مؤتمر الدوحة ينشئ مركزا للحوار بين الأديان

10-05-2007

مؤتمر الدوحة ينشئ مركزا للحوار بين الأديان

أنهى مؤتمر الدوحة الخامس للحوار بين الأديان أعماله مساء الأربعاء في الدوحة، بعدد من التوصيات اعتبرها المحللون في مجملها أقل من مستوى الطرح الذي عصف بجلسات الحوار والنقاش التي دارت بين أتباع الديانات السماوية الثلاث على مدى أيام المؤتمر الثلاثة.
 ويرى المراقبون أن أهم ما يميز مؤتمر حوار الأديان هذا العام عن سابقيه هو خروجه بقرار بإنشاء مركز الدوحة الدولي للحوار بين الأديان، الذي يعول عليه أن يلعب دورا فاعلا وعمليا في المستقبل، بالجمع بين أبناء الديانات الثلاث ويسهم في تقليص المسافات بينهم.
 وأعلن في الجلسة الختامية عن تأسيس مجلس الإدارة المحلي للمركز برئاسة مدير جامعة قطر الأسبق الدكتور إبراهيم صالح النعيمي، فيما ضم المجلس الاستشاري للمركز سبعة أعضاء، ثلاثة منهم مسلمون وثلاثة مسيحيون ويهودي واحد.
 وأنيطت بمجلس إدارة المركز عدة مهام من بينها متابعة المؤتمر وإجراء البحوث والدراسات والتواصل مع المؤسسات والجامعات ومراكز البحوث المحلية والدولية.
 فيما تقرر أن يعقد المجلس الاستشاري اجتماعين على الأقل خلال العام الواحد، لمتابعة أعمال المراكز وبحث المواضيع التي تهم الحوار بين الأديان وتقديم الاستشارات والتحضير لمؤتمر الدوحة السنوي لحوار الأديان.وعلى صعيد التوصيات أوصى المؤتمر بالعناية الفائقة بالقيم الروحية والسلام العالمي، ونشرها بين سائر طبقات المجتمعات، كما أوصى بتدريس مقرر مقارنة الأديان، بأبعادها الفلسفية والروحية والاجتماعية، في الجامعات والمعاهد كطريق من طرق الإسهام الأكاديمي لإعلاء وتفعيل القيم الروحية.
 كما أهاب المؤتمر بالقيادات الدينية في كل المجتمعات الالتزام بلغة التفاهم والمصالحة والحوار وتعميمها بين أبناء شعوبهم.
 كما أدان المؤتمر الإساءات للمقدسات الدينية ورموزها وآثارها وشخصياتها، وناشد المؤسسات الاجتماعية والإعلامية تجنب الصور النمطية التي تغذي العداوة بين الأديان، وتعهد المشاركون في المؤتمر بالعمل على إنجاح مركز الدوحة لحوار الأديان من خلال التعاون معه وتبادل الآراء والمعلومات والبحوث.
رغم حالة التشاؤم التي عبر عنها العديد من المشاركين في المؤتمر، بشأن إمكانية تقليص المسافات بين أتباع الديانات الثلاث، من خلال التغلب على الاختلافات بينهم التي أوجدتها الخلافات السياسية وليس الدينية على حد تأكيد هؤلاء، ورغم لغة الاتهام واللهجة العصبية التي شهدتها معظم جلسات الحوار والنقاش في المؤتمر، اعتبر البعض ذلك بادرة إيجابية وبداية للحل.
 ففي حين رأى بعض المشاركين أن المؤتمر أظهر الخلافات دون أن يقدم الحلول اعتبر آخرون في حديثهم أن هذه هي البداية الصحيحة لمعرفة كل واحد للآخر، مؤكدين أنه قبل هذا المؤتمر لم يكن أبناء الديانات السماوية يقبلون فكرة الجلوس سويا والتناقش في مشاكلهم.
 وتقول أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة نيويورك أنجيلا ميركل وهي يهودية إن المؤتمر رغم الخلافات والاختلافات التي كشفها، أصلح ولم يخرب، وهو كشف أن الدين لا علاقة له بالخلافات السياسية التي تشعل النزاعات بين أبناء الديانات.
 وشددت ميركل على خطورة جهل بعض الأطراف بحقيقة ببعض، ما يتيح المجال لجماعات صغيرة موجودة في كل الأطراف صورا مشوهة عن الآخر ما يؤدي لاشتعال الأزمات بين أبناء الديانات السماوية.
 وقالت ميركل إن المواجهات الكلامية التي دارت في جلسات المؤتمر والاتهامات التي تبادلها المشاركون يجب ألا تثير التشاؤم، بل هي البداية الصحيحة للتعرف على الآخر.
 فيما اعتبرت الدكتورة سعاد الحكيم أن إثارة غضب الآخر من خلال المواجهة والمصارحة والمكاشفة داخل غرف الحوار، أفضل كثيرا من التنازع والاقتتال بسبب غياب الحوار.

رانيا الزعبي

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...