاصقان) ، كما أنها لاتبعد عن فرع أمن الدولة(المخابرات العامة) سوى حوالي 3300 متر. بمعنى أن جميع الفروع الأمنية الكبيرة في المدينة تصبح في نطاق المدى المجدي لمدافع الهاون ، حتى وإن كانت من عيار صغير (81 مم أو 82 مم). وكنا قد أشرنا سابقاً إلى أن معظم النقاط الأمنية الثانوية (المفارز وأقسام الشرطة والشعب الحزبية ) في المدينة قد تم إفراغها من محتوياتها وتركها تحت حراسة عدد محدود من العناصر ، بينما جرى تحويل النقاط الأمنية الكبيرة – الفروع الأمنية وفرع الحزب – إلى نقاط حصينة ، ولذلك لم تقع أية هجمات عليها (باستثناء قتال محدود وقع بالقرب من مبنى أمن الدولة ، هو عبارة عن اشتباكات مع الحاجز الموجود عند الدوار المجاور له).
 
ومن الجدير بالذكر أن قرية الحسينية تبعد أيضاً – كخط نظر –أقل من 2 كيلومتر عن منطقة مفرزة الأمن العسكري والبريد القديم ، حيث ماتزال الاشتباكات مستمرة منذ أن هاجم "الجيش الحر" مبنى المفرزة قبل بضعة أيام. وماتزال المنطقة (منطقة المفرزة) عرضة للقصف الجوي والمدفعي.
 
فالهدف إذن من الانتقال إلى قرية الحسينية ، كما تقول المصادر الميدانية، هو قصف المناطق التي لم يستطع "الجيش الحر" الاقتراب منها. ويضيف هؤلاء القول"كان بإمكان الجيش الحر أن يستخدم أحياء أخرى من المدينة لنصب مدافعه، ولكن جميع هذه الأحياء قد قصفت من قبل ، وليس من الآمن أن يتم نصب المدافع فيها خصوصاً أن الحركة مقيدة فيها بشكل كبير. لذلك كان لابد من البحث عن منطقة جديدة ،لايزال سكانها فيها ويمكن الاحتماء بهم ، لتستخدم أرضها كمناصب لمدافع الهاون". وهذا ، وفق تعبير أهالي المنطقة، "ما يظهر دناءة مقاتلي الجيش الحر بنصبهم المدافع بالقرب من المساكن في قرية الحسينية ، بالرغم أنه توجد مساحات زراعية شاسعة تحيط بالقرية يمكن استخدامها وبسهولة لنصب المدافع". هذا بالإضافة إلى أن هناك "حويجة كاطع" ،وهي جزيرة في نهر الفرات مكونة من الطمي النهري المتراكم، وهي ذات مساحة هائلة وفيها غطاء شجري كثيف تشكل الغطاء المثالي لانتشار المقاتلين ، فضلا عن أنها أقرب إلى المدينة وتؤمن مدى أكبر لمدافع الهاون ، لكنها تخلو من السكان . ولهذا لن يتورع الجيش النظامي عن حرقها بمن فيها لو استخدمها "الجيش الحر". وكان لا بد إذن ـ تتابع هذه المصادر ـ من البحث عن منطقة قريبة مسكونة يمكن الاحتماء بسكانها. ولم يكن هناك من منطقة تناسب هذا "البروفايل" سوى قرية الحسينية!
 
ويضيف موقع "الحقيقة" بأن أهالي الحسينية ، وما إن لاحظوا وصول مدافع "الجيش الحر"، حتى بدأوا بالنزوح منها كما أصبح شائعا في جميع المناطق السورية ، علماً بأنه من بين سكان القرية نازحون من المدينة أمضوا فيها الآن حوالي ثلاثة أشهر، وعليهم اليوم أن ينزحوا – مجدداً – إلى منطقة جديدة. ومن المرجح أن نسمع في الأيام القليلة المقبلة أخبار قصف عنيف تتعرض له القرية ووقوع مجازر فيها. واليوم عمدت صفحة "التنسيقية" على الفيسبوك إلى نشر خبر مفاده أن منطقة الحسينية "تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية والمواد الإسعافية" إلى أخر الأسطوانة المشروخة. إلا أن هذا الكلام، وكما أكد أهالي المنطقة، عار من الصحة ، وهو افتراء وكذب. فقرية الحسينية والقرى المجاورة لها آمنة وسكانها يتنقلون بسهولة إلى محافظات الرقة والحسكة ، على عكس ما هي عليه الحال في مدينة ديرالزور. ومن الواضح أن حديث "التنسيقية" إنما يمهد لادعائها لاحقاً بأن "الجيش الحر" انتقل إلى الحسينية "ليحمي أهلها"، أو مقدمة لخبطة إعلامية عن مجزرة قد تتعرض لها القرية،  خصوصاً وأن هناك أنباء عن وصول مراسل لقناة "الجزيرة" إلى مدينة ديرالزور. فبحكم التجارب السابقة ، لم يصل مراسلو "الجزيرة" إلى منطقة ليقوموا "بتغطيتها" إلا وحل الدمار بها، فقد أصبحوا نذير شؤم كما الغربان في الثقافة الشعبية! والآن يبدو أن ديرالزور على موعد قريب مع هذا القدر، لاسيما بعد أن هدأت الأوضاع مؤخراً ووجهت السلطات دعوات للأهالي للعودة إلى المدينة ، وأكدت على أنها ستقوم بتسليم الرواتب في المدينة وليس في مناطق النازحين ، فكان أن جن جنون البعض ! فالمعركة ـ برأيهم  ـ يجب أن تستمر وبأي ثمن وليبق أهالي المدينة يدفعون الثمن من دمائهم!

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...